محمد عبدالله المطر / معالم في الطريق / الكويت بين مأزق حرية الكلمة والعدالة

1 يناير 1970 06:52 ص
تظهر الكويت في كل المحافل والمناسبات الخارجية خليجياً وعربياً واسلامياً انها دولة الدستور والقانون والحريات ويكون هذا الامر هو الذي تفاخر فيه الكويت عربياً وخليجياً، وأبلغ مشهد في ذلك بنهاية التسعينيات في برنامج الاتجاه المعاكس البرنامج الشهير بقناة الجزيرة عندما ظهر النائب السابق الوزير احمد الربعي رحمه الله امام شخص من النظام العراقي البعثي المقبور وقال له الربعي في مشهد لا ينساه كثير من الكويتيين انني اشفق عليك لأنني انتقد السلطة وممارساتها بالكويت ثم اعود وانام مرتاح البال واشعر بالامان انه لن يتعرض لي احد بسبب ما قلته اما انت فالله اعلم ما قد يحصل لك عندما تقول ذلك، فهل تغير الامر عن هذا المشهد ام مازال موجوداً؟؟

ان ما نشاهده في الفترة الاخيرة يتناقض بشكل كبير مع ما تتفاخر فيه الكويت سابقاً من حريات وتطبيق للقانون على الجميع، فالحريات تم التضييق عليها بشكل كبير خصوصا حرية الكلمة وزاد من السوء سوءا عدم تطبيق القانون بمسطرة واحدة على الجميع وصار القانون فقط على المعارضة السياسية ومن ينتمي لها ويؤيدها وأما انصار السلطة والحلفاء فالقانون لا يعرف لهم طريقاً!!

ولعل المشهد الاخير في قضية الرمز مسلم البراك واضحة جداً ومشاهد الملاحقة له في تطبيق الحكم وسرعتها والتعسف في الطريقة يجعلنا نسأل مجموعة اسئلة مهمة جداً اين الحريات؟ واين العدالة وتطبيق القانون على الجميع وعدم الانتقائية؟

تقييد الحريات والانتقائية صار في الكويت شيئا ملموساً، والمصيبة الكبرى والخطر الذي يجب الانتباه له ان عدم العدل بين الناس اشد قسوة من ظلم الجميع، فالكويت اليوم بحاجة ماسة للعدل الكامل في كل الأمور، وللأمانة عندي قدرة على الاسترسال في ذكر التناقضات في العدالة والحريات على كل المستويات، وحفظ الله الكويت حاكما ومحكوما من كل مكروه.



محمد عبدالله المطر

[email protected]