بدأت عاصفة التنافس التي اجتاحت البطولات الاوروبية لكرة القدم بالانحسار تدريجياً مع وصول معظمها الى خط النهاية، وبدء حمّى «يورو 2008» بالتسرب الى «القارة العجوز».
في اسبانيا، استحق ريال مدريد اللقب الـ31 عن جدارة واستحقاق ... وحسن طالع.
فـ«الملكي» ما كان ليشتم رائحة التتويج لولا «الهدايا» التي تنافس على تقديمها له كل من برشلونة وفياريال.
ولا شك في ان الفريق الكاتالوني، الذي كان مرشحاً مطلع الموسم للسيطرة على «لا ليغا» على اقل تقدير، فوّت فرصة سانحة لرد الدين لـ «الملكي».
ففي الموسم الماضي، تسمّر الـ «بارسا» في قمة الترتيب طويلا قبل ان يأتي ريال من بعيد جداً ويخطف اللقب من براثن غريمه التقليدي.
وكان بإمكان رجال المدرب الهولندي رايكارد في الموسم الحالي الانقضاض على «البيت الابيض» في مناسبات عدة الا ان تذبذب المستوى والافتقار الى الاصرار و«خسارة» رونالدينيو و«نكتة هنري»، كلها عوامل وقفت في وجه التاريخ الذي لم يُعِد نفسه، وإن في صالح برشلونة، هذه المرة.
على العموم، انتزع ريال مدريد اللقب لكن دون بريق، تماماً كبايرن ميونيخ الذي اضاف الى درع الدوري، كأس رابطة الاندية وكأس المانيا.
وإذا كان تتويج ريال مفتقداً للبريق بسبب اداء لاعبيه فإن التتويج الثلاثي للبايرن افتقد الى الامتياز نتيجة سقوطه المذل امام زينيت الروسي في كأس الاتحاد الاوروبي.
البعض اعتبر ان عدم الحديث عن خروج الفريق البافاري من البطولة القارية انطلق من واقع الرغبة في عدم «الاعتراف بالخسارة» الا ان هؤلاء اغفلوا ان هكذا هزيمة لا تستلزم أكثر من «السكوت»، وهذا ما حصل.
في انكلترا، تكرر سيناريو الموسم الماضي في مشهد الدوري الممتاز مع استمرار الصراع بين مانشستر يونايتد وتشلسي حتى المراحل الحاسمة.
وفي الوقت الذي امتد فيه صراع «الشياطين الحمر» والـ «بلوز» في الموسم الماضي ليشمل نهائي الكأس المحلية التي شهدت تتويج تشلسي، فإن صراعهما المحموم في الموسم الحالي امتد الى دوري الابطال حيث ينتظر ان يتواجها في النهائي بعد ايام.
صحيح ان مانشستر مرشح لانتزاع لقب الدوري الا ان غُنم تشلسي بدوري الابطال سيضمد له الجروح المحلية برمتها.
في فرنسا، يبدو بوردو جاهزا للانقضاض على ليون المتوج بطلا في المواسم الستة الاخيرة خصوصا ان الاول يتخلف عن الثاني بنقطتين فقط قبل جولتين على الختام.
كل الضغط سيكون على ليون الذي فشل في حسم اللقب السابع في مناسبات عدة، والامر نفسه ينطبق على انترميلان الذي سمح لروما بالوقوف على بعد 3 نقاط منه قبل جولتين على الختام ايضا.
كلمة حق تقال في روما الذي اهدر الكثير من النقاط امام فرق تقل عنه مستوى، وهو لولا ذلك، لشغل صدارة «سيري آ» التي ما زال للانتر اليد الطولى عليها رغم سقوطه الاخير في «دربي ميلانو».
• بالإمكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت:
www.alraimedia.com
سهيل الحويك
[email protected]