د. تركي العازمي / وجع الحروف / رمضان كريم وبعد...!

1 يناير 1970 10:05 ص
| د. تركي العازمي |

نبارك لكل أحبتنا بحلول شهر رمضان المبارك... أحبتنا جميعا من معارضة وموالاة وحكومة وشعب طيب مسلم بالفطرة.

نبارك لهم بقدوم شهر رمضان الكريم الذي تصفد الشياطين فيه ويمتحن فيه الجموع بعيدا عن الصوم عن الطعام فقط!

نذكرهم بأن الانتخابات يقصد من ورائها اختيار النخبة كمشرعين ومراقبين للجهاز التنفيذي ومن لا يتصف بالخصال النخبوية لا مكان له.... فأنت أمام ورقة الاقتراع لا يعلم باختيارك سوى رب العباد وعليك أن تضع مخافة الله هي الأصل في الاختيار : إنها أمانة تساءل عنها؟

لن ينفعك توجيه رمز ولن تفيدك مخرجات «فرعي أو تشاوري» ما لم تكن مخرجاته متماشية مع قدرات ومواصفات المرشح واحرص على الآتي من القدرات والميزات المطلوب توافرها في المرشح نائب المجلس القادم:

- الأمانة والنزاهة وحسن السيرة والسلوك.

- صاحب رؤية تشريعية ورقابية.

- يستطيع التعبير عن فكرته بوضوح.

- متواصل مع قاعدة الناخبين.

ذكرت أربع جزئيات فقط لأن البعض يعتقد بأن الشهادة ( التحصيل العلمي ) هي المقياس والبعض الآخر يرى أن الانتماء لعائلته، قبيلته، فئته، كتلته... وأظن من يمثلنا في مجلس الأمة يجب أن يتجرد من كل هذه المعايير الخاطئة!

قد تجد الكيمياء الشخصية وتركيبة «حمضك النووي» دافعا في الاختيار، وقد تهرول راكضا تبحث عن مخرج كي لا يضيع تمثيل مجموعتك في المجلس بغض النظر عن معيار الكفاءة... وتوافق الكيمياء الشخصية في الغالب لا يؤدي إلى حسن الاختيار لأنه مبني على عوامل نفسية و «النفس أمارة بالسوء»!

في رمضان تعود الأنفس إلى طريق الصواب... في شهر رمضان فقط ويترك لنفسه الحرية في قذف ونعت من يشاء حسب ما يرده من أقوال معظمها مصدره إشاعة أو فقط قول «سمعت أو قيل لي» في بقية شهور السنة!

لا تحكم على الآخرين من نافذة المجهول... دع العقل يحكم على ما يرى بأم عينه وما يسمعه بأذنيه فنحن مجتمع تكثر فيه «الثرثرة» وتضيع منه مبادئ حسن الاختيار والعدالة في الحكم على الأمور!

عشنا في عالم غريب... عالم ننتخب ولا نعلم عن سبب مساهمتنا في إيصال منهم دون المستوى.

لذلك، ندعو المولى عز شأنه أن يعين أخوتنا من ناخبين وناخبات على حسن الاختيار، ونرفع أيدينا متضرعين إلى المولى مصرف الأمور أن يهدي الحكومة إلى حسن اختيار وزراء الغد بعيدا عن المحاصصة وأن يأتي لنا وزراء اصحاب قرار يبعدون عن مؤسسات الدولة كل قيادي لا يحمل الصفات القيادية!

الشاهد إننا نمر في حقبة زمنية في غاية الحساسية والعالم من حولنا متقلبة أحواله وكثر اللغط والشد والجذب بين أحبتنا مستمر وهو ما أدى إلى تدهور العملية التشغيلية وكفاءة إدارة شؤون البلد وهو ما دفعنا إلى وضع الصورة من دون رتوش تجميلية واضحة لمن يريد أن يحتكم لعقله ويبتعد عن هوى نفسه... والله المستعان!

 

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]