لقاء / الراي ««الديو» مع عدوية الأكثر نجاحاً بين ما قدمتُه»
رامي عياش: تخوين مَن يغني بغير اللهجة اللبنانية «طق حنك»
1 يناير 1970
06:51 ص
| بيروت - من هيام بنوت |
يمضي النجم اللبناني رامي عياش معظم وقته في الاستوديو استعداداً لتنفيذ أغنيات جديدة، كما أنه باشر بتلحين أغنية للفنانة نجوى كرم، إضافة الى درسه **عروضاً سينمائية لخوض تجربة التمثيل للمرة الأولى شرط أن يكون الفيلم يُبرز قدرات تمثيلية كبيرة رآها فيه صانعو السينما، وذلك بعدما أثبت نجومية كبيرة من خلال الغناء وحقق نجاحات مميزة في الأعوام الأخيرة في كل أغنية قدّمها.
رامي رفض - في حوار مع «الراي» - التعليق على كلام الفنان ملحم بركات الذي وصف المطربين اللبنانيين الذين يغنون بغير لهجتهم المحلية بـ«الخائنين»، مذكراً إياه بأنه قدّم اللون المصري في بدايته الفنية، كما دافع عن غنائه لـ «التفاحة» واستشهد بأغنيات تشير إلى الفاكهة من بينها «فوق غصنك يا لمونة» و»يا بلح زغلولي»، معتبراً أنه إذا كان البعض يرى أنه قدم أغنية دون مستواه الفني فإن الفنانين الذين أدوا هذا الأغنيات هم مثله أيضاً... وإليكم تفاصيل الحوار:
هل تجد أنه صار مطلوباً من الفنان في هذا الزمن، مهما كان عمره الفني وحجم نجوميته، أن يطرح أغنية جديدة كل شهرين كي يظل موجوداً على الساحة الفنية؟
- هذه النظرية ليست صحيحة، ليس مهماً أن يطرح الفنان أغنيات جديدة، بل المهم أن يُبرز الجديد من خلال ما يقدمه والذي يضيف إلى الفن وإلى الوسط الفني وإلى مسيرته الفنية، إذ من الممكن أن يحصر الفنان نفسه في دائرة صغيرة ويدور حول نفسه وهذه الأمر لا يمكن أن يخدمه على الإطلاق.
بعيداً عن النوعية التي يجب أن تكون بمستوى جيد وراقٍ، هل بات لزاماً على الفنان أن يطرح عملاً جديداً بين فترة وأخرى؟
- هذا شيء خاطئ ومن غير المنطقي أن يطرح الفنان أغنية جديدة كل شهرين.
لكن ألا تجد أنك تُكثر من إنتاجاتك، وكم يبلغ عدد الأغنيات التي تطرحها سنوياً؟
- أحياناً قد تفصل ثلاث سنوات بين الألبوم والآخر، وأحياناً خلال ثمانية أشهر يمكن أن أطرح أغنيتين، أي أنه تمر فترة لا تقل عن ثمانية أشهر بين الأغنية والأخرى. في الأساس احتجّ الناس على طرحي لأغنية «ما بدي شي» على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته لأنهم لا يزالون يستمتعون بأغنية «جبران»، وكان من الممكن أن نصبر ثمانية أشهر إضافية أو حتى سنة كاملة قبل طرح «ما بدي شي»، ولكنني وجدت أن الوقت مناسب لطرحها، بعيداً عن أي حسابات زمنية.
كيف ترى الوضع الفني وكيف تفسر التسابق المحموم بين الفنانين على طرح أعمال جديدة. هل هذا الأمر يشير مثلاً إلى مشكلة ما على الساحة الفنية؟
- لست في موقع يخولني تحليل المشاكل، بل كل ما أستطيع قوله إننا نمرّ في أزمة نوعية وليس في أزمة كمية، ولذلك أفضل التركيز على نوع الفن الذي يُقدم وليس على كمه لأن الكمية لا تفيد ولا تستفيد، ولا وقع لها.
هل تجد أن هناك فنانين، من خلال الأغنية الهابطة التي يقدمونها، يلحقون الأذى بتاريخ الأغنية اللبنانية؟
- لا شك أنها تؤثر بشكل سلبي، وخصوصاً أننا نسمع منذ أربع سنوات لوناً واحداً من الأغنيات، كنا نحب أغنيات الدبكة ولكننا تراجعنا عن حبنا لها لأن هذا النوع من الأغنيات بات يُقدم بكثافة.
ما موقفك من الهجوم الذي شنّه الموسيقار ملحم بركات على الفنانين الذين يغنون بغير اللهجة اللبنانية؟
- هذا شأنه! لا تعليق عندي عليه.
ولكنك فنان وغنيتَ بأكثر من لهجة؟
- لا يوجد لدي ما يمكن أن أرد عليه في هذا الموضوع. حتى لو رددت عليه، لكنه ذكر أسماء محددة واسمي لم يكن موجوداً بينها.
هل ترى أن غناء المطرب اللبناني بغير لهجته يعتبر فعل خيانة؟
- في هذه الحالة يجب أن نخّون الصحافيين لأنهم يكتبون عن فنانين غير لبنانيين.
أنا أريد رأيك كفنان في هذا الموضوع وأحب أن أعرف كيف تتعامل معه؟
- وأنا أيضاً أسألك رأيك كصحافية. فكما أنك يمكن أن تكتبي عن فنانين غير لبنانيين، نحن أيضاً نغني بغير اللهجة اللبنانية.
نفهم أنه ليس فعل خيانة؟
- بل هو فعل جهل.
ولماذا لا تفسره حرصاً على الأغنية اللبنانية؟
- أنت بكلامك هذا تخوّنين عبد الحليم حافظ لأنه غنى باللهجة الخليجية وملحم بركات لأنه غنى باللهجة المصرية، أول فنان غنى باللهجة المصرية كان ملحم بركات.
ربما أغنية واحدة لا تؤثر!
- ونحن من بين ثلاث أغنيات أو أربع أغنيات لبنانية، نمرر أغنية مصرية أو خليجية! «شو هالطق الحنك».
ما تعتبره «طق حنك» أثار بلبلة على الساحة الفنية؟
- «ما حدا على بالو» كل هذه المواضيع من الناس.
و«شو على بال الناس»؟
- الاستماع إلى أغنية «حلوة» و«محترمة»، الناس ترفّعوا عن تلك المواضيع.
على الرغم من النجاحات الكثيرة التي حققتَها خلال الفترة الأخيرة، لكنك تعرضت أيضاً للانتقادات. هل ترى فيها ظلماً لك؟
- عندما يكون النجاح طاغياً لا أهتمّ للتفاصيل الصغيرة ولا حتى أراها.
لكنك اتُهمت بأنك غنيت للتفاحة وبأنك وضعت أقراطاً في أذنيك على الرغم من أنك تؤكد دائماً بأنك رجل يتمسك بالعادات والتقاليد... ألا ترى في ذلك تعارضاً كبيراً؟
- أبداً، كل شخص «بيعمل اللي بيريحوا»! أنا غنيت «التفاحة» لفئة من الناس تحب هذا النوع من الأغنيات، ولكن إذا أردنا أن نتحدث عنها على أنها لا تليق بمستواي الفني، عندها لا يعود للفنانين الذين غنوا «التفاحة» (التي غنّتها فيروز) أو «يا بلح زغلولي» أو «فوق غصنك يا لمونة» أي مستوى فني.
بمن تعترف من النجوم الموجودين حالياً على الساحة الفنية؟
- أعترف بكل الفنانين اللبنانيين النجوم الذين نشروا اسم لبنان في العالم العربي، الغناء ليس مجرد صوت جميل فقط، بل الفنان عبارة عمّن يكون القوي على المسرح، المثقف موسيقياً، صاحب الأخلاق العالية والإنسانية الطاغية.
