محمد عبدالله المطر / معالم في الطريق / عندما يكون الهاتف معطلاً للمجالس

1 يناير 1970 06:57 ص
ان التكنولوجيا والتطور في التقنيات والاجهزة امر ايجابي ومهم في تاريخ البشرية وله فضل كبير في سهولة وتطور طرق التواصل والاتصال والوصول الى المعلومات وغير ذلك، واصبح هذا التطور متغيراً بشكل كبير في كل خمس سنوات بل كل عامين واحيانا يكون في كا عام، فالشيء الذي يكون له شأن ويتم تداوله بشكل كبير ويصبح الموضة، فجأة بعد سنة او اكثر او اقل يصبح شيئا قديما انتهى لا قيمة له ويتم الحديث عنه كطرفة في الامور القديمة.

كما لهذه التكنولوجيا خصوصا في مجال الهواتف ايجابياتها فلها ايضاً سلبياتها الكبرى، لأننا نستطيع اليوم ان نقول ان الهاتف سبب لضعف الاجتماعات والمنتديات الاجتماعية والعائلية وغير ذلك، بسبب انك تجد الشخص موجوداً فقط بجسده في مكان الملتقى ولكن قلبه وعقله وعينيه بكامل الانشغال عن الحضور بالهاتف، ولان الهاتف اليوم ليس كالأمس ففي السابق كان لا يتعدى كونه للاتصال واستقبال المكالمات وارسال الرسائل العادية، اما اليوم فالهاتف يحمل زخماً كبيراً جداً في التكنولوجيا وتعددت الوسائل فيه شرقها وغربها.

أنا لست ضد التطور ولست ضد التكنولوجيا، ولكنني اتمنى ان تكون ملتقياتنا الاجتماعية والعائلية زاخرة بالاستماع لحديث الناس مع بعضهم وتبادل الهموم والمعلومات والطرائف، فذلك افضل في تقوية العلاقات واهميتها، وكذلك في الملتقيات العائلية اتمنى من الابناء ان ينصتوا لاحاديث الكبار في العائلة وسماع اخبارهم وطرقهم في الكلام والتقدير و(المراجل) وخبراتهم ومعرفة تاريخ العائلة وغير ذلك من الامور، التي تسهم في معرفتهم لبعضهم البعض بشكل جيد في الاهتمامات والهموم والتطورات، وكل ذلك يصنع علاقة متينة وجبارة. اكرر لست ضد التكنولوجيا ولكنني مع المحافظة على التواصل في المجالس.



محمد عبدالله المطر

[email protected]