مذكرات السادات ... خلف أسوار السجن 3 / رفض مرتباً كان مخصصاً للسجين باعتباره مهيناً لكرامته وبدأ التأقلم مع حياة السجن بالتريض والقراءة وتعلم الألمانية

أيام خلف قضبان... سجن الأجانب

1 يناير 1970 11:47 م
| القاهرة - «الراي» |

للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات جوانب خفية في شخصيته، ليست معروفة على نطاق واسع، تكشفها «مذكرات السادات في السجن»، والتي حصل** على تفاصيلها الكاتب الصحافي المصري محمود صلاح، وكشف عن تفاصيلها لـ «الراي»، في حلقات تنشر متتالية، وهي في أربعينات القرن الماضي وقبيل قيام ثورة يوليو 1952، حيث تظهر أن السادات شكل أول تنظيم سري داخل الجيش المصري... وسعى أكثر من مرة لاتصال تنظيمه بالألمان وقت الحرب العالمية الثانية لإبلاغهم باستعداد هذا التنظيم للقتال ضد قوات الاحتلال الإنكليزي في مصر، في مقابل حصولها على الاستقلال بعد نهاية الحرب، ودبر محاولة لإخراج

الفريق عزيز المصري سرا من مصر، بالاتفاق مع الألمان، لمساندة ثورة رشيد الكيلاني ضد الإنكليز في العراق، ولم يتردد في مساعدة جاسوس ألماني، فعرف طريقه إلى السجن للمرة الأولى في حياته، وبعد خروجه أمضى فترة عصيبة من حياته.

بعد أن فقد وظيفته كضابط برتبة يوزباشي «نقيب»، ولم تثنه المعاناة عن طريق العمل السياسي السري لمواجهة الاحتلال البريطاني لمصر، إلى أن دخل السجن مرة أخرى متهما مع آخرين بقتل وزير المالية الأسبق أمين عثمان، فيما اعتبر وقتها- أهم قضية سياسية في مصر.

حياة السجن والتشرد، أكسبت، بحسب كاتب المذكرات، شخصية السادات درجة من الصلابة والعزم، وقدرات خاصة على مقاومة السلطة الظالمة، وأتاحت له في بعض الأوقات عندما كانت إدارات السجون تخفف من قبضتها عليه - فرصة للتأمل والقراءة العميقة،

وأكسبته أيضا قدرة على التعامل مع الآخرين في المواقف العصيبة، وأعطته نوعا من التدريب العملي على الإصرار على تحقيق الهدف، والصبر والجلد في مواجهة الظروف غير المواتية حتى تحين اللحظة المناسبة.

وتكشف مذكراته في السجن أيضا عن تكتيك أصيل في ممارسة السادات السياسية - والتي ظهرت بوضوح في ما بعد عندما أصبح رئيسا لمصر- هو الجرأة الشديدة ومفاجأة الخصم بخطوة غير متوقعة... فها هو السادات في لحظة ما من سجنه يقرر الهروب ليبلغ الملك فاروق في قصر عابدين، والرأي العام في مصر كلها، برسالة احتجاج على الأوضاع في السجون، ثم يعود بمحض إرادته في اليوم التالي.



القاهرة - من محمود صلاح

«انتقل السادات من الاحتجاز في وحدة عسكرية الى سجن الأجانب، واستمرت عمليات الاستجواب، الى أن يئس المحققون من أن يعترف على نفسه، لكن اعتراف الجاسوس الألماني كان كفيلا بمعاقبة السادات وزميله حسن عزت، وبدأ السادات يتأقلم مع الحياة في السجن، خاصة مع تغير معاملة الحراس لهما نحو الاحترام والتعاطف بعد أن علموا قصتهما وأنهما ضابطان في الجيش، راح السادات يتريض ويقرأ الصحف والكتب.. لم تمض فترة طويلة في سجن الأجانب، حتى انتقل السجين أنور السادات ورفيقه الى معتقل «فاقوسة» في المنيا، والذي كان في الأصل قصرا».

هناك التقى السادات بحسن جعفر شقيق الجاسوس الألماني الذي اعتقل معهم أيضا، ونشأت بينهما صداقة فتعلم على يديه الألمانية، وفي أواخر عام 1943 انتقل السادات ورفاقه الى معتقل الزيتون قرب القاهرة، ومضت الأيام هادئة وديعة حتى ان السجناء شرعوا في تربية الأرانب داخل المعتقل- القصر السابق، لكن قائد المعتقل الجديد أثار غضب السادات فقرر أن يلقنه درسا، حرض المعتقلين على اقامة متاريس من أسرتهم وأمتعتهم لمنع أي شخص من الوصول اليهم، وتسلل هو الى غرفة قائد المعتقل عبر النافذة، ليثبت له أنه يستطيع الوصول اليه في أي لحظة، ثم عاد أدراجه.

وهكذا اجتمع أبطال قضية التجسس ضد الجيش البريطاني كلهم في سجن الأجانب بالقاهرة، الجاسوسان الألمانيان «ابلر» و«مونكاستر»، والراقصة حكمت فهمي، والضابط الثائر الشاب أنور السادات ورفيقه حسن عزت.

وكان «ابلر» الذي صمد منذ لحظة القبض عليه وتماسك أمام استجواب رجال المخابرات البريطانية طويلا قد انهار في النهاية واعترف، وكانوا قد بدأوا في استخدام العنف معه، وكسر أحد الضباط الانكليز أنفه!، وكانوا يخضعونه للأسئلة لساعات، ثم يتركونه لتدخل مجموعة أخرى من الضباط لتواصل استجوابه لساعات أخرى!، بل انهم أعطوه حقنة تمت تجربتها على بعض الحيوانات، تجعل من يأخذها، يرد على الأسئلة في غير وعيه!

لكن حدث أن كان وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا قد جاء في زيارة الى مصر، وطلب تشرشل أن يحضروا له الجواسيس الألمان.

تحدث تشرشل مع «ابلر» و«مونكاستر»، ووعدهما بألا يحكم عليهما بالاعدام.. اذا تكلما، فاعترف الاثنان!.

وباحا للمخابرات البريطانية بسر الشفرة، وهكذا تم ارسال اشارة كاذبة لروميل تقول ان «البريطانيين سوف يركزون دفاعهم في علم حلفا وليس في العلمين، وأن الجيش البريطاني - على عكس الحقيقة - ضعيف وبلا امدادات، وابتلع ثعلب الصحراء الطعم الانكليزي، وكان هذا أحد أهم أسباب هزيمته الساحقة، ولم يدخل مصر أبدا!»

كانت تلك أول مرة يدخل فيها أنور السادات سجن الأجانب، وكان السجن مخصصا للعمليات المتعلقة بمعركة الانكليز، وكان مأموره مستر هيكمان مالطي الأصل بريطاني الجنسية، دخل السادات زنزانته في الدور الأول، وبعد قليل حان موعد أذان المغرب، وصلى السادات ثم تناول افطاره، ثم أشعل سيجارة ومضى يفكر في حيرة.

ما هو الحل؟.. سوف يقضي مدة السجن.. ولكن ماذا سيفعل بعدها؟.. لقد تم تجريده من رتبته العسكرية.. وأصبح بلا عمل!.

كان يذرع الزنزانة جيئة وذهابا في حيرة، يبحث عن اجابة لتساؤلاته بلا جدوى!، وكما يحدث في القرية، جلس السادات على الأرض واستند بظهره الى الفراش.

وفجأة.. خطرت قريته على باله!.

وفي اللحظة نفسها عاد اليه الهدوء والسكينة، وأدرك أنه يكفي أن يكون فلاحا بسيطا، ليكون أسعد الناس.

ومضت به الأيام في السجن، وكان سجن الأجانب يختلف عن بقية السجون.. ففي كل زنزانة سرير وبطاطين ومقعد وطاولة صغيرة، وكان مسموحا بالتدخين في السجن.. لكن بشرط غريب.. أن يشعل السجان السيجارة بنفسه.. ثم يقدمها الى السجين!

لأنه لم يكن من حق السجين أن يحمل معه ولاعة أو صندوق أعواد ثقاب!.