كم تبلغ نسبة الفنانين الذين يملكون المواصفات التي تتحدث عنها؟
- 50 في المئة.
هل هذا يعني أن وجود بعض الفنانين هو «كمالة عدد» وليس أكثر؟
- هناك «كمالة عدد» في كل المجالات، والأمر لا يتوقف على الفن وحده.
تُعتبر من الفنانين الذين يحرصون على تقديم «الديو» بين فترة وأخرى، ماذا يضيف إليك؟
- أفكر من هذه الناحية كما يفكر كل الفنانين العرب، ولكنني أعتبر أن «الديو» الذي قدمتُه مع الفنان أحمد عدوية كان الأكثر نجاحاً بين «الديوهات» الأخرى التي قدمتُها، لأنه جمع بين جيلين فنيين مختلفين، فهو ينتمي إلى الجيل القديم وأنا أنتمي إلى الجيل الجديد، ومن خلال «الناس الرايقة» ربطنا بين الجيلين، هكذا يجب أن تكون نوعية «الديوهات» التي تُقدم.
وبالنسبة إلى «الديو» الذي جمعك بالفنانة مايا دياب والذي سيجمعك قريباً بالفنانة هيفاء وهبي؟
- ماذا بهما!
أنت قلت إنه يجب أن تكون «الديوهات» على شكل «الديو» الذي قدمتَه مع أحمد عدوية، لأنه جمع بين جيلين فنيين مختلفين. فكيف تفسر تقديمك لديو مع مايا دياب وآخر مع هيفاء وهبي؟
- لا يوجد تفسير سوى أنني قدمت أغنيتين جميلتين مع صبيتين جميلتين جداً، ولكن هذا لا يمنع من تقديم ديو بين جيلين فنيين مختلفين لتحقيق نقلة نوعية في هذا النوع من الفن الغنائي، وتبقى الأغنيات «الخفيفة الحلوة المهضومة الصيفية» بين فنانين ينتمون إلى جيل فني واحد أو مع فتاة حلوة مثل مايا أو هيفاء.
ألا تخاف أن يقال إن رامي عياش يستغل نجومية «صبيتين جميلتين» لتحقيق النجاح تماماً كما يحصل في الحفلات عندما يستعين أهم النجوم بمغنيات جميلات لنجاح حفلاتهم؟
- لا تعليق!
أنا أتحدث بشكل جدي، وما أقوله يعكس واقعاً حقيقياً؟
- لا تعليق.
عادة عندما يبرر الفنان اختياره للفنان الذي يريد أن يشاركه الغناء يقول «أريد فناناً يكون صوته قريباً لصوتي وأسلوبه الغنائي قريباً لأسلوبي الغنائي»، ما هي النواحي التي ركزتَ عليها سواء في تعاملك مع هيفاء أو مع مايا؟
- الأغنية كانت تليق كثيراً بمايا وكذلك أغنية «بلغي كل مواعيدي» كانت تليق بهيفاء.
ما رأيك بطريقة استخدام الفنانين لوسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما أن البعض منهم بات يلجا إليه لنشر «غسيله الوسخ»؟
- على الفنان أن يترفع عن مثل هذه الأمور السخيفة لأنه يُعتبر وجهاً جميلاً ويجب أن يكون قدوة للناس، لا أعرف لماذا تتغير الأمور مع أنني أتمنى أن تظل كما تربينا عليها في زمن العمالقة الذين سبقونا وأن نسير على خطاهم.
هل ترى أن «تويتر» و«فيسبوك» يسيئان إلى صورة الفنان؟
- هذا الأمر يرتبط بكيفية استخدامهم لهما.
عادة كيف تتعامل مع هاتين الوسيلتين ولأي أهداف تستخدمهما؟
- أتعامل مع «تويتر» و«فيسبوك» باعتبارهما وسيلتين اجتماعيتين، كل مَن هم في جيلي يحبانهما وأنا أحب أن أتواصل معهم.
