«الراي» تابعت كريستين وهي تجهش بالبكاء عندما عجزت عن إقناعهم بوقف صيد الطيور
ضيوف سماء الكويت على مذبح... «القوانيص» قوانين وخطط توعية بطرق الصيد
1 يناير 1970
12:24 م
| كتب غانم السليماني |
في المثل الشعبي الشهير يُقال «اللي ما يعرف الصقر يشويه» ويُضرب لمن لا يُقدر قيمة الشيء فيستهين به، تماما كمن لا يعرف قيمة الطير الحر فيذبحه ليتناوله وجبة طعام.**
أما ما دعانا لاستحضار هذا المثل، هو عبث بعض الفئات التي ركبت هواية الصيد والقنص، هذا العبث الذي انعكس أكثر من كلمة «سلبا» على الكويت ووصفها موطنا ومحطة لرحلات الطيور من الشمال إلى الجنوب وبالعكس، حيث وجدوا في هبوط الطيور على ارض الكويت فرصة لممارسة هواياتهم غير عابئين بما تسببه هذه الهواية من انعكاسات على سمعة الكويت كونها إحدى أهم محطات الطيور المهاجرة.
كريستين كانزنلا أميركية عاشقة للطيور لم تستطع أن تحبس دموعها بعد أن عجزت عن إقناع بعض «القوانيص» في منطقة الجديليات بعدم قتل الطيور المهاجرة.. القوانيص الذين لم يكترثوا لتوسلات كريستين واصلوا مشوارهم في الرمي وقتل الطيور، بينما وقفت المسكينة عاجزة غير قادرة على حبس دموعها وقد أجهشت بالبكاء وهي تقول «لا أستطيع أن أرى طائرا ميتا» لتنهي رحلتها في الرصد والتصوير وغادرت المكان.
راصدون وقوانيص
«الراي» التي رافقت فريق رصد الطيور في رحلة التصوير، تزامنت رحلتها مع وجود بعض القوانيص في الجوار، فكانت مواجهة الكاميرا والشوزن... وفيما تتصاعد أصوات بنادق القوانيص المتتالية يحبس الراصد عمر الشاهين الذي يرتدي ملابس التمويه أنفاسه ويدعو الله أن تفلت الطيور من القنص.
موقع الحدث في الجديليات وبرغم أنه قريب من المناطق السكنية والطريق السريع، فقد خلا من سيارات الشرطة وبدا كأنه مكان معزول عن الكويت ومليء بالخرطوش «الفشق» المستخدم على الأرض، ولا يوجد أي تنظيم في الموقع برغم من أهميته البيئية وموقعه الحساس بتواجد الطيور بكثافة.
وبرغم من أن هناك قرارا صادرا من الهيئة العامة للبيئة ونشر في الجريدة الرسمية يقضي بمنع الصيد منذ عام 2005 لغاية 2013 فإن هناك بنادق تباع في الاسواق ولم يتم تفعيل القرار، ليعلق رئيس جمعية حماية البيئة محمد الاحمد على هذا التناقض ازدواجية في القرار ماذا يريدون من بيع الشوازن هل لاصطياد البشر.
وقال الاحمد عقدنا عدة اجتماعات مع وزارة الداخلية، للحد من التعدي على الطيور المهاجرة إما قتلا أو صيدا جائرا ومن ثم البيع بمحال وأسواق الطيور. وسعينا للتركيز على وجوب حماية الطيور المهاجرة وقت عبورها من تلك المناطق، وذلك بتكثيف الدوريات الأمنية على الطرق السريعة على مدار الساعة، في فترة موسم عبور الطيور ولمدة زمنية محددة. ووضع خطة محكمة للقبض على مخالفي استعمال السلاح المرخص وغير المرخص في المناطق الممنوع الصيد فيها، مثل الشاليهات والمزارع الخاصة والمحميات الطبيعية والحدود البرية والمناطق الحدودية.
مجزرة الطيور
من جانبها قالت عضو فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية كريستين كانزنلا ان القوانيص يقتلون 2000 طائر مهاجر يوميا طوال 5 أشهر في أماكن محددة مشيرة إلى أن وضع القنص في الكويت مفاجأة للطيور المهاجرة ومواقع قتلها خلال هجرتها في موسمي الخريف والربيع فيما يشبه المجزرة.
وأضافت أن «الطيور التي يتم إطلاق النار عليها كل يوم في الكويت تمثل 40 في المئة من مجموع الطيور المهاجرة من الدول الأخرى ومطلقو النار في الكويت يقدر عددهم بالآلاف نصف هؤلاء يطلقون النار من أجل المتعة والتسلية ولا يأكلون ما يقتلون، والكثير من مطلقي النار الذين لا يأكلون ما يقتلون صغار في السن تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 18 سنة.
وأفادت أن طائر حمام البر كان شائعاً في الكويت منذ 20 سنة ولكن الآن رؤيته نادرة بسبب الإفراط في إطلاق النار عليه وفي المستقبل سيتعرض هذا الطائر إلى الانقراض، ويقول مطلقو النار أنفسهم إنهم كانوا يرون مئات من طائر حمام البر يومياً في الماضي ولكن لا يرون إلا 10 15 طائر حمام البر يومياً خلال موسم الهجرة، ومع هذا فإنهم يقتلون كل طائر حمام بر يرونه، كثيراً ما يقتل مطلقو النار الطيور المفترسة كالعقاب والصقر، ويقتلون أيضاً الهدهد الذي جاء ذكره في القرآن، ومئات من طائر الوروار أزرق الخد الجميل الذي يأكل النحل، وكل هذه الطيور لا تصلح أن يأكلها الإنسان، وتموت مئات من تلك الطيور موتاً بطيئاً ومؤلماً وتبقى جثثها على الأرض ويقتل مطلقو النار الطيور النادرة التي تتعرض للانقراض.
وزادت كريستين «سمعت أنه في السابق قتلت مجموعة صغيرة من مطلقي النار 1000 طائر في يوم واحد وفي عام 2006 وجدت 200 طائر من طيور القطقاط القزويني مقتولة قريبا من أحد الشواطئ وقد تم إطلاق النار عليها من دون سبب وتُركت الطيور على الشاطئ بعد المجزرة.
مواقع المجازر
وحول أبرز الأماكن التي رصدت بها مثل تلك المجازر قالت كريستين مزرعة الأبرق على الحدود الغربية المزارع في العبدلي وهي مناطق مأهولة، الجديليات قريبة جداً من مناطق مأهولة، وشارع 270 باتجاه الوفرة حيث يطلق الكثير من الأطفال النار على الطيور في هذا الشارع الكثير الاستخدام، ويسبب استعمال الأسلحة من قبل الأطفال في هذا الشارع خطراً على كل الناس كما يطلق البعض النار على الطيور في الأماكن حيث تقضي العائلات وقتها، وهناك أيضاً مهتمون برصد الطيور وتصويرها، كما أن بين هؤلاء الناس أعدادا من النساء والأطفال.
وأكدت أن المقترحات للحد من مذابح الطيور المهاجرة تنفيذ إجراءات هامة وضرورية
وهي موجودة توجد حالياً قوانين لضبط حيازة الأسلحة، ولكن كثيرا من مطلقي النار ينتهكون القانون كل يوم. فوفقاً لقانون السلاح الكويتي، من يريدون حيازة الأسلحة يجب أن تكون أعمارهم فوق 21 سنة ولكن الكثير من مطلقي النار تقل أعمارهم عن 21 سنة، ووفقاً لقانون السلاح الكويتي، من يريدون حيازة الأسلحة يجب أن يكون لديهم رخص لحيازة الأسلحة ولكن الكثير من مطلقي النار ليس عندهم رخص مشيرة حري على دوريات الشرطة مراقبة الأماكن التي يتم فيها إطلاق النار على الطيور لكي يتأكد رجال الشرطة من حيازة الرخص اللازمة، ويحرصون على عدم استعمال الأسلحة من قبل الأطفال وأي شخص يقل سنه عن 21 سنة، ففي الماضي أوقف رجال الشرطة هذه النشاطات غير المشروعة بنجاح، ولكن ما أن يتوقف رجال الشرطة عن مراقبتهم حتى يعود مطلقو النار ليمارسوا أنشطتهم غير المشروعة مرة ثانية ويجب أن يراقب رجال الشرطة المناطق المشهورة لوجود الطيور خلال هجرة موسم الخريف: منتصف شهر أغسطس إلى منتصف شهر أكتوبر وهجرة موسم الربيع مطلع شهر مارس إلى نهاية شهر أبريل من خلال تفعيل لجان المتطوعين.
