مسؤولوها تحدثوا لـ «الراي» في جولة ميدانية عن «احتياج البلد لكل قطرة ماء»

«طوارئ حولي» تروي عطش أهلها: ساعدونا ... الكويت فقيرة مائياً

1 يناير 1970 04:35 م
| كتب علي العلاس |

هو قبلة العطشى من قاطني محافظة حولي، يقصدونه «هاتفيا» وقت الازمات وانقطاع المياه.. يغيث دائما نداء الملهوفين املا بعودة المياه الى مجاريها سريعا.

فمن يقصد مبنى مركز طوارئ مياه حولي، وتحديدا بدالة هواتف تلقى الشكاوى سيدرك مدى المسؤولية التي تقع على عاتق هؤلاء العاملين في المركز.

رنين البدالة يكاد لا ينقطع بسبب كثرة الاستفسارات والشكاوى التي ترد أحيانا نتيجة تسرب مائي أو عدم وصول المياه بكميات مناسبة وغيرها من المشكلات.

ولا يفصل بين تلقى الشكوى وابلاغها العاملين لاتخاذ اللازم سوى دقائق للوصول إلى المكان والوقوف على نوعية المشكلة وحلها والاطمئنان أيضا فيما بعد على سلامة أعمال الصيانة التي أجروها على أصل المشكلة لضمان عدم تكرارها.

ومع اقتراب الصيف وما يحمله هذا الموسم من بعض المشكلات المتعلقة بالمياه كان لابد لنا من زيارة مركز طوارئ حولي للتعرف عن قرب على طبيعة مهامه وعمله وما يقدمه من خدمات للمناطق التي تشملها خدماته.

وكان الامر عمليا عندما قصدت «الراي» المركزلتجد أن فريق الطوارئ يستعد لإصلاح خلل في أحد المحابس التابعة لمنطقة حولي، الأمر الذي انتهزته فرصة لمرافقة الفريق ومتابعة كل شيء على الطبيعة.

وأثناء توجهنا لموقع التسرب أسهب كل من قبل المهندس علي القطان والفنيان زكريا الفيلكاوي وقيس الشمالي في الحديث حول عمليات الصيانة التي تجرى عند كل مشكلة والتدابير التي يتخذونها لمعالجة المشكلة، ولكن الحديث لم يكتمل بسبب وصولنا الموقع قبل الوقت المحدد، حيث بدأ كل واحد منهم في اتخاذ التدابير المعمول بها وقت وقوع تسرب مائي من أحد المحابس تفاديا من تسرب كميات ماء أخرى الى حين وصول طاقم الشركة المتعاقدة معها الوزارة لاستكمال بقية أعمال الصيانة تحت إشراف العاملين في مركز الطوارئ.

وبعد الانتهاء من عملية الصيانة السريعة لتسرب المياه استكملنا حديثنا عن الآلية التي ترد بها الشكوى الى مركز الطوارئ، حيث قالوا « ان الشكوى تأتي عادة عن طريق مأمور البدالة التابعة للمركز أو عن طريق مركز الاتصال الخاص بالوزارة ( الكول سنتر)، فيتم تدوين البيانات الخاصة بعنوان المشكلة واسم المتصل ورقم هاتفه وعلى أثرها تخرج فرق الطوارئ على وجه السرعة للوقوف على واقع المشكلة، حيث توجد لدينا لكل شكوى نوعية في التعامل، ومثال على ذلك تعاملنا مع مشكلة تسرب مياه يختلف مع تعاملنا مع مشكلة انقطاع المياه أو ضعف وصولها بكميات مناسبة.

وبعد العودة من الجولة الميدانية التقينا مراقب المنطقة الجنوبية في إدارة تشغيل وصيانة المياه نادر القلاف لتزويدنا ببعض المعلومات والمهام التي ينفذها مركز طوارئ مياه حولي.

ويقول القلاف ان «الإدارة تتعامل مع أي شكوى على وجه السرعة دون تباطؤ لحساسية مرفق المياه بالنسبة للمستهلكين، فالمرء يمكن ان يستغنى عن أشياء كثيرة، ولكن يستحيل عليه ان يعيش دون هواء أو ماء «.

ويضيف القلاف أن «الكويت بلد فقير في الموارد المائية، وتحتاج الى كل قطرة، فيما لا يعلم كثر مدى الكلفة المادية التي تتحملها الدولة لانتاج المياه، ونحن نتمنى على المستهلكين ان يساعدونا في الحفاظ عليها من الهدر والإسراف، فلو اقتصد الجميع وابتعدوا عن الإسراف يمكننا ان نوفر 20 في المئة من إنتاج المياه العذبة».

ويتحدث القلاف عن «مدى استعداد فريقه لمواجهة أي مشكلات من شأنها أن تؤثر على انسياب وتدفق المياه، ووصولها بكميات مناسبة لجميع المستهلكين في مختلف مناطق الكويت مضيفا: «نحن نعمل على مدار السنة دون توقف لمعالجة أي خلل يمكن ان يؤثر على الشبكة إضافة إلى أعمالنا المستمرة التي تتعلق بالصيانة لمختلف مكونات الشبكة المائية»..

ويتابع: «تعمل مراكز طوارئ المياه السبعة في الكويت على مدار الساعة، وهي موزعة على مناطق مختلفة بحيث تغطي جميع المناطق، ومهمة هذه المراكز تتلخص في إصلاح الخلل واستقبال الشكاوى التي تتنوع ما بين ضعف إلى انقطاعات مائية أو كسور في البايبات أو تسريبات مائية في سراديب المنازل، كما هناك شكاوى تتعلق بطعم ولون المياه».

