سلطان حمود المتروك / «طوينتي وطوينت اصويحبتي»

1 يناير 1970 04:35 ص

مصادر الحياة كثيرة والمرء يستمد الحقائق ويطلع على المعلومات عبر وسائل متنوعة، ونحن لم نزل في رحاب إذاعة دولة الكويت التي هي إذاعة واحدة وتفرعت منها إذاعات عدة، فالإذاعة الشعبية أو المحلية أو البرنامج الثاني هي إحدى تلك الاذاعات، وسعدت كثيرا في الأسبوع الماضي عندما استمعت إلى برنامج من أرشيف الاذاعة من خلال اذاعة البرنامج الثاني الذي سلط الضوء على مذيع مخضرم كان صديقا للميكروفون منذ عقد الستينات من القرن الماضي ألا وهو الأستاذ حسين ملا علي حمود المتروك، هذا المذيع الذي قدم العديد من البرامج المنوعة مثل «للمستمع مع التحية»، و«ربع ساعة وبس»، و«نصف ساعة وبس»، وانتقل إلى كثير من المساجد والمسارح وحتى الملاعب الرياضية لبث صور صوتية لمشاهد ومقابلات مختلفة.

وسألقي الضوء هنا على مقابلة قديمة ترجع إلى عقد الستينات أجراها الأستاذ حسين ملا علي مع احدى الأمهات الكويتيات وحاورها في طريقة غسل الملابس قديماً، حياة مضت طبعت على كدر وقسوة تقول أم علي: كنا نضع «بقشة الملابس» على رؤوسنا ونتجمع لنذهب إلى ساحل البحر حيث تتم عملية غسل الملابس، وتستطرد الخالة أم علي فتقول: كنا نستخدم الطين الأبيض عوضاً عن الصابون في غسل الملابس، وكنا نحصل على ذلك الطين من الحفر المنتشرة في أرجاء هذه الديرة الحبيبة، ونحصل على الطين الأبيض من حفرة المدير أو حفرة العبكل أو حفرة تيفوني، حفر كثيرة، وربما نشتري الطين من بعض الأشخاص لنضعه على الملابس فوق الصخور ونضرب الملابس بالمضرابة الخشبية حتى تكون نظيفة. الأم الكويتية قديما هي التي كانت تخبز وتطحن وتطبخ وتضع زبيل الماجلة على رأسها بالتناوب مع بقشة الملابس. سلمت رؤوس أمهاتنا، ولنستلهم من ذلك مثالاً في الحياة ولنأخذ من تلك العبر عبرة نضيفها لمضامين العبر ونشق الحياة بجد واخلاص، ونحن في هذه البحبوحة من العيش التي أنزلها الله تعالى رغداً علينا، والتحية لأمنا أم علي وللخبير المخضرم حسين ملا علي مقدم برنامج «للمستمع مع التحية».


سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي