نساء مصريات يقتحمن مهنة «حلاق رجالي»
1 يناير 1970
09:57 ص
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
دخلت المرأة المصرية في السنوات الأخيرة مجالات عدة، كانت في الماضي خاصة بالرجل وحده، بل كان امتهانها بعض الأعمال أمراً أشبه بالخيال، ومن بينها مهنة حلاق رجالي.
وفي اطار التحدي، تعلمت عدة مصريات كل فنون الحلاقة من شعر وذقن وغيرهما، وعملن داخل صالون حلاقة رجالي، وهو الأمر الذي لقي رواجا بين الناس في القاهرة، وانتشر في عدة محافظات، خصوصا أن عددهن في زيادة باستمرار وأصبح معتادا بالنسبة للناس. الكوافير الرجالي، الذي تديره حسناوات، انتشر في منطقة وسط القاهرة والمهندسين ومدينة نصر. ويتردد عليهن عدد كبير من السياسيين ورجال الأعمال وبعض المشاهير. شيماء ومها تعلمتا تعليما متوسطا وورثتا عن والدهما محلا لحلاقة للرجال، في حي عابدين، وسط القاهرة. مثقلا بالديون، وبعد أن ظل المحل مغلقا لفترة طويلة قررتا أن تخوضا التجربة، وبالفعل استعانتا بأحد الرجال من ذوي الخبرة، وتعلمتا منه مهنة الحلاقة، ثم بدأتا ادارة المحل وحدهما تماما، ولاقت التجربة نجاحا مبهرا واقبالا من الرجال في حي عابدين الشعبي العريق. الأختان قالتا لـ «الراي»: الأمر لا يخلو أحيانا من الغزل العفيف من بعض الزبائن. مثل أن يقول أحدهم «الأيدي الناعمة أحن على البشرة والشعر من أيدي الرجال». وتضيف شيماء: «المهنة صعبة وحساسة، وكنا في البداية نخشاها، لأنها مقصورة على الرجال. لكن مع مرور الوقت أحببناها، وأصبح المحل مزدحما بالزبائن الرجال، والكثيرون منهم أصبحوا أصدقاء لنا».
أما مها فتقول: «أنا الآن أحب هذه المهنة، ومعظم أوقاتي أقضيها بالمحل، وأتمنى أن تخوضها نساء أخريات، فهي مهنة جميلة ومربحة، تعتمد على أصابع حساسة تعشق الجمال والفن».
الأختان طورتا أساليب العمل في تلك المهنة باضافة بعض «المصكات» الخاصة بترطيب وتغذية البشرة، وكما تقول شيماء: «كان لا بد أن تكون لنا بصمتنا الخاصة والحمد الله نجحنا في ذلك، ونسعى الى المزيد، فنحن لا نجد أي مشكلة في العمل في مهنة خاصة بالرجال».
شيماء ومها ليستا الوحيدتين في مصر، فهناك نساء أخريات خضن التجربة بكل ما فيها. فهناك سهير، صاحبة أحد أشهر صالونات الحلاقة الرجالي في مصر، وقالت انها تعلمت فنون الحلاقة الرجالي من زوجها سعيد صاحب صالون حلاقة رجالي في وسط القاهرة، والذي يعتبر أول من قام بنقل هذه التجربة من أوروبا، حيث تعلمت على يديه مع مجموعة من الفتيات أصول الحلاقة الرجالي،
وأضافت: «الصدفة قادتني الى هذا العمل، حيث كنت أتدرب في «كوافير» حريمي، وحدثت بيني وبين احدى الزبائن مشاجرة، وتم طردي من الصالون، وقد أخبرني زوج شقيقتي أن هناك سيدة أجنبية تساعد الحلاق الذي يذهب اليه في الحلاقة. وعرضت على صاحب الصالون العمل معه، فوافق وتدربت معه فترة قصيرة والتحقت بعد ذلك بصالون حلاقة آخر في وسط البلد، وفيه تعلمت من صاحبه سعيد كل فنون الحلاقة الرجالي».
وتتابع: «تزوجت من سعيد، الذي علمني بعد ذلك، وكان أول زبون أقوم بقص شعره شابا سعوديا، وقتها كنت خائفة، لكن الشاب أزاح عني هذا الخوف عندما طلبني بالاسم، ودخلت في تحد مع زوجي، والذي قال لن تستطيعي القيام بذلك، ولكن انتصرت عليه وأعجب الشاب بطريقة قص شعره وأصبح زبونا دائما.
وأشارت سهير الى أن دورها مع الزبائن يقتصر على تقديم النصيحة لهم حتى يختاروا قصة الشعر التي تتناسب معهم، فاذا اختار أحدهم شيئا لا يناسبه تحاول اقناعه بأنها غير مناسبة له حتى يختار قصة أخرى.
أما سماح فقالت: ان عدم وجود فرص عمل بعد التخرج والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي مرت بها بعد وفاة زوجها دفعتها للبحث عن أي عمل شريف لتربية ابنها الوحيد.
وأضافت: «تعرفت على الحلاق سعيد وتعلمت منه كل فنون الحلاقة، وأصبحت الآن لديَّ قناعة تامة بهذا العمل». وقالت ان زبائنها معظمهم من كبار السن وبعض الشباب، بالاضافة الى بعض المستويات الراقية وبعض رجال الأعمال ومشاهير المجتمع وعدد من السفراء الأجانب.