وأفادت كريستين أن الكثير من الكويتيين والأجانب عبروا عن قلقهم الشديد بشأن مذبحة الطيور في الكويت وهم مستعدون ليذهبوا إلى المناطق حيث يتم إطلاق النار والتأكد من أن كل مطلق النار يتصرف بالمسئولية ويتبع قانون السلاح الكويتي ومن الممكن أن تنظم هذه اللجان عن طريق الجمعية الكويتية لحماية البيئة والجامعات والمنظمات الأخرى و إنشاء المزيد من المحميات الطبيعية والمحميات الطبيعية الموجودة حالياً صباح الأحمد ومحمية الجهراء للطيور، هي مناطق جميلة وآمنة يمكن أن تكون مثلاً يقتدى به عند إنشاء محميات أخرى في المستقبل. وينبغي أن تتحول المناطق التالية إلى محميات طبيعية المساحة التي تحيط بمزرعة الأبرق عند حدود الكويت الغربية والجديليات على الشاطئ.
عمل غير أخلاقي
وزادت كريستين أن الكويت بلد ذو جمال طبيعي مدهش وشعبها لطيف وكريم، فكثير منهم يشعرون بقلق شديد بشأن سوء استخدام الأسلحة وإطلاق النار على الطيور بدون تمييز للمتعة، كما ان إطلاق النار يضر الطيور والبيئة والكويتيين الكثيرين الذين يريدون الاستمتاع بهدوء الصحراء الجميلة أو تصوير الطيور. وفوق هذا كله فإن إطلاق النار غير الأخلاقي يضر مطلقي النار أنفسهم الذين ينتهكون الآداب والتعليمات الاسلامية وللأسف الشديد الكثير والكثير من الناس في أوروبا والولايات المتحدة وأنحاء العالم الأخرى بدأوا يعلمون بإطلاق النار على الطيور غير المبرر هنا في الكويت، ولذلك فإن الكويت اكتسبت سمعة عالمية بأنها المكان الذي تموت به أعداد هائلة من الطيور المهاجرة من بلدان أخرى.
وأفادت «يقدر أن حوالي 2000 طائر يتم إطلاق النار عليها كل يوم في الكويت خلال موسم الهجرة وهذا يمثل 40 في المئة من مجموع الطيور المهاجرة من الدول الأخرى، لذا قلّ عدد بعض الطيور في العالم بشكل ملحوظ بسبب أنشطة إطلاق النار في الكويت ويقتل الكثير من مطلقي النار الطيور من دون مبرر ويتركونها لتموت في الصحراء. هؤلاء الناس لا يأكلون الطيور التي يطلقون النار عليها بل يستعملونها للتدريب أو يطلقون النار عليها من أجل المتعة، لا داعي للقول إن هذا الفعل الشنيع ضد التعليم والمبادئ الإسلامية.
وأفادت كريستين «يقر قانون السلاح لسنة 1991 بأن كل من يرد أن يملك أي سلاح فيجب عليه أن يحصل على رخصة لحيازة الأسلحة، ولكن كثير من مطلقي النار ليس لديهم رخصة فهم يشترون الأسلحة بشكل غير مشروع أو يستأجرونها يومياً من أشخاص في الصحراء، ويقر قانون السلاح لسنة 1991 بأن التراخيص لحيازة الأسلحة لا تمنح إلا للمواطنين الكويتيين ممن تفوق أعمارهم 21 سنة، ولكن مئات من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 21 سنة يقضون ساعات في الصحراء يقتلون الطيور من دون رقابة، وبعض هؤلاء الشباب يقودون سيارات وليس بحوزتهم رخص القيادة كما لا توجد قوانين في الكويت لضبط الصيد واستعمال الأسلحة، رغم أنه توجد قوانين في الدول المجاورة كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان وإيران، وفي دول أوروبا يمنع الناس من القيام بقتل الطيور من أجل المتعة فقط. فعدم وجود القوانين في الكويت يسمح لمطلقي النار بأن يقتلوا الطيور على قدر ما يريدون في أي مكان وفي أي وقت. وللأسف فإن هؤلاء أي مطلقي النار يتسببون بسمعة عالمية سيئة للكويت، هذا البلد الهادئ الجميل.
تأثير عالمي
وذكرت كريستين كانزنلا ان البعض يقضي ساعات في إطلاق النار على الطيور التي تهاجر عبر الكويت، فمن السهل جدا إطلاق النار عليها مع توافر الأسلحة الخفيفة المتطورة والسيارات ذات الدفع الرباعي والتكنولوجيا الحديثة، مثل تسجيل أصوات الطيور لجذبها واستعمال الكشافات لرؤية الطيور بالليل، وتوافر هذه المعدات سبب الزيادة في إطلاق النار على الطيور في الصحراء وفي المناطق المحيطة بالمزارع أكثر مما كان عليه في الماضي.
