أوضح الكلام في شرح أحاديث الأحكام
1 يناير 1970
03:40 م
| د.عبدالرؤوف الكمالي |
زاوية فقهية خاصة بشهر رمضان المبارك نتعرض فيها بالشرح والتوضيح لبعض الاحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالاحكام، يعرضها لكم الداعية الاسلامي المعروف الدكتور عبدالرؤوف الكمالي استاذ الفقة في كلية التربية الاساسية. كيفية وضع اليدين في التشهد
الحديث:
عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد للتشهد، وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، واليمنى على اليمنى، وعقد ثلاثة وخمسين، وأشار بإصبعه السبابة» أخرجه مسلم.
شرح الحديث:
(وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، واليمنى على اليمنى)
وفي رواية لمسلم - أيضاً -: «ويلقم كفه اليسرى ركبته»، أي: يعطف أصابعه على ركبته.
وفي أخرى له - أيضاً -: «ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بإصبعه».
وفي «صحيح مسلم» - أيضاً - من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كان اذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى...» الحديث.
(وعقد ثلاثة وخمسين) صورتها: أن يقبض الخنصر والبنصر والوسطى على أقرب ما يليها من باطن الكف، ويقبض الابهام، ويضع رأسها تحت أسفل المسبحة (السبابة) على طرف راحته، فهذه طريقة معروفة عند العرب في الحساب، فسميت هذه الصورة بثلاثة وخمسين، لأن الإبهام والمسبحة فيهما خمس عقد، وكل عقدة بعشرة، فذلك خمسون، والأصابع المقبوضة ثلاثة، فذلك ثلاثة وخمسون.
وقد جاء في رواية أخرى للحديث عند مسلم - أيضاً -: «وقبض أصابعه كلها، وأشار بالتي تلي الابهام» أي: السبابة.
فهذه إحدى الكيفيات الصحيحة في وضع الأصابع في التشهد. وثبتت كيفية أخرى، وهي: قبض الخنصر، والبنصر والتحليق بالابهام والوسطى والاشارة بالسبابة، كما في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه عند النسائي وأحمد وابن خزيمة، وصححه النوري.
(وأشار بأصبعه السبابة) قال العلماء: خصت السبابة بالإشارة، لاتصاله بنياط القلب، فالاشارة بها سبب لحضوره.
وقال الصنعاني: «وينوي بالاشارة التوحيد والاخلاص فيه، فيكون جامعاً في التوحيد بين الفعل والقول والاعتقاد، ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاشارة بالاصبعين وقال: «أحد أحد» لمن رآه يشير بأصبعه» أ.هـ.
ثم إن أكثر الأحاديث فيها رفع الاصبع والاشارة بها دون تحريكها، كحديث ابن عمر هذا، وحديث عبدالله بن الزبير عند مسلم، وحديث أبي حميد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد صدقه عليه عشرة من الصحابة رضي الله عنهم، وهو عند أبي داود والترمذي وصححه.
وظواهر الأحاديث هي الاشارة بها من أول التشهد الى آخر الدعاء. لكن ثبت التحريك في حديث وائل بن حجر حين نظر الى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي، وفيه: «ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها».
والقول بالتحريك هو المعتمد عند المالكية، وهو قول للشافعية وللحنابلة اختاره ابن القيم رحمه الله.
والظاهر ان الأكثر من حاله صلى الله عليه وسلم هو الاشارة دون التحريك وكان أحياناً يحركها. ويكون التحريك كذلك - على الظاهر - من أول التشهد الى آخر الدعاء، وقوله: «يدعو بها»، لأن التشهد كله دعاء، فإن الدعاء قسمان: دعاء مسألة ودعاء ثناء، والله تعالى أعلم.
فوائد الحديث
1 - استحباب وضع اليدين على الفخذين في التشهدين، لكن في التشهد الأخير: يلقم يده اليسرى ركبته اليسرى.
2 - لحال الأصابع في التشهدين عدة كيفيات:
فمنها: أن يقبض الخنصر والبنصر والوسطى، ويشير بالسبابة من أول التشهد الى آخره، ويجعل الابهام بجانبها من تحتها. ومنها: أن يقبض الخنصر والبنصر، ويحلق بالابهام والوسطى، ويشير بالسبابة ويحركها من أول التشهد الى آخره.
3 - ينوي بإشارته بالسبابة التوحيد والاخلاص.