سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / سماؤنا زرقاء
1 يناير 1970
08:00 ص
ما أجمل الصفاء والنقاء والسمات الطيبة والخصائص الندية التي تبعث على الأمل وتدل على الخير وتفضي إلى السعادة وتبشر بالاقبال صفات وشمائل حث عليها ديننا الحنيف.
وأشار لمن يتبع الخير ويدل عليه درجات عاليات ومن يعمل دون ذلك يلقى ما اقترفت يداه في الدنيا وما عند الله أكبر.
رياح عاتيات تضرب في ربوع الأرض فعصفت بها أصقاع تئن وبقع تثور وجهات تصرخ وتطرف وتفجير وازهاق للأرواح البريئة، يحل ذلك لإرضاء أنفس مريضة تستهوي الدماء، فهذا الإنسان الذي كرمه الله نراه يقتل ويُراق دمه وتُداس حرمته، فكم من إنسان خرج من بيته ولم يعد إلى أهله وسفك دمه من دون وجه حق ولم يقترف جريرة وأناس في بيتهم ويتسلق عليهم من السقف فيُذبحون كما تُذبح الأضاحي ويجرون على أعين الناس ولم تستثر دماؤهم قلوب المطلعين على مشاهدهم.
أهكذا أمرنا به ديننا الحنيف؟
أهكذا نقدر ونحترم أحاديث رسولنا الكريم؟
أهكذا نقدر أن حرمة النفس عند الله أكبر من حرمة الكعبة؟
أهؤلاء الذين يعملون هذه الأعمال سلم المسلمون من أيديهم؟ أهم بأعمالهم المشينة والمنكرة آمنوا المسلمين من ألسنتهم أم هم هجروا عما نهى الله عنه، بل اقترفوا كل المحرمات والموبقات بإزهاق الأنفس في كل مصر وفي كل يوم وفي كل ساعة.
النصر كل النصر والخير كل الخير والسعادة كل السعادة للمظلومين.
والظالمون يحلون على الله كي يلقوا ما اقترفت أيديهم.
عزيزي القارئ... نحن نعيش في ديرة سماؤها زرقاء وقلوب أهلها نقية والرياح العاتية تعصف من حولها فلا نجعل للتخوين أو الفتنة أو الفرقة سبيلاً بيننا، ولكن جسداً واحداً وقلباً واحداً ولساناً واحداً، نقف في وجه الفتنة كالجبل الأشم ولنشمر عن سواعد الجد في السابع والعشرين من الشهر الجاري للإدلاء بأصواتنا ولتكن نفحات الشهر الفضيل هي التي تبارك مسيراتنا الديموقراطية التي شهد لها العالم والقضاء الشامخ الذي يشار إليه بالبنان لترسم الأمة مشهداً ديموقراطياً عظيماً في شهر رمضان المبارك، كما رسم الأجداد سورها العظيم في ذلك الشهر الفضيل.
وصدق الأديب:
لقد صهرتها النار حتى توقدت
ومن تحت أكوام اللظى نهضت صقرا
سلطان حمود المتروك