ما دورك في إطلاق المخرجين إنجي الجمال وسعيد الماروق، وهل ترى أنه شبيه بدور نانسي عجرم التي ساهمت في إطلاق نادين لبكي، وتالياً إلى أي حد يساهم الفنان، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ببروز أسماء جديدة على الساحة الفنية؟
- أنا مع هذا الموضوع، لأن الفنان الذي يختار دائماً بين الأسماء الكبيرة، لا ينجح دائماً بتقديم الجديد فنياً، بل يقع في فخ التكرار، ومن المعروف أنني أعمل دائماً على اكتشاف أسماء جديدة، وأن أكون في طليعة الفنانين الذين يمنحونهم فرصة وقد نجحت في ذلك سواء مع المخرج سعيد الماروق أو أنجي الجمال.
هل تتجنّب التعامل مع أسماء معروفة في إخراج الفيديو كليب؟
- هذا الموضوع لا يعني لي شيئاً على الإطلاق، سواء كان اسم المخرج قديماً أم جديداً يهمني تقديم الجديد في الفيديو كليب.
تتميز بإحساس عالٍ في أدائك كمطرب، فلماذا لم تجيّره لمصلحة التمثيل؟
- سأجيّره ولكن في المكان المناسب.
وهل هناك عروض؟
- العروض موجودة دائماً، والعرض الذي يعجبني أكمل فيه، والعرض الذي لا يعجبني أرفضه. وحالياً هناك عدة عروض أدرسها.
عروض سينمائية أم تلفزيونية؟
- سينمائية.
هل تشترط الغناء في تجربتك التمثيلية؟
- بل هو الشرط الأخير. عندما أفكر في التمثيل يجب أن أركز عليه أولاً.
ألا ترى أن من مصلحتك كفنان يغني أن تقدم أفلاماً تجمع بين الغناء والتمثيل كتلك التي قدّمها عبد الحليم حافظ؟
- «التمثيل تمثيل».
ألا ترى أن هذه الخطوة متأخرة بعض الشيء؟
- أنا لا أحسبها على هذا النحو، لأنني لا أقوم بعمل لستُ مقتنعاً به. إذا تحقق المشروع يكون قد تحقق وإذا لم يتحقق لست على عجلة من أمري، لأن نجاحي الفني موجود.
هل تخيفك فكرة التمثيل أم انك تدخلها وأنت تضمن نجاحها؟
- مَن يمثل في كليباته ويتلقى عروضاً ضخمة من المنتجين والممثلين، فهذا يعني أنه مرغوب بقدراته التمثيلية.
تلحينياً، هل تشعر برضا كفنان يجمع بين الغناء والتلحين؟
- كل فنان يجب أن يكون ملحناً، الفنان يكون ملحناً بالفطرة على الأقل، كي تكون ثقته بنفسه عندما يغني على المسرح وكي لا تفلت منه الألحان والنوتات الموسيقية.
على هذه الحال، ما وضع الفنانات؟
- التلحين موهبة خاصة ومعظم الناس يملكونها ولكن ليس بالضرورة أن يقوموا بالتلحين لأنفسهم أو لغيرهم. أعرف الكثير من الفنانات اللواتي يملكن ألحاناً «بتاخد العقل» ولكنهن لا يعلن عنها.
في الغرب معظم النجمات يتولين تلحين أغنياتهن بأنفسهن، برأيك لماذا لم تنتشر هذه الظاهرة بين الفنانات العربيات؟
- ربما خجلاً.
عندما فكرت نجوى كرم بتقديم ديو مع محمد عبده، اعتذر عندما علم أنها هي من كتب كلماته؟
- نجوى تكتب كلاماً «بياخد العقل»، وعندما قرأتُ بعضاً من قصائدها «كبر قلبي»، وهي طلبت مني أن ألحن إحدى الأغنيات، وقد باشرت بذلك فعلاً.
هل يمكن أن تغني من أشعارها؟
- بعد الذي قرأته، أتشرف بالغناء من كلمات فنانة تملك كل هذه الموهبة في الكتابة.< p>