أوضح الكلام في شرح أحاديث الأحكام

1 يناير 1970 05:57 م
| د.عبدالرؤوف الكمالي | زاوية فقهية خاصة بشهر رمضان المبارك نتعرض فيها بالشرح والتوضيح لبعض الاحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بالاحكام، يعرضها لكم الداعية الاسلامي المعروف الدكتور عبدالرؤوف الكمالي استاذ الفقة في كلية التربية الأساسية.
 

باب الصائم يحتجم

الحديث (1):
عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «افطر الحاجم والمحجوم».
تخريج الحديث:
اخرجه ابوداود (2350) (2353) (2354). كما اخرجه النسائي وابن ماجه، وصححه جماعة منهم علي بن المديني والدارمي واحمد وابراهيم الحربي والبخاري. وهو في «صحيح ابي داود» للشيخ الالباني (2074) (2077) (2078).
الحديث (2):
عن شداد بن اوس: «ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى على رجل بالبقيع وهو يحتجم، وهو اخذ بيدي، لثمان عشرة خلت من رمضان، فقال: «افطر الحاجم والمحجوم».
تخريج الحديث:
اخرجه ابوداود (2352). كما اخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه. وصححه اسحاق. وهو في «صحيح ابي داود» (2076). كما اخرجه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، لكن ذكر هؤلاء: عن ثوبان وليس عن شداد. وذكر ابن قدامة - رحمه الله- ان حديث «افطر الحاجم والمحجوم» رواه احد عشر نفسا.
شرح الكلمات:
«بالبقيع»: هو مقبرة المدينة. واصل معنى البقيع: المكان المتسع، ولايسمى بقيعا الا وفيه شجر او اصولها. وبقيع الغرقد: موضع بظاهر المدينة فيه قبور اهلها، كان به شجر الغرقد، فذهب وبقي اسمه. قاله ابن الاثير.
«وهو» اي النبي صلى الله عليه وسلم «اخذ بيدي» اشارة إلى كما لقربه منه صلى الله عليه وسلم. «لثمان عشرة خلت من رمضان»: هذا يدل على كمال حفظ الراوي وضبطه، بذكر المكان والزمان وحاله.
«افطر الحاجم والمحجوم»: اي فعلا ما ابطل صيامهما لكون الحجامة مفطرة . هذا وهو ظاهر الحديث، وهو التفسير الصحيح الذي ليس فيه تكلف ولا تأويل.
وقد اخذ بهذا الحديث أحمد واسحاق والاوزاعي وابن المنذر وابن خزيمة فقالوا: على الحاجم والمحجوم القضاء وليست عليهما الكفارة. وهو قول جماعة من الصحابة منهم علي وابو موسى- ومن التابعين عطاء والحسن وابن سيرين.
وذهب جمهور العلماء إلى ان الحجامة لاتفطر، وهو قول جماعة من الصحابة - منهم سعد ابن ابي وقاص وابن مسعود وابن عباس وابن عمر، وغيرهم كثير- ومن التابعين عروة بن الزبير وسعيد بن جبير وغيرهما، وبه اخذ ابوحنيفة ومالك والشافعي. وهذا القول هو الراجح لما سيأتي ذكره.
باب الرخصة في ذلك
عن ابن عباس رضي الله عنهما: «ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم».
اخرجه ابوداود (2355). كما اخرجه البخاري والنسائي.
شرح الكلمات:
«احتجم وهو صائم»: قال الخطابي - رحمه الله-: «وهذا يؤكد قول من رخص في الحجامة للصائم ورأى ان الحجامة لاتفسد الصوم» اهـ. وقد حمل بعضهم الحديث على انه صلى الله عليه وسلم كان مسافرا، وانه افطر بالحجامة، لان للمسافر ان يفطر بما شاء من طعام وجماع وحجامة وغيرها. قال الخطابي - رحمه الله - رادا على هذا: «وهذا التأويل غير صحيح، لانه قد اثبته حين احتجم صائما، ولو كان يفسد صومه بالحجامة لكان يقال: انه افطر بالحجامة، كما يقال: افطر الصائم بشرب الماء واكل التمر وما اشبههما، ولايقال: اكل تمرا وهو صائم».