وتشجع السجين أنور السادات..

وطلب من ادارة السجن الجرائد، فأحضروها له مع بعض الكتب، وفكر في أن يحسن لغته الانكليزية، فطلب بعض الكتب الانكليزية، وأرسل له هيكمان مأمور السجن بعض القصص القصيرة باللغة الانكليزية.

اكتشف السادات بعد فترة أنه يقضي داخل السجن وقتا لا بأس به!. كان يقرأ ويخرج الى فناء السجن مرتين في اليوم، كل مرة لمدة ربع ساعة ليمارس فيها رياضته المحببة وهي المشي.. بين أركان السجن!.

وذات صباح..

استيقظ أنور السادات من النوم في زنزانته على صوت امرأة تغني!

كانت تغني أغنية.. «لأ والنبي يا عبده»! وسأل الحراس عن صاحب هذا الصوت؟

- فقالوا له: حكمت فهمي.. في الزنزانة المجاورة!

لكنها كانت تصرخ.. وتولول!

وذات يوم فتح عليه الحارس باب الزنزانة، سار به حتى مكتب مأمور السجن، ففوجئ بوجود الجاسوس «ابلر» في المكتب، ومن جديد عادوا يسألون السادات، وهو يعطيهم نفس الاجابات التي قدمها في مجلس التحقيق العسكري.

ودق جرس تليفون مأمور السجن، ويبدو أنهم كانوا يسألونه عن نتيجة استجواب السادات.

قال المأمور باللغة الانكليزية: لا أمل.. انه ينكر على طول الخط!.

وكان الضابط حسن عزت سجينا أيضا في سجن الأجانب.

لكن لم يكن مسموحا له أن يلتقي أنور السادات، ومع ذلك فعندما عرف الحراس بأن الاثنين من ضباط الجيش، بدأوا ينقلون الكلام بينهما، وتغيرت معاملتهما الى التعاطف والود والاحترام.

وبدأ السادات يتأقلم على حياة السجن، خاصة بعد أن سمحوا له وزميله حسن عزت باللقاء، وكان ذلك يعني أن التحقيقات معهما قد انتهت، وأخذ حسن عزت يحكي للسادات عن مشروعاته بعد خروجهما من السجن، مشروعات صيد سمك وراء خزان أسوان ومشروعات زراعية.

أما مشروع السادات الوحيد فكان أن يعود الى أرض قريته، لكن شعوره بالاستقرار والتأقلم في سجن الأجانب بدأ يهتز، وذات صباح فتح عليه السجان باب الزنزانة وطلب منه أن يحزم أمتعته.

سأله السادات: خيرا؟

قال السجان: ستنقل من هنا!

سأله السادات: الى أين؟

ولم يكن عند السجان رد!

بسرعة جهز السادات ملابسه، ثم ذهب الى حجرة مأمور السجن، حيث تسلم رباط حذائه ورباط عنقه وماكينة الحلاقة، وثلاثة جنيهات كان أهله قد أودعوها في أمانات السجن.

وسألوه: عهدتك تمام؟

رد السادات: نعم تمام.

قالوا له: اتفضل وقع.

ووقع السادات على ورقة بأنه تسلم حاجياته، ثم أمروه بالسير الى باب السجن، وعسكري الى يمينه وآخر الى يساره!

كان المشهد غريبا..

نظر أنور السادات..

فرأى سيارة «بيك أب» تقف ملتصقة بباب السجن، أما السلم المؤدي الى الباب فقد غطوه من الجانبين بالبطاطين، كأنهم لا يريدونه أن يرى شيئا من حوله، أو كأنهم مثلا يريدون اختطافه!

دخل أنور السادات السيارة..

فوجد زميله حسن عزت داخلها، وبمجرد دخوله غطوا باب السيار الخلفي ببطانية، وأسرعت السيارة نحو محطة سكك حديد مصر!

وفي محطة سكك حديد مصر.. كانوا قد أخلوا رصيف قطار الصعيد من المسافرين، وكانت هناك أعداد كبيرة من رجال البوليس.

