ينصح زواره بالضحك ساعة كاملة يومياً من دون توقف

«مجانين دوت كوم» ... موقع لمجانين العقلاء وعقلاء المجانين

1 يناير 1970 11:08 ص
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |

«مجانين دوت كوم»... موقع لمجانين العقلاء، وعقلاء المجانين، يلتقي فيه الهواة مع المحترفين، ليتحدثوا في شؤون العقل والنفس والروح، تحت شعار «الصحة النفسية للجميع».

بهذه الكلمات المختصرة؛ يقدم موقع «الشبكة العربية للصحة النفسية والاجتماعية» نفسه لزواره، ويبرر مؤسسه أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق المصرية الدكتور وائل أبو هندي اختيار لفظة «مجانين» لتكون علماً للموقع بأن «مجانين دوت كوم» موجه - في الأساس - للشباب، ولابد أن يكون جاذباً ومثيراً لهم، كما أن «المجنون» هو ذلك الشخص الذي يردد كلاماً غريباً ولكنه صادق وجاد ويعبّر عن الحقيقة... كما تشير الدلالة اللغوية للكلمة - على حد قوله.

ويقول أبو هندي لـ «الراي»: «نحن كأطباء نفسيين... معنيون بالصحة النفسية، يشغلنا تصحيح الأفكار المغلوطة عن الطب النفسي، بدلاً من أن ندير لها ظهورنا مكتفين بالصمت... هدفنا هو التواصل مع الناس»، مضيفاً «بعد 10 سنوات من عملي طبيباً نفسياً... شعرت بأن هناك ما يفصل بيني وبين الناس، باعتبارهم مادة عملي، كما كان يقتلني إحساس بأن كل ما تعلمته في قاعات الدرس وأتقنت حفظه غير صالح للتطبيق على أرض الواقع، والفجوة شاسعة بين ما أحاول توصيله إلى المرضى، وبين ما هم مستعدون لتقبله، ومن هنا وضعت الإنسان في مركز الكون، ثم تحوّلت تدريجياً إلى اعتباره جزءاً مهماً من الكون ولكنه غير مستغل استغلالاً جيداً».

وأوضح أن الموقع تأسس في 2003، وكان يعمل به 8 أطباء، ارتفع عددهم إلى 40 من تخصصات مختلفة، وله مستشارون، ويضم مدونات مجانين العقلاء، ومنتدى خاصاً بهم، يعبّرون فيه عما تجيش به صدورهم. ويمثل الموقع دعوة صريحة للتخلص من القيود والضغوط، التي تفسد الحياة وتجعلها كئيبة لا تطاق.

وتحدث عن خطة عمل «مجانين دوت كوم»: «الموقع يؤهل زواره للتخلص من أسباب الإحباط وآثاره، ويحرضهم على عدم الانشغال بآراء الناس، ووضعها في نهاية اهتماماتهم، ويحصل زائر الموقع على لقب (مجنون تحت التمرين)، ولكي يستحق هذا اللقب لابد أن يخضع لقواعد صارمة، من شأنها أن تفرض عليه توفير مساحة من الجنون في حياته؛ فينبغي الاستيقاظ مبكراً، وعند الشعور بالاختناق أو الضيق، فالحل يكمن في التراقص على أنغام أغنية محببة إلى النفس، وموسيقى صاخبة، والضحك بصوت عال، فالضحك يطيل العمر ويمنع الظهور المبكر للتجاعيد».

وينصح الموقع زواره بالضحك ساعة كاملة يومياً من دون توقف. وإذا لم يجدوا أسبابا كافية تدفعهم إلى الضحك فلا مانع أن يضحكوا من دون سبب، لكنه يرى أن الضحك ليس هو الحل الوحيد للانخراط في أجواء الجنون، فهناك أيضاً الصراخ. فبحسب الموقع نفسه، عندما تسمع أحدا يصرخ تفزع وتهلع، ولكن الصراخ حل رائع للخروج من أغلال الأحزان، وقيود الإحباط، فالطفل في صراخه يتفاوض مع الآخرين بأسلوبه الخاص لينال ما يريد، وغالباً يتحقق له مقصده، وأنت بصراخك تتفاوض مع نفسك، لتتغلب عليها. وبعد الالتزام بتلك النصائح، يمكنك الخضوع لاختبار لتحصل على عضوية الموقع، وتكون «مجنون... مجنون... مجنون».

