• شهر يونيو، تخيير القيادات الحكومية ممن تجاوز الثلاثين عاما للتقاعد وإحالة من خدم الدولة ثلاثين عاما الى التقاعد اجباريا.
• شهر مايو، حملات مرورية مكثفة وسجن وتسفير مئات الوافدين بسبب مخالفات مرورية جسيمة، والشوارع شبه فاضية بسبب اختباء آلاف الوافدين في بيوتهم خوفا من قبض شرطة النجدة عليهم، وقد نال العقاب وزير الدولة الذي تم سحب سيارته لمدة شهرين.
• شهر مايو، البورصة الكويتية تقفز قفزات مذهلة لتصل قريبا من التسعة آلاف نقطة بعد ان هبطت الى مستوى الخمسة آلاف، وتشجع آلاف المواطنين للدخول في البورصة طمعا في الربح.
• شهر مايو، مداهمات رهيبة لأماكن تواجد العمالة والقبض على المئات ممن خالفوا قوانين الاقامة.
• شهر مايو، انقلاب كامل في مؤسسة البترول وتغيير جميع القيادات التنفيذية واستبدالها بقيادات جديدة.
• شهر مايو، سيف وزارة الشؤون يطول 30 مبرة خيرية بسبب مخالفاتها في جمع التبرعات، واستقرارها في المناطق السكنية.
• شهر مايو، وزير التربية ينتقد مخرجات التعليم ويعد بنسف المناهج واعادة بناء مؤسسات التعليم، ورئيس الوزراء ينتقد التخطيط على مستوى الكويت ويقول بأن تخطيطنا لا يرقى الى الطموح، كما تحدث في كلمته امام المجلس الاعلى للتخطيط عن نهج جديد في معالجة القضايا وابتكار الحلول الابداعية لها.
• شهر مايو، رئيس مجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية الاخ سامي النصف يوجه صفعة قوية لنواب في المجلس ارادوا التشكيك في صفقة الطائرات التي تنوي المؤسسة شراءها، فيتخذ اسلوب الفضيحة لأولئك النواب ويبين للناس خلفية هجومهم الذي يخفي وراءه محاولة التكسب من وراء تلك الصفقة لاكثر من مليار دينار دون وجود ما يبرر تفوقها على العقد المبرم مع شركة (ايرباص للطيران)، وهو اسلوب ما كانت الحكومة تجرؤ عليه في ما سبق لأن في الفم ماء، وكيف يتكلم من كان في فمه ماء؟!
• شهر مايو، وزارة الكهرباء تعلن عن تحصليها 207 ملايين من فواتير على شركات وافراد وقياديين في الدولة.
هل نستطيع ان نستنتج من تلك الانجازات بأن هنالك محاولة حكومية جادة لنسيان الماضي وبالبدء في اصلاحات حقيقية في الدولة؟! لاشك بأن تلك الجدية في معالجة الامور تدل على ان حكومة الشيخ جابر المبارك قد قررت نبذ التردد الذي ساد الحكومات الكويتية في السابق واستمراء كسر القانون الذي انعكس على جميع اعمال الدولة، فلا تكاد ترى إلا مظاهر الانفلات والتعدي على القوانين في جميع مرافق الحياة حتى ترسخ عند المواطن الكويتي قناعة بأن ديرتنا هي ديرة بطيخ وان لا امل بإصلاح الأوضاع في البلد.
بالطبع، فليس كل ما تقوم به الحكومة من أعمال يصب في خانة الاصلاح، فأنا اعتقد بأن التفريط بالكفاءات الكويتية عن طريق احالة الالاف منهم الى التقاعد لمجرد استكمالهم 30 عاما في الحكومة، امر خطير يفرغ البلد من الكثير من الكفاءات التي تعتبر كنزا معرفيا وقياديا مهما، والاسوأ من ذلك هو تحديد تاريخ لبدء اعدام الموظفين القدامى دفعة واحدة وكأنما هم غنم يقادون الى المسلخ!!
ولو ان الامر قد حدث بالتدرج او ان الحكومة قد بدأت باحالة من يمثلون بطالة مقنعة حتى وان لم يستكملوا الثلاثين عاما لكان ذلك انفع للبلد.
اما قضية التسفير لمخالفي المرور من الاجانب فهي بحاجة الى نظرة شرعية لكي لا نقسو على الاجنبي ونتساهل مع المواطن كذلك فإن فرد العضلات على المبرات الخيرية لمجرد جمعها للتبرعات او عدم الالتزام بالمقار المخصصة لها بينما هنالك الكثير من المؤسسات التي لا رقابة عليها ولا حسيب، هذه الازدواجية في التعامل لا تجوز بحق الحكومة!!
المهم انني اهنئ الحكومة على خروجها من التيه واستعادتها للمبادرة واتمنى ألا يوقفها النواب والمتنفذون الذين لا يعيشون إلا على الحرمنة وكسر القوانين!!
د. وائل الحساوي
[email protected]