وكان هناك في الانتظار قطار ديزل صغير!

وتم نقل السادات وحسن عزت الى القطار، ليكتشفا أنهما ليسا وحدهما، وانما كان هناك معتقلون آخرون. وتحرك القطار.. نحو معتقل جديد!

كان المعتقل الجديد على بعد كيلو مترين من مدينة المنيا في الصعيد، وكان عبارة عن قصر قديم، يقف شامخا منعزلا على ضفاف ترعة الابراهيمية، يحيط به التراب، وخلفه قرية صغيرة لا تختلف كثيرا عن قرية ميت أبوالكوم قرية السادات!. كان هذا القصر في يوم من الأيام ملكا لأحد أعيان حزب الوفد، ساءت حالته المالية فاستأجرته الحكومة منه وحولته الى معتقل، وعندما وصل السادات وبقية المعتقلين كان المهندسون العسكريون مازالوا يعملون في بناء سور شائك حول القصر الذي تحول الى معتقل!.

وكان اسم المعتقل.. «معتقل فاقوسة»!

كان قصرا، لكنه كان معتقلا رغم كل شيء، أصبح في نظر السادات مجرد سجن مثل بقية السجون.

وفي هذا المعتقل التقى أنور السادات بحسن جعفر الأخ غير الشقيق لحسين جعفر أو الجاسوس الألماني «ابلر»!

ولم يكن هذا الأخ متورطا في أي شيء، لكن الانكليز اعتقلوه من باب الاحتياط!

ووجده السادات شابا دمثا لطيفا. وكان حسن جعفر يجيد الألمانية والانكليزية، فطرأت للسادات فكرة طرحها عليه، هي أن يعلمه حسن جعفر اللغة الألمانية.

وكان مع حسن جعفر رواية لـ «ادجار دالاس» مترجمة الى الألمانية، واتفق الاثنان على قراءتها معا.

كل يوم... كان السادات وحسن جعفر يجلسان على سلم القصر الداخلي لقراءة الرواية..

في أول الأمر كان السادات يقرأ 4 سطور..

ثم وصل الى نصف صفحة.. فصفحة! وبعد سبعة شهور استطاع السادات أن يقرأ فصلا كاملا.

وفي الشهر التاسع.. انتهى من قراءة الرواية كلها! وأصبح أنور السادات يقرأ الألمانية كما يقرأها حسن جعفر تماما!

وكان أهل أنور السادات يحضرون لزيارته في المعتقل كل شهر..

وجاء شهر رمضان مرة ثانية.. والسادات معتقل!

وكعادته قرأ القرآن ثلاث مرات كل عشرة أيام. لكن فجأة وقبل نهاية سنة 1943 صدرت الأوامر بالانتقال الى معتقل آخر قرب القاهرة، هو معتقل الزيتون!

في هذا المعتقل وجد أنور السادات أن هناك نوعين من المعتقلين، النوع الأول يضم مثله من المصريين الذين يكافحون ضد الانكليز، أو من أهل سورية ولبنان المتمصرين، ممن كانت حكومة فيشي أو الألمان يستخدمونهم، أما النوع الثاني فكان من أعضاء أحزاب مناهضة لحزب الوفد الحاكم، مثل حزب مصر الفتاة وحزب الكتلة، الذي كونه مكرم عبيد عندما انشق عن النحاس باشا زعيم الوفد.

في معتقل الزيتون... تعرف أنور السادات على «كونت» من بلاد البلطيق كان معتقلا أيضا، وكان رجلا لطيفا، رغم أنه كان معتقلا ومغلوبا على أمره، الا أنه لم ينس أنه «كونت»، فكان يأمر وينهي كأنه في قصره، يتكلم بأرستقراطية جعلته موضع ضحك وتسلية بقية المعتقلين!. وكانت الحياة تمضي بأنور السادات في معتقل الزيتون في بطء شديد وملل تام!.

وفكر المعتقلون - ومعهم السادات - في تربية الأرانب، فاشتروا زوجين أو ثلاثة وبعد ثلاثة شهور فقط تكاثرت الأرانب، وامتلأ بها المعتقل، حتى أصبح من المستحيل أن يخطو المعتقلون داخل المعتقل خطوة واحدة!.

