د. تركي العازمي / وجع الحروف / الأخطاء لا تورّث!

1 يناير 1970 09:58 ص
بعد مقال «خالد الفضالة وأمراء القبائل» وحضورنا حفل عشاء أمير قبيلة العوازم فلاح بن جامع على شرف حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد سنتحدث اليوم عن جزئية «التوريث في ثقافة الأجيال»!

من وجهة نظري، أرى أن الأخطاء لا تورث سياسيا، اجتماعيا، وكذلك الثقافة «قيم ومعتقدات لا تورث» باستثناء القيم والمعتقدات المرتبطة في الدين!

في الأمس كانت هناك مطالب سياسية محددة ووقفنا مؤيدين لها وبعد رفع سقف المطالب «دسنا بريك» لانها لا تتفق مع مبادئنا ووجهة النظر يجب أن تحترم... والاختلاف سنة الحياة!

يقول لي زميل عزيز «بو عبدالله أنت قريب من كتلة العمل الشعبي»... ما الذي جعلك تغير من مواقفك؟ سؤال منطقي من وجهة نظر السائل والرد المنطقي أشرنا إليه في مقدمة المقال... فالزملاء في كتلة العمل الشعبي هم أخوة لنا نحبهم ونقدرهم على المستوى الشخصي وكثير من مواقفهم ذات النفس الإصلاحي تبقى محل تقدير وتأييد، لكن ما طرأ على الساحة أخيرا بعد رفع سقف المطالب وضعنا في موقف آخر وهذا لا يعني إننا ضد مكافحة الفساد والالتزام بدستور 1962 بل العكس صحيح!

وعودة إلى عنوان المقال، نجد أن التاريخ قد عرض لنا سلسلة من التغيرات في نمط المعيشة، مستوى الثقافة، والحراك السياسي وهي تغيرات لم يورثها الآباء والأجداد لجيل اليوم لاختلاف معالم الحياة ونمط المعيشة ونسبة الوعي (الثقافة)!

لا يمكن أن تجد التعاملات الورقية والبساطة في معالجة شؤون الحياة كما هو معمول به في جيل الأجداد... هذه صورة من الأمور التي لا تورث فكل مجريات الأمور قد تغيرت ومن الطبيعي أن نواكب تغيراتها!

يبقى الأمر المهم وهو إن «الأخطاء لا تورث» إلا عند البعض ممن ينطبق عليهم بيتان من الشعر الشعبي:

ما ينفع العلم في هادي.. لو ينفع العلم وصيته

هادي وهو دايمن غادي.. عند العرب كنه ببيته

فهادي هذا نجده موجود في «الاحتكار»... نجده في البعض ممن يطلق انتقاداته لكل سلوك مخالف لتوجهاته وتجده رغم كل ذلك ما يثمن قوله بمراجعة مواقفه وسلوكياته!

تجدهم يتحركون بإيعاز إما «بشيمة» وإلا «بقيمة»... تابعين «بصامين» يحاربون بالوكالة ولاننا شجعناهم بالسكوت عنهم، نجدهم تمادوا وأخذوا يخونون كل من يختلف معهم!

لذلك، فإنني هنا أطالب الجميع بأن يحترم العقل الذي وهبه الله له كي يحكم على الأمور بعقلانية ولا يكون «تكملة عدد» فلا أجد عذرا لجيل اليوم الذي اصبحت كل أدوات التفكير العقلاني متاحة له للخروج برأي سديد!

لا نريد أن نورث الأخطاء... نريد أن نعيش أصحاء في طريقة تفكيرنا ونحترم بعضنا البعض حتى وإن اختلفنا في الرأي!

لا نريد أن نورث الأخطاء التي عززت مفاهيم الفساد الإداري في عصر أصبح فيه العالم قرية واحدة!

والأهم من هذا وذاك.. إننا بحاجة لنقلة نوعية في طريقة إدارة شؤون مؤسسات الدولة وان نرتقي بالخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين خاصة وأن «الإبرة والخيط» معنا فماذا ينقصنا كي «نخيط» الشق العود... الله المستعان!



د. تركي العازمي

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi