سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / من البنجرة

1 يناير 1970 07:59 ص
هي الدريشة ومعناها النافذة، نحن اليوم سنطل من نافذة عسى أن نرى من خلالها مشاهد من مناظر عديدة تعج بها الأيام وهي تتنوع وتتغير وتتبدل فتدعو الى التأمل والتفكير والتمحيص في ماهيتها وأهمية الإمعان في ما تحتوي عليه من فكر وما ترمي إليه من أهداف.

مشهد كئيب يصرح به بعد الأحداث الأخيرة فمنهم من يقول إصدار عفو عام على الذين اقترفوا أخطاء في حق الوطن ومقدراته ومؤسساته ومواطنيه حتى يعمل كل على ما يشتهي وتحل الفوضى ولا يستقر المجتمع ولا يفكر في تنمية ولا تتاح الفرص للتمحيص في خطة تنموية أو مجال اجتماعي أو اقتصادي أو إنساني أو تربوي، فتظل الساحة تموج ويظل الناس في حيرة ويبعد الاستقرار عن هذا الوطن ويحس المواطنون بالخوف ويعج الشارع بالتجمعات والمسيرات وتنطلق الألعاب النارية وتسمع أصوات الطلقات يريدون العفو حتى تكثر الفوصى وتبعد ديرة الاستقرار عن مسار الاستقرار ويعاني الشعب وتعاني الأمة لا سمح الله كما عانت أمم الأتون العربي فأصبح ديدن الناس في تلك الأصقاع اللجوء الى الأمن والتفكير في الاستقرار وتلمس الطمأنينة والوصول الى السلام.

يقولون لابد وأن يحل مجلس الأمة لأنه لا يمثل الشعب الكويتي وفقاً لتركيبته الحالية آهن آه إنما أعضاء المجلس الحالي هم من أبناء الأمة ويمثلونها وانتخبوا في سبيل ديموقراطي حق وبنسبة مريحة وإن أبناء الشعب الكويتي أحسوا بجهود أعضاء البرلمان وبإنجاز مشروعات القوانين والتمحيص في قوانين جديدة عجزت المجالس السابقة على أن تأتي ببعضها إنما انشغلت بالمشاحنات وعلو الصوت والمبالغة في الاستجوابات وعدم اتاحة المجال أمام أعضاء البرلمان للإتيان بما ينفع الأمة ويعمل على استقرارها وتقدمها وازدهارها ولا يمكن أن يستقر الوطن ويقوم أهله بدفع عجلة التقدم في كل المجالات حتى تنفذ القوانين على الجميع ويشعر الجميع بأنه لابد وأن يعاقب كل من اقترفت يده بخطيئة تجاه الوطن بالقسطاس المستقيم.

وصدق الأديب العم/ علي يوسف المتروك حين قال في رائعته إنشودة البحر:

فلننتظر ليكونَ الحكمُ فيصلنا

والنطقُ فيهِ عن التحريض يغنينا

نريدها وقفةً والعقل يُحكمها

فما شهدناهُ مما كانَ يكفينا

عُدنا إليكِ وعاد الشوقُ يجمعنا

على ثراكِ فنادينا وضُمِينا

فما لجرحٍ إذا ما نَزِّ من ألمٍ

سوى طبيبٍ نُطاسِي يُداوِينا



سلطان حمود المتروك