وعاش السادات في هدوء - في المعتقل لا يعكره سوى مطبعجي من منطقة الحسين، كان كلما أفرجت عنه السلطات يطبع منشورا ضد الحكومة، فيعود أدراجه الى المعتقل في اليوم التالي، لأنه يفضل عيشة المعتقل عن عيشة الحرية، والسبب أنهم جعلوا للمعتقلين راتبا شهريا قدره سبعة جنيهات ونصف لكل معتقل!. لكن الوحيدين الذين رفضا هذا المرتب كانا أنور السادات وحسن عزت، اللذين رأيا أن قبول مرتب من سلطات الاعتقال مسألة مهينة للكرامة!. ذات يوم.. تم تعيين قومندان جديد للمعتقل، وكان رجلا عنيفا، فصل من عمله أكثر من مرة، لكنه كان يعود اليه لأن عمه كان عضو مجلس شيوخ وفدي.

وحدثت بين أنور السادات والقومندان الجديد مشادة.

انتهت بأن جمع السادات المعتقلين، وأقاموا متاريس من السراير والأمتعة وضعوها على السلم لتمنع أي شخص من الوصول اليهم. وفوجئ السادات بالقومندان يحضر الى زنزانته ويهدده، وهو يحمل مسدسا في يده..

فقال له أنور السادات: انت جبان.. كيف تهددني بالسلاح وأنا أعزل؟

وخرج القومندان من زنزانة السادات وذهب الى حجرته وأحاطها بالجنود وظن أنه في أمان.

لكن السادات قرر أن يؤدب ذلك الرجل المريض نفسيا!

فأخذ يقفز من زنزانة الى أخرى، حتى دخل حجرة القومندان أخيرا من النافذة، ونظر الرجل فوجد السادات أمامه في قلب الحجرة.

وأصيب قومندان السجن بالذعر.

قال له أنور السادات: الآن أنت تغلق باب حجرتك على نفسك، الحراس يحرسون الباب، وتعتقد هكذا أنك في أمان، لكن في مقدوري الآن أن أخنقك. أو أفعل بك أي شيء.. هل تفهم؟

أعطى السادات درسا بليغا لقومندان السجن..

ثم عاد من النافذة الى زنزانته مرة أخرى!

عاشت حكمت فهمي سنة في سجن الأجانب.. ودفعت خلال هذه السنة ثمن وطنيتها باهظا، فبعد الاستجوابات والاهانات والضغوط، ألقوا بها الى داخل زنزانة.

«حكمت» التي كانت تعيش حياة الطائر الحر الطليق.. تقضي أيامها ولياليها كفنانة شهيرة تحت الأضواء وورود المعجبين وهداياهم تفرش أي طريق تمشي عليه.. باتت الآن تعاني من تقييد الحرية والعزلة الجبرية!

هي الآن في زنزانة.. والشخص الوحيد الذي تتحدث معه هو السجان!

فساءت حالتها النفسية وتدهورت، حتى انها أعلنت الاضراب عن تناول الطعام!

وحاولت صديقتها الراقصة الشهيرة بديعة مصابني أن تتوسط للافراج عنها عن طريق سيدة معروفة كانت تتمتع بنفوذ كبير!

ولم تخرج حكمت فهمي من السجن، الا بعد أن دفعت 200 جنيه كرشوة لهذه السيدة!

أما «ابلر» الجاسوس الألماني..

عاش في أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية، يمارس رياضة قيادة السيارات في سرعة جنونية بجوار زوجته الجميلة «كلوس».

ولم يبق له من ذكريات مغامرة الجاسوسية سوى أنفه المكسور!

وزميله «مونكاستر» طار بعد انتهاء الحرب الى دار السلام في أفريقيا، ليمارس هوايته كسائح أميركي.

أما أنور السادات.. فقد بقي له في هذه القصة الفصل الأخير المثير.

الذي يهرب فيه من المعتقل.

ثم يعود مرة أخرى بارادته.. الى المعتقل!