أطفالنا وعلو الهمة

1 يناير 1970 05:39 م
الاطفال هم المستقبل: وهذا الشعار حقيقة لامجاز، واقع لاخيال، فمن ثم ينبغي ان يصرف الهم الاكبر إلى تهيئتهم ليكونوا مؤتمنين على مستقبل امة الاسلام، وينبغي ان نتخلى عن نظرتنا إلى هؤلاء البراعم على انهم لعبة ملهية نتسلى بها وننسى ان تربية الاطفال تبدأ مبكرا جدا، قال الامام ابوحامد الغزالي رحمه الله: «والصبي امانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة فان عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والاخرة»، واطفالنا امانة في اعناقنا، قال صلى الله عليه وسلم: «ان الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه، احفظ ذلك ام ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن اهل بيته».
ورحم الله من قال:
قد ينفع الادب الاولاد في صغر
وليس ينفعهم من بعده ادب
ان الغصون اذا عدلتها اعتدلت
ولايلين ولو لينته الخشب
وقال عمرو بن العاص (رضي الله عنه) لحلقة قد جلسوا إلى جانب الكعبة، فلما قضى طوافه جلس اليهم وقد نحوا الفتيان عن مجلسهم، فقال: «لا تفعلوا! اوسعوا لهم، وادنوهم، والهموهم، فانهم اليوم صغار قوم يوشك ان يكونوا كبار قوم آخرين، قد كنا صغار قوم اصبحنا كبار آخرين».
وفي زمننا أصبح هم التربية ثقيلا:
ومن رعى غنما في ارض مسبعة
ونام عنها، تولى رعيها الاسد
«المسبعة: الارض الكثيرة السباع»