مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / الربيع الإيراني بدأ

1 يناير 1970 04:35 ص
بدأ الربيع الإيراني بعيدا عن المظاهرات ودخان القنابل، بدأ عبر صناديق الانتخابات بفوز المرشح المعتدل حسن روحاني المدعوم من الإصلاحيين فوزا كبيرا ومفاجئا حيث نال ما نسبته 51 في المئة من أصوات الناخبين بالدورة الأولى وبعيدا جدا عن أقرب مرشحي النظام الباقين، فوزا وجه رسالة قوية بأن وقت التغيير قد حان والمدهش بالأمر ان غالبية الأصوات التي نالها روحاني جاءت من الأرياف والمناطق الشعبية التي كانت تصوت لمرشحي التيار الأصولي المتشدد بعد أن عانت من الفقر والغلاء ورفع الدعم عن مقومات الحياة الأساسية من خبز وماء وكهرباء ومحروقات وتوزيع ما تبقى من احتياجات الناس بالبطاقات التموينية بحصص صغيرة أثناء حكمهم.

تقشف على الشعب مع هدر ثروات إيران الضخمة في دعم حركات التمرد في دول الجوار وإنشاء منظمات طائفية ذات أجندات سياسية ودعم النظام البعثي العلماني في سورية بالمال والسلاح والرجال ودفع فواتير الأسلحة الروسية لتعزيز قوات النظام، نظام لا يختلف كثيرا عن نظام الشاه الذي عانى منه الإيرانيون كثيرا.

أما السبب الآخر لهذا الفوز فهو اختفاء التزوير والترغيب والترهيب وعدم تدخل المؤسسة الدينية في العملية الانتخابية كما اعتادت سابقا، لقد وعد الشيخ حسن روحاني الرئيس المنتخب برفع الاحتقان الشعبي في الداخل بنشر المساواة والعدالة بين أطياف الشعب الإيراني المتعدد مذهبيا وقوميا وتحسين العلاقات مع دول الجوار وخاصة دول الخليج العربي وبالأخص المملكة العربية السعودية، التي وعدت بدعم جهوده إن صدقت وعوده، كما وعد روحاني بإعادة التفاوض مع دول الغرب في شأن الملف الإيراني النووي لتخفيف الحصار والعقوبات الاقتصادية على بلده.

وإن أُعطي الرئيس الجديد حسن روحاني القدرة على الوفاء بهذه العهود فسيصبح لإيران دور في عودة الاستقرار والتنمية للمنطقة وقوة إضافية للعرب في نزاعهم مع إسرائيل.



مبارك المعوشرجي