هذا ليس كل شيء، فالموقع يحوي مقالات متنوعة عن الصحة النفسية وموضوعات أخرى ذات صلة، ومن أبرز العناوين التي يمكن مطالعتها: «الفصام بين العلم والسينما، ولغة الجسد والوسواس القهري وتربية المجانين والطب النفسي الإسلامي والمصطلحات النفسية وإبداعات مجانين العقلاء، والبداية والنحافة وأكذوبة الريجيم، واستشارات مجانيني وإبداعات مجانيني، ومجانين على الخط»، بالإضافة إلى آخر استشارات نفسية خلال الموقع، وروابط للأخبار الصغيرة عن علم النفس والمرض النفسي.

والطريف في الموقع هو «رابطة مجانين تحت التمرين»، التي تعني أنواع البشر الذين لم تلوث الضغوط النفسية حياتهم العقلية بعد، وهي تقدم نصائح مثل التخلص من أسباب الإحباط وترك النفس على طبيعتها وأن تضع آراء الناس جانباً ثم بصفة خاصة الاستيقاظ مبكراً وهي عادة قديمة. ولكن لو ربطتها بالمشي أو الجري صباحاً بغض النظر عن السن أو المركز الاجتماعي سوف تجدد حياتك كل يوم، ودعك من كلام الناس، والضحك والصراخ وغيرهما، مع العلم بأن أي شخص ممكن أن يضيف من معلوماته لإدارة الموقع وبعدها يصبح عضواً فيه.

وهناك أيضا آخر 5 استشارات نفسية يقوم الموقع بتعريفها قبل الرد، وهي تنشر من دون ذكر اسم المريض.

وأيضاً هناك رابطة اسمها «حوارات حية»، من خلالها يتم استقبال الرسائل الإلكترونية، والرسائل تكتب كما هي وكذلك من دون التلميح لشخصية المرسل ثم بعد ذلك يرد عليها في الموقع نفسه ليكون أسلوب المحاضرة والنماذج هو الأسلوب المتبع، وفي نهاية كل مشكلة تتم كتابة رابط يعود بالقارئ إلى موضوع آخر فيه المشكلة نفسها أو مشكلة مقاربة لتوضيح الصورة أكثر.

أيضاً هناك المنتديات المربوطة بهذا الموقع، والمنتدى هو موقع أو غرفة خاصة على الإنترنت تعنى بمناقشة وطرح قضايا أمر ما، ويدخل هذا المنتدى المهتمون بالموضوع المطروح فيه.

ويقدم الموقع شرحاً للمصطلحات النفسية ووجه العلم والخرافة فيها، وكيف تكون موجودة في المجتمع. وفي الموقع أيضاً ربط بين العلم والدين، وغالباً فإن الردود والشروح على الموقع تكون مقترنة بأن الرد العلمي على القارئ ما هو إلا رد يقبله الدين لكي لا يكون هناك شك... وتبين المواضيع باستفاضة شديدة، وهو الفعل الأصوب في مجال التعليم لكي يفهم الناس كلهم عامتهم وخاصتهم معني الكلام والحوار والأسس العلمية.

ورغم غرابة موضوع «مجانين دوت كوم»، فإنه ـ كما قال هنداوي ـ يجد رواجاً وانتشاراً متزايداً، فيزوره يومياً نحو 800 زائر، منهم 560 يتصفحونه للمرة الأولى، و260 يترددون عليه بانتظام، كما أن 300 آخرين يطالعونه بالصدفة من دون استكمال تصفحه، مشيراً إلى أن الموقع يحتل المرتبة 31000 على مستوى المواقع العالمية.

وعن كيفية التعامل مع الرسائل، شدد هنداوي على أن الموقع يتعامل بجدية مع جميع الرسائل التي يتلقاها. مشيراً إلى أن مستشارين يتولون الرد عليها خلال 24 ساعة، الأمر الذي أكسبنا ثقة زوارنا، وغدوا يعرضون علينا جميع مشاكلهم، ويلتمسون حلولاً سريعة وملائمة.

وعن أغرب رسالة تلقاها الموقع، أوضح: «كانت من شاب يطلب علاجه من إصابته بمرض يدفعه إلى لعق الحذاء بلسانه، ونصحناه بالانضمام إلى موقعنا، وشفي من مرضه، فموقعنا مخصص لمجانين العقلاء وعقلاء المجانين».