القاعدة الأولى في تعبير الرؤيا
الرؤيا نتيجة ظاهرة للرائي والمعبر:
معنى ذلك: الرؤيا هي واقع محكي لحوادث واقعة او سوف تقع، وفي حكم المعبر على هذه المقدمات والعلامات التي في الرؤيا، يكون التعبير، وهي النتيجة الظاهرة في نهاية المطاف لتعبير هذه الرؤيا.
مثال على ذلك:
قصة تأويل وتعبير النبي يوسف عليه السلام، وذلك حينما عبر لأحد الفتيين بالموت لمن كانت الطير تأكل من رأسه دون ان يستطيع رد تلك الطير - اي: هذا الرجل - فعلم حينئذ انه مفارق للحياة وهي النتيجة الظاهرة من الرؤيا وكذلك التعبير لهذه الرؤيا.
القول في تأويل قوله تعالى: يا صاحبي السجن اما احدكم فيسقي ربه خمرا واما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان (41)
قال ابو جعفر الطبراني في تفسيره:
واما الآخر، وهو الذي رأى ان على رأسه خبزا تأكل الطير منه «فيصلب فتأكل الطير من رأسه» فذكر انه لما عبر ما اخبراه به انهما رأياه في منامهما، قالا له: ما رأينا شيئا! فقال لهما: (قضي الامر الذي فيه تستفتيان) يقول: فرغ من الامر الذي فيه استفتيتما، ووجب حكم الله عليكما بالذي اخبرتكما به.
ذكر من قال ذلك من العلماء:
عن عبدالله قال: ما رأى صاحبا يوسف شيئا، انما كانا تحالما ليجربا علمه، فقال احدهما: اني اراني اعصر عنبا! وقال الآخر: اني اراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه؟ نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين! قال: (يا صاحبي السجن اما احدكما فيسقي ربه خمرا واما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه) فلما عبر قالا ما رأينا شيئا! قال: (قضي الامر الذي فيه تستفتيان) على ما عبر يوسف عليه السلام.
وعن مجاهد قال: (قضي الامر الذي فيه تستفتيان) عند قولهما: ما رأينا رؤيا انما كنا نلعب! قال: قد وقعت الرؤيا على ما أولت.
الفوائد من هذه القاعدة:
فالحبس: ربما يعبر: بالذلة والمهانة والحزن والهم وضيق الصدر.
والحديد: ربما يعبر: بالقوة، والنصر، والتمكين، والشخصية القوية.
والرطب: ربما يعبر: بالهناء، والعيش الكريم، والحياة السعيدة، والطيبة.
والتمر: ربما يعبر: بالمال الحلال، وبالقرآن الكريم، وبالذرية الصالحة او المرأة الصالحة.
والبول دما: ربما يعبر: بالرجل الذي يأتي امرأته وهي حائض. كما عبر ابو بكر الصديق رضي الله عنه للرجل الذي يرى انه يبول دما فقال له: (انت تأتي امرأتك وهي حائض فاستغفر الله ولا تعد) اخرجه عبدالرزاق في مصنفه 1/330 وقال حديث صحيح.
وربما يعبر: بخسارة بعض المال، اما على نفسه او على زوجته او على ذريته، وذلك كله في باب العلاج وطلب التداوي من مرض ما. اما: عقم - او تثبيت الجنين - او امراض تناسلية... والعياذ بالله. والله تعالى اعلم
الحذر من هذه العقبات لتكون رؤياك صادقة
العقبة الاولى: الشرك بالله تعالى
فأكبر الكبائر الشرك بالله تعالى وهو نوعان:
احدهما: ان يجعل لله ندا ويعبد معه غيره من حجر او شجر او شمس او قمر او نبي او شيخ بعد موته، او ملك من الملائكة. قال الله تعالى (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) سورة النساء، الآية 48
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا انبئكم بأكبر الكبائر - ثلاثا - قالوا بلى يا رسول الله قال: الاشراك بالله... الخ». رواه البخاري ومسلم واحمد
والنوع الثاني: الحذر من شرك الرياء بالاعمال.
قال الله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا) سورة الكهف، الآية: 110
قال الامام الذهبي رحمه الله: اي لا يرائي بعمله احدا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اياكم والشرك الاصغر، قالوا يا رسول الله وما الشرك الاصغر؟ قال: الرياء...
رواه الامام احمد في مسنده
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله من عمل عملا اشرك معي فيه غيري فهو للذي اشرك (اي: ان العمل الذي كنتم تراؤون به هو لمن فعلتم ذلك لأجله) وانا منه بريء رواه مسلم وابن ماجه .