افتتح الجناح الثالث فيه مؤكداً أنه يعنى بتحسين حياة مرضى السرطان والأمراض المزمنة

العصفور: الأكبر عالمياً ... مركز الرعاية التلطيفية في «الصباح»

1 يناير 1970 11:52 ص
| كتب سلمان الغضوري |

أكد مدير منطقة الصباح الصحية الدكتور عادل العصفور أن الطب التلطيفي طب حديث يعنى بتحسين نوعية حياة المرضى بالسرطان وغيره من الأمراض المزمنة، مشيرا إلى أن مركز الرعاية التلطيفية في منطقة الصباح الصحية هو الأكبر عالميا، لما يضمه من 92 سريرا.

وقال العصفور في تصريح أمس لدى افتتاحه الجناح الثالث في مركز الرعاية التلطيفي إن المركز يعتبر علامة مميزة في الرعاية الصحية بالكويت، وأول مركز متخصص مستقل في منطقة الشرق الأوسط، وأنه منذ افتتاح المركز عام 2011 برعاية سامية يقدم خدماته من خلال فريق العمل المشترك، وقد حقق هذا أعلى نسبة رضا لدى المرضى وذويهم الذين تلقوا هذه الخدمة، كما أشادت منظمة الصحة العالمية بهذا المركز واعتبرته مركزا مرجعيا كمنطقة تدريب، وأجرت المنظمة الدولية أول دورة تدريبية للطب التلطيفي في أكتوبر عام 2012، على أن تعقد الدورة المقبلة في نوفمبر المقبل.

وأشار العصفور إلى ان المركز يتميز باحتوائه على تخصصات مختلفة تهتم برعاية المرضى، وتحتوي على أطباء أكفاء في تخصصات عديدة تم تدريبهم بطرق مكثفة لمثل هذا النوع من الخدمات، مشيرا إلى ان المركز يفتخر أيضا بأن لديه مبتعثين للتخصص في الخارج من أجل الحصول على مؤهل عال في هذا التخصص، ما سيضيف أبعادا أعلى إليه في المستقبل، مؤكدا أن الوزارة تتطلع للاستمرار في الجهود لافتتاح المزيد من الأجنحة في هذا المركز نظرا للحاجة الشديدة لهذه الخدمة.

من جانبة قال مدير مركز الكويت لمكافحة السرطان الدكتور أحمد العوضي ان افتتاح الجناح الثالث يعد نقطة مضيئة جديدة ضمن الخطوات الإيجابية المتسارعة التي شهدها مركز الرعاية التلطيفية منذ أول يوم افتتاحه تحت رعاية سمو أمير البلاد المفدى، والذي يعتبر إحدى ومضات سموه المضيئة.

وأضاف ان هذا المركز الذي بدأ بتبرع كريم من الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان والهيئة الإسلامية الخيرية، يعتبر نموذجا لتلاحم المجتمع المدني في الكويت مع الجهات الحكومية، حيث دخل إلى المركز منذ افتتاحه في عام 2011 ما يقارب 148 مريضا، بالاضافة إلى معاينة 300 مريض اخرين من خلال الطلبات الخارجية للمستشفيات والمراكز الأخرى، ويسرني أن أرفع لوزارة الصحة الشكر لمواصلة دعمها للمركز».

ولفت الى أن وزارة الصحة تقوم بخدمة مريض السرطان في الكويت عن طريق مركز الكويت لمكافحة السرطان وهذا المركز تتبع له ثلاثة مبان هي مركز حسين مكي جمعة للجراحات التخصصية ومركز الشيخة بدرية الصباح للعلاج الكيماوي ومركز فيصل العيسى للعلاج الاشعاعي، كاشفا أن الأسبوع المقبل سيشهد التسلم المبدئي لمركز يعقوب بهبهاني لزراعة النخاع والمختبرات، كما تضم المنظومة مركز الرعاية التلطيفية والذي يعد مفهوما جديدا على مستوى العالم للعناية بالمرضى عند تقدم المرض بهم سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو الطبية، واليوم افتتحنا الجناح الثالث وسيبدأ العمل على افتتاح الأجنحة الرابع و الخامس والسادس خلال الفترات المقبلة.

