في وسط هذا الصخب والضوضاء واجتهاد اجهزة الفضائيات والبرامج الموجهة على مدى الاربع والعشرين ساعة قد يبدو من العبث واضاعة الوقت الحديث عن قيام الليل.
فالانسان يرجع إلى بيته بعد الظهر ليجد حشدا من البرامج والفضائيات والافلام والمسلسلات تكفي لأكثر من 24 ساعة من اليوم، وقد تفنن اصحابها في جذب المشاهد اليها حتى يبدو وكأنه مربوط او ملصق بالمقعد الذي يجلس عليه حتى انه لا يقوم إلى الصلاة المفروضة إلا بمنتهى الصعوبة اذن فلا بد من وقفة مع النفس.
اسأل نفسك يا أخي
-1 ما الفائدة التي عادت عليك من جراء مشاهدة اي عدد من المسلسلات او البرامج او الاعلانات ا... الخ
- لا شيء سوى ضياع الوقت وتشتيت الفكر والنوم متأخرا حتى ان الانسان ليذهب إلى عمله والطالب إلى مدرسته وهو كاره لها لأنه لم يأخذ قسطه من النوم والراحة الكافية علاوة على السهر حتى الساعات الاولى من الفجر فلا يتمكن الانسان من صلاة الفجر وبالتالي يظل طوال اليوم يحس بالكسل والخمول ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. حينما قال «يعقد الشيطان على قافية احدكم اذا هو نام، ثلاث عقد ارقد عليك ليل طويل فإذا قام وذكر الله انحلت عقدة واذا توضأ انحلت عقدة، واذا صلى انحلت عقدة» والا اصبح خبيث النفس كسلانا، وهذا هو الحاصل مع من يسهر حتى الساعات الأولى من الفجر ولا يصلي الا بعد طلوع الشمس وقد يستيقظ متأخرا فلا يصلي حتى بعد طلوع الشمس والواقع انه لا بد من وقفة مع النفس مع هذا التلفزيون لا نقول باغلاقه بالمرة فهذه خطوة لا يقدر عليها الا الابطال الافذاذ العقلاء ولكن على الاقل نحدد عدد الساعات ساعتين مثلا يوميا على الاكثر وتكون في اثناء النهار وقبل صلاة العشاء.
نحرص على تناول العشاء في الفترة بين المغرب والعشاء حتى اذا صلينا العشاء لم يكن امامنا الا النوم مبكرا.
ولقد افرد الامام النووي في رياض الصالحين «باب كراهية الحديث بعد العشاء والاخرة» عن ابي برزة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها متفق عليه (البخاري ومسلم).
فالنوم مبكرا بعد صلاة العشاء والنافلة مباشرة امكنه ان يقوم من الليل ما شاء الله وثواب قيام الليل اكبر من ان يحصى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا قوله تعالى (تتجافى جنوبهم على المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون) سورة السجدة ايه 17.
وقد افرد الائمة رضي الله عنهم ابوابا في ثواب قيام الليل راجع النووي رياض الصالحين الامام البخاري ومسلم قيام الليل.
ثالثا: المحافظة على صلاة الفجر في جماعة ثم الجلوس في ذكر الله حتى صلاة الضحى بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبا وذكر الله حتى هذا الوقت يعدل حجة وعمرة تامة تامة تامة كما جاء في الحديث الصحيح.
«من صلى الفجر في جماعة ثم جلس بعد مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس حسناء كان له اجر حجة وعمرة تامة تامة تامة».
رواه الترمذي وقال الالباني صحيح انظر صحيح الترمذي للالباني.
4) ان يحافظ الانسان على لسانه ونظره طوال النهار فإن ذلك اكبر معين على قيام الليل فإن الانسان الذي يطلق لسانه بالغيبة والنميمة والكذب والزور والبهتان ولا يتورع عن النظر للاجانب والخوض في الباطل كيف يطمع في قيام الليل وقد قال احد الصالحين رأيت رجلا يبكي في المسجد فقلت هذا يبكي رياء افعوقبت بالمنع من قيام الليل سنة فانظروا يا اخي إلى احوالنا واعلم اننا اذا لم نتب الى الله ونقلع عن المعاصي وبخاصة معاصي اللسان (الغيبة والنميمة...) فإننا على شفا جرف هار يوشك ان ينهار بنا في نار جهنم.
اللهم تب علينا لنتوب، اللهم ارزقنا قيام الليل، اللهم احفظ ألسنتنا وجوارحنا عن الحرام، اللهم طهر قلوبنا، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك، والى لقاء آخر مع الاسباب الميسرة لقيام الليل.
إمام وخطيب