فضل سورة الفاتحة (1)

1 يناير 1970 01:30 م
| محمد عبدالله |

القرآن الكريم كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن أنعم الله عليه بقراءته كله او حفظه كله، فتلك هي الغاية العليا، والمنزلة السامية التي تشرئب اليها الاعناق، اما اذا لم يتيسر ذلك فإن الله عز وجل لم يحرم غير القادر على ذلك عظيم الاجر وجعل لقراءة بعض السور او الآيات من الثواب الجزيل والاجر العظيم ما يطيب به خاطر القارئ ويجعله مطمئنا إلى سعة رحمة الله وعظيم فضله فمن ذلك:

فضل قراءة الفاتحة

هذه السورة على قصرها ووجازتها - قد حوت اسرار القرآن، واشتملت على مقاصده الاساسية بالاجمال، ولهذا تسمى ام القرآن فهي تتناول اصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة والعبادة والتشريع والجزاء والايمان بأسماء الله الحسنى، وصفاته العليا، وتأمر بإفراده بالعبادة والاستعانة والدعاء والتوجه اليه تعالى بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع اليه بالتثبيت على الايمان ونهج سبيل الصالحين وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الحديث عن منازل السعداء ومراتب الاشقياء وفيها التعبد بأمر الله تعالى ونهيه إلى غير ما هنالك من مقاصد واهداف وقد تكلم في فضل هذه السورة كثير من العلماء والمفسرين ولأهمية ما كتبوه ننقل بعضا منه ثم نتبع ذلك بالأحاديث الواردة في فضلها مع شرح معانيها والله المستعان.

قال الامام القرطبي رحمه الله في تفسيره وفي الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها حتى قيل: ان جميع القرآن فيها وهي خمس وعشرون كلمة تضمنت جميع علوم القرآن.

ومن شرفها ان الله سبحانه قسمها بينه وبين عبده، ولا تصح الصلاة إلا بها، ولا يلحق عمل بثوابها، وبهذا المعنى صارت ام القرآن العظيم كما صارت (قل هو الله احد) تعدل ثلث القرآن اذ القرآن توحيد واحكام ووعظ و(قل هو الله احد) فيها التوحيد كله وبهذا المعنى وقع البيان في قوله عليه الصلاة والسلام لأبي «اي اية في القرآن اعظم؟» قال «الله لا إله إلا هو الحي القيوم» وانما كانت اعظم اية لأنها توحيد كلها كما صار قوله «افضل ما قلته انا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له» افضل الذكر لأنها كلمات حوت جميع العلوم في التوحيد والفاتحة تضمنت التوحيد والعبادة والوعظ والتذكير.

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في تفسير القرآن الكريم (1/3): سورة الفاتحة سميت بذلك لأنه افتتح بها القرآن الكريم، وقد قيل ان اول سورة نزلت كاملة هذه السورة قال العلماء: انها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد والاحكام والجزاء، وغير ذلك ولذلك سميت «ام القرآن» والمرجع للشيء يسمى «أما».