شعر / الفتنة

1 يناير 1970 07:22 م
| ندى الرفاعي |
عجباً لها تغوي بألفِ لسانِ
يحوي السمومَ كلدغةِ الثعبانِ
حتى إذا ما استشرفت وتزينت
جمعت رِعاعا حول كل خَوانِ
ملعونةٌ بحبالها وعيالها
مَن أيقظَ الملعونَ دونَ توانِ
فرسولُنا المُختارُ حذَّرَ فِتنةً
تأتي على الدُهَماءِ، كالطوفانِ
صمّاءُ لا تُصغي إلى صوتِ الهُدى
ولها ذراعٌ شاسعُ الشطآنِ
عمياءُ كلَّ عظيمةٍ ليست ترى
بحِراكِها تدعو إلى الأضغانِ
بكماءُ في فمها المياهُ فما سوى
صمتٌ لديهِ الحقُّ دونَ بيانِ
سوداءُ كالليلِ البهيمِ فلا تعي
غير الوقاحةِ، منطقَ الطغيانِ
أدبُ الخِلافِ والاختلافِ قد انقضى
ليحِّلَّ قولَ الزُورِ كلَّ مكانِ
دجلٌ يعمُّ على الديارِ وأهلِها
في غفوةِ التفكيرِ والأذهانِ
وجنودُ إبليسَ الذين تحلقوا
يورونَ نيراناً بكلِّ أوانِ
هلكَ التنطعُ والتمزقُ والخنا
هلكَ التفيهُقَ يا ذوي الخُسرانِ
فكفاكُمُ طعناً بظهرِ كيانِنا
وكفاكُمُ لمزاً لكلِّ مُصانِ
فوضى وقيل بأنها خلاّقةٌ
فلنحنُ أدرى الناسِ بالبُنيانِ
لا حاجةً لشعوبِنا لدليلِكم
فدعوا النصيحةَ يا ذوي البُهتانِ
يستمتعونَ بحربنا وخرابنا
هلكت مساعي الظُلمِ والعُدوانِ
يتلذذونَ بدمعنا ودمائنا
يتفرجونَ ونحنُ في الميدانِ
يتفكّهونَ بذلّنا ودمارِنا
حتماً سيأتي اللهُ بالبرهانِ
مكروا، ومَكْرُ اللهِ فوقَ رؤوسِهِم
سيرَونَ ما لا كان في الحُسبانِ
قالوا الحُسينُ أقامَ ثورته، وما
عرفوا الحسينَ وجولةَ الفُرسانِ
خرج الحُسينُ بنفسِهِ في أهلِهِ
لا للقتالِ وثورةِ العِصيانِ
معهُ النساءُ وصبيةٌ في ضعفهم
بُعداً عن الأعداءِ والأعوانِ
لم ينتدب أحداً لنيلِ مآربٍ
طمعاً لشهوةِ سطوةِ السُلطانِ
خانوهُ إذ غدروا ويا لخيانةٍ
ومضى الشهيدُ لجنة الرضوانِ
يا ربُّ صلِّ على حبيبِكَ ما سرى
بين الدياجي خيرةُ الرُكبانِ
يا ربُّ صلِّ على نبيِّكَ ما بدا
فجرٌ منيرٌ بعدَ طولِ هوانِ
والآلِ أهلِ اللهِ والصحبِ الأُلى
عرفوا حقيقةَ منهجِ الفرقانِ