وزادت أن نشاطات الصيد في الكويت لها تأثير مباشر على الدول الأخرى بما أن الطيور تمر عبر ثلاث قارات وهي أوروبا وآسيا وأفريقيا خلال هجرتها، لذا فإن قضية إطلاق النار على الطيور لها أهمية عالمية ففي أوروبا ومعظم الدول الواقعة في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وإيران فهناك قوانين تنظم الصيد وكيفية استعمال الأسلحة، لذا نقترح سن نفس القوانين وتطبيقها لكي نعالج المشاكل التالية المتعلقة بإطلاق النار على الطيور في الكويت إرسال رجال الشرطة إلى الأماكن التي يطلق به البعض النار على الطيور من غير مبرر وبشكل غير قانوني خلال 16 أسبوعاً سنوياً أنشاء محميات طبيعية جديدة سن قوانين جديدة لضبط الصيد تماثل القوانين الموجودة في الكثير من البلدان الأخرى، وتوعية الناس بأهمية المحافظة على سلامة الطيور المهاجرة ،التركيز على أهمية احترام التعليمات الاسلامية المتعلقة بمعاملة الحيوانات ونعتقد أنه ببذل قليل من الجهد يمكننا تغيير هذا السلوك السلبي. وبإمكان الكويت أن تكون مكاناً آمناً لتلك الطيور الزائرة من بلدان بعيدة.
تناقص مرعب
من جانبه، عبر رئيس فريق حماية الطيور بجمعية حماية البيئة الكويتية عبدالمحسن السريع عن حسرته بوضع الطيور وقال في الماضي ما قبل السبعينات وهي الفترة ما قبل ظهور وسائل الصيد الحديثة ووسائل الاتصالات المتطورة وسيارات الدفع الرباعي الجديدة، وقبل التوسع العمراني الأفقي، كانت أعداد الطيور المهاجرة التي تزور الكويت هائلة جداً تقدر في الموسم الواحد بمئات الألوف بحيث كنا نشاهد أسرابا من الطيور المهاجرة وهي تمر في سماء الكويت في وقت الهجرة ومن عدة أنواع من الطيور فعلى سبيل المثال، كنا نشاهد أسرابا من حمام القمري كل سرب يقدر بنحو من 150 إلى 200 قمرية، وهذا الطائر له شهرة كبيرة لدى محبي الصيد في الكويت، وهناك أنواع أخرى من الطيور مثل الوز والبط بأنواعه والقطا بأنواعه والحباري والدحاريج بأنواعها والفري، وفي الماضي كنا نشاهد الطيور المهاجرة الصغيرة مثل طيور الجرح الصغيرة والدخل والصعو والبصو بكثرة في حدائق المدارس الحكومية وفي المتنزهات وعلى الأشجار التي في البيوت وغيرها من أنواع الطيور.
وزاد: أما في زمننا الحاضر فالوضع اختلف تماماً حيث تناقصت أعداد الطيور المهاجرة بشكل مرعب ومخيف بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى خصوصا بعد فترة الغزو العراقي الغاشم للكويت في التسعينات وحتى هذا الزمن بحيث لم نعد نشاهد تلك الأعداد الهائلة للطيور المهاجرة تعبر سماء الكويت، تطور وسائل الصيد الحديثة (الشوزن) البنادق الآلية سريعة الرمي وصل بعضها إلى أنها تحمل أكثر من ثماني طلقات في المخزن الواحد لبندقية الصيد، سهولة اقتناء بندقية الصيد من قبل الشباب الصغار وهم الغالبية العظمى من الصيادين ومن غير ترخيص باستعمال السلاح.
عوامل قتل
وأضاف السريع أن «تطور وسائل النقل (السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي) التي سهلت وصول الصيادين إلى أماكن عبور الطيور المهاجرة البعيدة والتي كان يصعب الوصول إليها في السابق، توافر وسائل متطورة للاتصالات مثل هواتف النقال الذكية وأجهزة البحث الملاحية «GPS» التي ساعدت الصيادين على تحديد أماكن الصيد بكل سهولة والرجوع إلى أماكن انطلاقهم مرة أخرى، إدخال أجهزة صوتية حديثة فيها تسجيل لأصوات بعض الطيور المهاجرة خاصة صوت طائر الفري حيث زاد بيع هذه الأجهزة بشكل كبير في السنوات الماضية ما أدى إلى اصطياد أعداد كبيرة جداً من هذا الطائر في السنوات الماضية فأصبح تحت ضغط شديد من قبل الصيادين المتعطشين لصيده سنوياً وافتقار قانون حيازة السلاح الحالي إلى مواد توضح المسؤولية القانونية والجزائية لمن يرخص له حمل السلاح في حال خالف الترخيص الممنوح له، فكل ما هنالك أنه في حال القبض على صياد مخالف تتم مصادرة سلاحه حتى لو كان معه ترخيص وفي حالات معينة يتم تسجيل قضية ضده وتحويله إلى النيابة العامة، أما الذي يتم القبض عليه وهو يحمل سلاحاً غير مرخص فتتم مصادرة سلاحه وأحياناً يتم حجز الصياد لفترة محددة قليلة ثم يفرج عنه بعد أخذ تعهد عليه بعدم العودة مرة أخرى.