ويتدارك قائلا: «الشيء المهم الذي يجـب التنويه له هنا ان جميع العاملين في مراكز الطوارئ يعملون على قدم وساق لتأمين احتياجات المستهلكين من المياه العذبة».

ويرى ان «غالبية المشكلات التي تتلقاها مراكز الطوارئ تكون عبارة عن كسور وتسرب مياه من أنابيب التغذية التي تغذي المناطق،وعادة تكون نتيجة أعمال الحفريات التي تقوم بها بعض الشركات أو المقاولين».

وبسؤاله عن طبيعة ودور المركز في مواجهة هذه المشكلة، يقول القلاف: «على الفور يتحرك فريق الطوارئ ويقوم بمجرد وصوله إلى الموقع بإغلاق المحابس التي تغذي الأنبوب والعمل على تزويد الأجزاء المتضررة من أنبوب بديل لحين الانتهاء من عمل الصيانة اللازمة للأنبوب المكسور».

وحول حملات قطع المياه، يقول ان «قطاع شؤون المستهلكين ينسق مع قطاع تشغيل وصيانة المياه ممثلة في إدارة تشغيل وصيانة المنشآت المائية حول عمليات قطع المياه عن المتخلفين عن سداد مستحقات الوزارة،

ويضيف القلاف: « نحن لا نتمنى ان نقطع نعمة المياه عن أي مستهلك، ولكن في النهاية هذه أموال دولة يجب ان تحصل، لذا نحن ننتهز هذه الفرصة ونتمنى على الجميع الالتزام بدفع مستحقات الوزارة، خصوصا وان الوزارة تتحمل الجزء الأكبر من تكاليف إنتاج المياه وتوزيعها وغيرها من مراحل».

 



الحجي: جاهزون لمواجهة الصيف



جدد مدير ادارة تشغيل وصيانة المياه في وزارة الكهرباء والماء المهندس عبدالرزاق الحجي التأكيد على أن «الكويت بلد فقير في الموارد المائية، وتحتاج الى كل قطرة، فيما لا يعلم كثر مدى الكلفة المادية التي تتحملها الدولة لإنتاج المياه، متمنيا على المستهلكين ان يساعدوا في الحفاظ عليها من الهدر والاسراف، فلو اقتصد الجميع وابتعدوا عن الإسراف يمكننا ان نوفر 20 في المئة من انتاج المياه العذبة.

وطمأن الحجي الى «جهوزية الإدارة بكافة طواقمها وعتادها في مواجهة أي مشاكل من شأنها أن تؤثر على انسياب وتدفق المياه، ووصولها بكميات مناسبة لجميع المستهلكين في مختلف مناطق الكويت،» لافتا الى أن «الادارة أنهت جميع أعمال الصيانة لمختلف مكونات الشبكة المائية استعداد لموسم الصيف».

وفي ما يتعلق بالوضع المائي ومدى احتياجات المستهلكين، قال ان : «وضع انتاج المياه بالنسبة الى معدلات الاستهلاك فيه استقرار، خصوصا بعد تشغيل مشروع محطة الشويخ التي تنتج 30 مليون غالون... ولولا تشغيل هذا المشروع لدخلت البلاد في أزمة، فهذا المشروع ساهم في تغطية العجز المائي لدى الشريحة الأولى من المستهلكين».

ونوه ان الوزارة استعدت هذا الموسم استعدادا خاصا لتزامن شهر رمضان مع جزء من موسم الصيف،» مبينا ان «القطاع يلجأ عادة في شهر رمضان الى رفع المخزون الاستراتيجي لسد احتياجات جميع المستهلكين خلال هذا الشهر».





عقود



لدى إدارة تشغيل وصيانة المنشآت المائية عقدان، الأول خاص بالمنطقة الشمالية التي تضم مراكز الشويخ، الصليبخات « الدوحة «، الجهراء، أما العقد الثاني فهو خاص بالمنطقة الجنوبية ويضم مراكز حولي، السالمية، جابر العلي، الأحمدي، علما ان مركز طوارئ المياه السبعة مناطق الكويت كافة.





ضبطية



معظم السرقات المائية التي يتم تحرير مخالفاتها تكون عبارة عن سرقة مياه دون تركيب عداد، وهناك أكثر من 90 في المئة من هذه المخالفات يتم اكتشافها في المباني الجديدة قيد الإنشاء.





صيانة



عكس ما يتوقع الكثير تحدث التسريبات دائمافي فصل الشتاء بسبب ضغوط المياه على الشبكة مقارنة بفصل الصيف حيث يكثر الطلب على المياه.





نصيحة



نصح القلاف أصحاب العمارات المرتفعة بانشاء خزانات أرضية وتركيب مضخة بعد الخزان لإيصال المياه بكميات مناسبة لسكان العمارة.





فرحة إيصال المياه



يقول العاملون في المحطة انه «لا يمكن وصف الشعور عندما نقوم بإعادة إيصال المياه بعد انقطاعها عن أي مستهلك... نفرح كثيرا لفرحة هذا الشخص الذي نشاهد لمعة الفرح تشع من عينيه.

شكاوى مستعجلة... وإصلاحات في سرعة البرق.





سرعة البرق



يقول القلاف ان «كثيرا ما يتم إبلاغ المركز بوجود كسر في أحد الأنابيب الرئيسية للمياه، حيث عادة يطلب منا المتصل سرعة الحضور لموقع الحدث لمعالجة الخلل، ونحن فور تلقينا الاتصال نرسل فرقة الطوارئ سريعا،وكأنها تتعامل مع حريق تريد إخماده بسرعة، فنحن نريد إصلاح الخلل بسرعة والمحافظة على كل قطرة ماء، لذا نحن نكون في موقع الحدث مثل سرعة البرق.