مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / الضرورات تبيح المحظورات

1 يناير 1970 04:35 ص
لا نص أقدس ولا أشرف من القرآن الكريم المنزل من الله العلي القدير بأيدي ملائكة كرام سفرة على سيد الخلق أجمعين محمد -صلى الله عليه وآله وأصحابه أجمعين- ومع ذلك طال بعض آياته النسخ نصا وحكما ونال آيات أخرى النسخ حكما فقط بأمر الله تدرجا منه سبحانه وتعالى في التشريع مثل آية الصيام وتحريم شرب الخمر أفلا ينال التغيير دستورا وضعه أناس لم تكن تنقصهم الوطنية والنزاهة ولكن غابت عنهم الخبرة السابقة في وضع الدساتير وصياغة القوانين.

دستور مضى على كتابته أكثر من نصف قرن من الزمان ولم يعد يتماشى مع متطلبات الحياة المتغيرة والتطورات الهائلة في شتى مجالات الحياة وظهرت به ثغرات سهل الطعن بها وأثارت الشبهات عليه ما أدى إلى إحراجات للحكومة وإبطال لمجلس الأمة مرتين في سنة واحدة وأدخل البلد في حالة من عدم الثقة بالحكومة وقراراتها وذلك لاختلاف فتاوى خبرائها الدستوريين ومستشاريها القانونيين.

والمطلوب اليوم وقفة وتشكيل لجنة من مجلس الأمة المقبل معززة بخبرة وآراء أساتذة القانون الدستوري الذين يعتد بآرائهم لمراجعة وتنقيح المواد التي لم تعد تجاري الزمن مثل عدد النواب ومؤهلاتهم وعدد الوزراء وصلاحياتهم داخل مجلس الأمة وتوزيع عادل في الدوائر الانتخابية من حيث الكثافة السكانية وشروط وضوابط الاستجوابات وطرح الثقة والمرونة في بعض الشروط الزمنية والوقتية التي كادت أن تعوق الانتخابات المقبلة لمجيء الانتخابات في الصيف وفي رمضان والكثير الكثير من القوانين التي لا مجال لذكرها الآن.

أنا لا ألوم الحكومة على ما تعانيه من الحيرة وتأخيرها في إصدار مرسوم الدعوة للانتخابات وفتح باب الترشيح للانتخابات حتى صباح الخميس 2013/6/27 بعد أن تعددت آراء الخبراء الدستوريين ممن تثق الحكومة بهم ويأخذ الناس بآرائهم والمطلوب اليوم إعطاء الحكومة الفرصة والثقة للإعداد لانتخابات توصلنا إلى مجلس غير قابل للإبطال وألا نأخذ بالنيات والاحتمالات والفرضيات (ماذا لو؟ ولما لا؟) فهي تزيد في حيرة متخذ القرار وتنشر عدم الثقة به بين الناس، وألا نلتفت لمن يريد تعطيل الانتخابات بإثارة الشبهات والأقاويل والإشاعات والتشكيك في حكم المحكمة الدستورية فهؤلاء من يرفعون شعار إما تصفي لنا أو نخربها.



مبارك المعوشرجي