وأوضح أن هذا المركز يوفر خدمة طبية متميزة من غرف وكماليات ونوعية هذه الغرف وتصميم المبنى حتى يدعم الحاجة النفسية للمرضى ليس فقط علاجا كيماويا أو اشعاعيا وانما هناك اهتمام بالنواحي النفسية والاجتماعية وأسرة المريض فالمركز يهتم بالكثير من النواحي التي قد تكون مغيبة في التخصصات الأخرى.

وقال هذا المركز يؤكد اهتمام وزارة الصحة ومركز الكويت لمكافحة السرطان لخدمة أهل الكويت لتوفير أفضل وأقوى السبل لخدمتهم، و وفقا لأحدث الأبحاث والمؤتمرات الدولية وجدت أن ادخال الرعاية التلطيفية يجب أن يكون مع بداية التشخيص حيث وجدوا أن نتائج المريض تتحسن ويكون له مردود ايجابي في العلاج.

وأضاف بدأنا في تطبيق ذلك ولكن تدريجياً فالمستفيدون من الرعاية التلطيفية هم مرضى السرطان والأمراض المزمنة والكثير لا يفهم معنى الرعاية التلطيفية فهي ليست رعاية نهاية الحياة كما يتصور البعض لافتاً الى أن هناك مفهوما خاطئا للسرطان أنه يعني الوفاة ولكن الصحيح أن تشخيص السرطان في بعض التخصصات نسبة الشفاء به تصل الى 80 في المئة فالأمل والسعادة والابتسامة مزروعة على شفاه الكثير من الأسر حتى العلاج الكيماوي بدأ يؤتي ثماره وهناك مفاهيم جديدة ظهرت وبعض الأدوية تصل الجرعة الواحدة منها الى 2500 دينار كويتي وهي متوافرة في البلاد.

ووفق ما صرح به وزير الصحة فانه جار الانتهاء من المبنى الجديد لمكافحة السرطان الذي يقع على مساحة 200 ألف متر مربع يضم كافة التخصصات تحت سقف واحد وسيكون نقلة نوعية كبيرة.

من جانبه أعرب استشاري الأورام السرطانية الدكتور خالد الصالح عن سعادته ببدء مرحلة جديدة بالمركز مبيناً أن تخصص الرعاية التلطيفية تخصص جديد في الطب وحتى الآن بعض الجامعات مازالت لا تضعه ضمن برامجها التعليمية نظرا لحداثته، فهو يعني روح الطب وموجود ليخفف أعراض الأمراض على الناس وخاصة مرضى السرطان الذين لا تجدي معهم العلاجات العادية فيدخلون هذا المركز ليقدم لهم المساعدات الطبية من كافة التخصصات من طبي تلطيفي وباطني والطب النفسي وتخصص العلاج الاجتماعي والديني إلى آخره، وهذا من أجل تحسين حالته.

وقال: «لدينا ما يقارب من 300 مريض كل عام يحتاجون إلى هذه الخدمة، والصحة قد اولت الرعاية التلطيفية عناية جيدة لانها تهتم في الأساس برعاية مرضى السرطان، نظرا لما تعانيه هذه الفئة من الظلم في المجتمع، خاصة وان الإعلام يعطي انطباعا سيئا عن السرطان بأن المريض لا يشفي ويكاد يكون فقد حياته، علما بأن 60 في المئة من مرضى السرطان على مستوى العالم يشفون من هذا المرض، والعالم المتقدم يسعى لان تكون نسبة الشفاء خلال الخمسة عشر عاما المقبلة 70 في المئة وهي نسبة عالية. لذلك فإن وزارة الصحة تهتم بتحسين هذه الصورة السلبية عن مريض السرطان من خلال تعاونها مع الحملة الوطنية لمكافحة السرطان «كان» التي يرعاها صاحب السمو امير البلاد من أجل توعية الناس وتثقيفهم وإعطائهم الامل في التعامل مع مرض السرطان.