ضواحي / حكايــة مجـد!

1 يناير 1970 05:03 م
| مشعل الحربي |

نـــجـمٌ بـــدا فـــي مـقـــلـتـي يتــجــوَّلُ

فــي كـــــلِّ دمـــع حـــادرٍ يــتـرسَّـــلُ

شاب الســـؤالُ، وكـــلُّ ردٍ عــاجـــــزٌ

فــحمـلت هـمـي نـحــوَ أمّـِـيَ أســـــألُ

أمـَّــــاه مــا للــــــذلِّ خــــيـم بــيــنـنــا

أضـحى عـزيزاً فـي الحمى يـتـــنـقــــلُ

نــظرت إلـيَّ وحـســـرةٌ فــي وجـههـا

والـعينُ مـــنـهـا غـــيـمـة لا تــبـــخــلُ

أخـذت تــرتب قــولـهـــا فــي نفســهـا

وكـلامـهـا بـيـــن الـنــشيـــج مــكـبّــَلُ

قـالـت وبيــــن حــــروفــهـا مـرثــيــةٌ

مــن أيــن أبــدأ فـالأســى مـتأصِّـلُ.؟!

أبــــنــيَّ إنَّ الــعــــزَّ كــــان روايـــــةً

أبـطــالـهـــا قـومـــــي فــأيــــن الأولُ

كـنَّـا نصـــوغ مــن الـزمـان قـصيــدةً

تزهو بهـــا شمـــس الـصـبــاح ترتــلُ

فعلــى جـبــاه العــزِّ تشــرقُ شمسُــنــا

وعـلى ثـرى عـــزٍّ تـغـيــبُ وتـأفـــــلُ

كـــانـت كــرامــــة قـــومـنــا أنـشـودةً

ألـحـنــاهـــا فــــوق الشــفــاه تـنـقـــلُ

كـنـَّا نـجومـاً في السمـاء نســوســهـــا

عــجـب الـزمـــانُ لــفعــلـنــا يـتـأمــلُ

يُهــدي إلـينــا الـمـجــدُ ألـــفَ تـحـيـــةٍ

فــنــــردُّ مــنهــــا مـــا نشـــاء ونـقـبلُ

كــانت روابــي القــدس مشعلَ أرضنا

والـــمسـجـــد الأقصى سناها المُشعَـلُ

قد عاش بيـن ربوعنـا رمـــز الحمـــى

مــن أجـلـــه نـهـــوى الـردى فـنـقـتّـَلُ

فـي لـيـلـــة الإسـراء أعـلـى شـــأنــــه

الله إذ جــــمــــع الــهــدى فــتـنـزلـــوا

فــتـقــدم الأخــيـارَ أعـــــلى رتــبـــــةً

وائــتـمَّ بـالـمـختـار قـــــومٌ أرسـلــــوا

فـبـــأي أرض قـــد تـجـمعـت الـهــدى

إلا بـقـــــــــدسٍ للـــهـــدايــة مـَنـْهـَــلُ

أرضٌ حــوت من كـل قـــوم شـمـسَـها

فخـراً كفـى عن مـا تـقــولُ وتـــفعـــلُ

قــد أدرك الـفـــاروق أن مــقـــامـهـــا

فـــوق الـــنجــــوم وكـــلُّ دارٍ أنــــزلُ

هـــذا صــــلاح الـديـن لبـى صـارخـاً

وبـكـفـه رمــز الـشـهامــــة فــيــصــلُ

واســـأل بـنـــي صهيون عن ياسين قد

أضحى أشلاً فـي الوغـــى يــتـرجـــلُ

واليوم تشكو أرض مسرى المصطفى

قـهــرَ الـيــهــود ونــارَ حــقـد تُــشعـلُ

تُـمسـي عـلـى ثكـلى تنــوح فـقـيـدهـــا

والصـبـــح مـن ذاك الـمســـاء لأليـــلُ

تبكـي مـنابـر قـدسنـا مـن هـــجـمـــــةٍ

قـتـلاً هنـــا وهنــاك يـهــــدم مـنــــزلُ

وقف الـبيان أمــامهــــا فـي دهـــشـــة

عــجــز الـفـؤادُ لـهولـهـــا يـتـخـيـــــلُ

تـفـدي روابـــي الـقــدس كـل مــديـنـة

بــاتــت عـلــى نــبـع الـغـوايـة تنهـــلُ

تـفدي روابـــي الـقـدس كـــل قضيـــة

أضحـى بنـو الغـوغـــاء فيــهـا يُشغـلُ

صبرا حماة الـقـدس أنـتـــم درعـهـــــا

فـعـلـيـكـــــمُ بـعـــد الإلـــه مـؤمّــَــــلُ

إن الــشجـــاع يــعــيــش فـــي أكفانــه

والخائــن الـرعـديــد نعـــلاً يُنعـــــــلُ

لابدَّ لليـــــلِ المخيــــــِّــمِ مـن غــــــــدٍ

والـصــبــحُ آتٍ نــصــــرُه يـتـمـثّـــــَلُ


[email protected]