سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / هوى

1 يناير 1970 07:58 ص
| سلطان حمود المتروك |

هو الحب وإذا تجذر وتأصل وتعمق يطلق عليه عشقٌ وقد قيل:

الحب بلاى

والعشق سم قاتل

وللحب أشكال ونماين وأرناق وألوان، فمنه الذي يدعو الى الخير ويدل عليه ويعمل على الامل ويؤكد على العمل من أجل تحقيقه فهؤلاء هم الذين ينشرون الخير ويدلون عليه ويحبونه أما الصنف الآخر فيكون الحب لديهم شيء آخر فهؤلاء الذين يحبون المال ويعملون على جمعه من شتى الوسائل ولا يضعون في ذهنهم حلالا او حراما ويكون مثلهم كمثل القائل:

رأيت شاه وذئب وهي ساري بإذنه

وهو منقاد لها ساري

فقلت للشاه ماذا الألف بينكما

والذئب يسطو بأظفار وأنياب

تبسمت ثم قالت وهي ضاحكة

بالتبر هذا يقاد الضيغم الضاري

وضم آخرهم الذين يحبون الشهرة وأن يمدحوا بما لم يفعلوا فهؤلاء لهم مداهم وفكرهم وطريقتهم وديدنهم في حبهم.

وكثير من هذه الاصناف والاشكال والأنواع فهناك الذين يحبون الولوغ بالدماء وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وآخرون يحبون السيطرة والظلم والاستبداد ويرون فيها الحب والراحة انما هي راحة موقتة واشباع رغبة ثم يردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئهم بما كانوا يعملون.

وآخرون يحبون الفتنة ويعملون على إشعالها فويل لمن أيقظها.

وصنف نشاهده كثيرا في ساحتنا السياسية يحب الفوضى ويعمل على اشعالها والامثلة كثيرة يمكن للمرء ان يعدها ولا يحصوها للأسف الشديد ولعل آخرها عدم حضور الحكومة لجلسات مجلس الامة فقامت الدنيا ولم تقعد، فمنهم من قال سيحل المجلس وآخرون قالوا ستطبق المادة 106 حيث سيعطل المجلس، وآخرون قالوا ان الحكومة لا ترغب بالاستجوابات وان ليس لها اغلبية انما رغبت في الاستجوابات المقدمة لها في المجلس المبطل لان لديها اغلبية، وقالوا ربما سيكون حكم المحكمة الدستورية هو الغاء مرسوم الصوت الواحد وتدخلوا في امر القضاء قبل ان ينطق بالحكم.

وهذا صرف من صروف الفوضى، وكل حلل الموقف على هواه ورغبته، عزيزي القارئ ليكن حب الخير والتفاؤل من أجل غد مشرق زاهر هو سبيل الجميع وطريق الامة نحو الازدهار.

وصدق ابو القاسم الشابي:

أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة

والربى تحلم في ظل الغصون المائسة

والصبا ترقص أوراق الزهور اليابسة

فتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة