بطل لبنان السابق للراليات دخل موسوعة الأرقام القياسية ثلاث مرات

بيلي كرم «يسابق» نفسه في «غينيس» بـ «متحف» من مجسّمات

1 يناير 1970 01:42 م
| بيروت -

من رندة جباعي فخري |

قد يبدو من المستحيل بمكان أن يُطلق على بيلي كرم صفة واحدة أو أن نختصر هذا الرجل بموهبته الرياضية وبطولاته في سباق السيارات. فبين الرياضة والسياسة وإدارة الأعمال أتى متحفه لمجسمات السيارات والطائرات والدراجات والقوارب والبواخر ليُدخله إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية ثلاث مرات ما جعل منه مرة جديدة بطلاً في نظر الشباب اللبناني الذي لا ينفك يتابع أخباره وإنجازاته.

بيلي كرم، أو نبيل أنطوان كرم، صاحب عشرات الألقاب الرياضية العالمية واللبنانية، فهو بطل لبنان ثماني مرات للراليات وسباقات السرعة، بدأ بممارسة هوايته في سنّ متأخرة (31 سنة) إذ إن عائلته كانت تمانع خوضه هذه التجربة، «خوفاً عليّ من هواية قد تتسبب بموتي».

يخبرنا كرم كيف بدأ بالعمل جاهداً ليحصل على استقلاله الإنتاجي وكيف اشترى سيارته البورش الأولى الشهيرة العام 1986 «هي واحدة من أصل ست سيارات في العالم».

لا تتوقف هواية كرم الرياضية على سباق السيارات، فهو أيضاً بطل لبنان في البينغ بونغ العام 1971، كما يمارس التزلج، الغطس والتنس، «الرياضة جزء من حياتي، وهي تدفعني للقيام برسالتي الحقيقية في الحياة وإلى تلبية طموحاتي العملية»، يقول بيلي الذي انتُخب عام 1986 أفضل رياضي لبناني.

اللافت في مسيرة كرم الرياضية (مواليد 1956) أنه لايزال حتى اليوم يشارك في المنافسات العالمية لسباق السيارات، فهو شارك في يناير الماضي في trophee Andros أو كأس أندروس، إحدى سباقات السيارات التي تحدث سنوياً على الجليد في فرنسا، وإيطاليا وكندا، وحتى أنه ينال مراتب نخبوية في هذه السباقات. علماً أنه أول متسابق من منطقة الشرق الأوسط يحرز المراكز الأولى في منافسات كأس أندراوس.

إلى جانب بطولاته الرياضية، برز اسم كرم على الساحة المحلية والدولية بعد أن دخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية للمرة الأولى العام 2009، حيث كانت مجموعته من المجسمات وصلت إلى الرقم 22222. ثم دخل الموسوعة مرتين لامتلاكه أكبر مجموعات مجسمات في العالم.

اليوم يبلغ عدد المجسمات أكثر من 30000 مجسم يعرضها كرم في متحفه في ذوق مصبح، حيث خصص لهذه الغاية جناحاً في شركة الأخشاب التي يملكها. بدأت هذه الهواية بسيارة واحدة، «كنت في أوروبا عندما وجدت في أحد المحال التجارية مجسماً (لعبة) لسيارة البورش التي شاركت فيها بالسباق للمرة الأولى، قررت بعدها أن أقتني نموذجاً عن كل السيارات التي قدتها أو جرّبتها». وبعد ذلك قرر «بيلي» أن يأخذ وكالة سيارات «ميني شان» التي تصنع السيارات الصغيرة، فاقتنى ألف سيارة دفعة واحدة «وبعدها اقتنيت نماذج من كل السيارات السريعة في العالم، حتى بات عندي أكبر تشكيلة نادرة».

ويشير كرم إلى أن أشخاصاً عديدين يتصلون به من لبنان وخارجه يعرضون عليه مجموعات نادرة من السيارات المصغرة التي يملكونها لشرائها منهم.

لا يقتصر متحفه على مجسمات السيارات الصغيرة، بل جسد لحظات تاريخية في حياته وسباقاته من خلال مجسمات ضخمة تشبه النحت وتجسد ساحات السباق، نقاط الانطلاق، كاراجات التصليح، والتأهيل في الملاعب العالمية والمحلية. كما جسد الملاعب، الخطوط، الحكام وحتى المشاهدين. «هذه المجسمات صنعتُها ورسمتُ وجوهها حتى أعود وأرى لحظات لن تمحى من ذاكرتي ما حييت».

بين المجسمات لقطات لأفلام الخمسينات، الستينات والسبعينات، ودائماً في الصورة سيارات استخدمها ممثلون عالميون في الأفلام. كما تجد في المعرض نحو ثلاثين مجسماً للحروب العالمية الأولى والثانية وحرب الخليج، والمعارك اللبنانية المحلية، دخول الجيش السوري إلى لبنان، معارك الجيش اللبناني، إضافة إلى معركة مارون الراس بين «حزب الله» وإسرائيل. كما يتميز المتحف بالسفن والبواخر والزوارق وطائرات حربية ومدنية.

سعادة الرياضي كرم لا تتوقف عند كونه دخل موسوعة غينيس أو اقتنى كل هذه الأعداد من السيارات، اليوم طموحه وهدفه مختلفان، فقد فتح متحفه لطلبة المدارس «أنا المثال في عالم السيارات بالنسبة للشباب، وأريد أن أوضح لكل شاب يزور متحفي أن السباقات تدور فقط في الحلبة وليس في الساحات والشوارع».

يقوم كرم، وهو أب لولدين هما جنيفر ومايكل، بحملة كبيرة في إطار توجيه الشباب على حسن قيادة السيارات، من خلال عمله اليومي وينسق مع الجمعيات الأهلية في هذا الخصوص «أنا أحمل مسؤولية كبيرة لا يمكنني تجاهلها، تعذبت عائلتي بسبب خوفها من قيادتي للسيارات بسرعة، وقد تعرضتُ لعدة حوادث نجوت منها بأعجوبة، السرعة قد تقود إلى الهلاك».

العام 2000 وضع كرم، رئيس مجلس إدارة «النادي اللبناني للسيارات» ATCL ونادي «بورش كلوب» في لبنان، التصميم الكامل لمشروع حلبة سباق الفورمولا 1 ببيروت، وحصل على الموافقة ولكن حتى اليوم لم ينفذ مشروعه «وضع البلد الأمني لا يخولنا القيام بأي مشروع». من هنا يرى أن الرياضة تراجعت كثيراً في لبنان إذ «لم يترك السياسيون لنا فسحة للعمل بشكل صحيح لا اقتصادياً ولا رياضياً».

يعمل كرم بشكل مثابر، الوقت ثمين بالنسبة له، فهو أحد أركان شركة أبناء أنطوان بشارة كرم للأخشاب، عضو مجلس إدارة «كازينو لبنان»، عضو مجلس إدارة نادي السيارات، نائب رئيس بلدية الرابية ورئيس جمعية «مالكي عيون السيمان» وصاحب أكثر من 15 وكالة لألعاب السيارات لكنه مع ذلك لا يتوانى عن إعطاء شرح واف وكامل عن هوايته الرياضية التي أسس لها ومازال يعمل على تطويرها فهو لايزال يقصد المعارض الأوروبية الكبيرة الخاصة بألعاب السيارات للاطلاع على أحدث السيارات النموذجية المعروضة فيها، ولايزال ينافس أبطال الفورمولا واحد وأبطال سباق السيارات الفرنسية في سباقات الجليد، كما يشارك حتى اليوم في البطولات العالمية في الرالي كروس.