طيور مفقودة
وأكد السريع أن أكثر الطيور المحلية التي فقدت من البيئة المحلية في الكويت طائر «أم سالم» المكاء أو الورقة ويعتبر هذا الطائر من الطيور الجميلة التي تفرخ سنوياً في الكويت فهي لا تشاهد الآن إلا في المحميات الطبيعية وبأعداد قليلة جداً وهناك طائر آخر هو «القبرة المقرنة» وهي من الطيور المعششة، فهو كذلك أصبح لا يشاهد إلا في ما ندر، ويرجع السبب الرئيسي لفقد هذه الطيور المحلية إلى الصيد الجائر ثم قلة الأمطار والدمار الذي تعرضت له موائلها التي كانت تعيش فيها يمكن إعادة توطين الطيور المحلية التي قد تكون انقرضت من بيئة الكويت وذلك من خلال التوسع في إنشاء المحميات الطبيعية مع توفير كل الوسائل اللازمة لهذه المحميات من مشارب مياه وحماية أمنية وغيرها من اللوازم الضرورية.
وأكد السريع مازال البعض يحمل مفاهيم خاطئة عن صيد الطيور باعتقادهم أن الصيد هو موروث شعبي ومن التقاليد التي كان يمارسها الآباء والأجداد قديما، هذا الكلام صحيح ولا نختلف عليه ولكن أجدادنا في السابق كان صيد الطيور بالنسبة لهم حاجة ضرورية من ضروريات الحياة حيث تعتبر الطيور مصدرا غذائيا مهما في معيشتهم اليومية والطيور كانت متوافرة بشكل كبير ووسائل الصيد المستخدمة في القديم وسائل بدائية وتقليدية كالسهم والرمح أو بالشباك وهذه الوسائل ليس لها تأثير سلبي على تعداد حجم الطيور، أما الآن فقد توافرت بدائل كثيرة تغني الإنسان عن الحاجة إلى الذهاب لصيد الطيور المهاجرة وذلك بسبب وفرة البدائل كالدجاج والبط والوز الداجن حتى طائر الفري أصبح يربى في مزارع خاصة وينتج بكميات كبيرة ويباع في الأسواق وهو لذيذ المذاق وغيرها من الأنواع التي أصبحت متوافرة في كل مكان، لذلك فأنا أرى أنه لا توجد الآن ضرورة ملحة لصيد الطيور وبالشكل اليومي خاصة في مواسم عبور هجرة الطيور، وهذا اعتبره نوعا من العبث والترف والتفاخر أمام الأصحاب والأصدقاء ما أدى إلى تناقص أعداد الطيور المهاجرة بشكل كبير في الكويت وبعضها لم يعد يعبر أراضي الكويت بسبب كثرة الصيادين المتربصين بها.
وأشاد السريع بالجهود الحثيثة التي يبذلها فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية لحماية البيئة وبالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة لوضع قانون جديد ينظم عملية الصيد الجائر وقد عرضت الجمعية بهذا الخصوص استراتيجية للصيد المستدام تم عرضها ومناقشتها مع عدة جهات معنية بالدولة وتم الاتفاق على بنودها وفي حال إقرارها سيتم وضع آلية لها من خلال إنشاء جهة تضم تحت مظلتها الصيادين وتكون هذه الجهة مسؤولة عن تنظيم التراخيص والصيد في أراضي الكويت ومن ضمنها تحديد نوع السلاح الذي سيستخدم في الصيد وعدد الطلقات المسموح باستخدامها والمواسم المسموح الصيد فيها وأنواع الطيور التي يسمح بصيدها وعددها مع وضع رسوم رمزية للصيد.
مؤشر خطر
من جانبه، قال عضو فريق الطيور التابع لجمعية حماية البيئة راشد الحجي ان التعدي على الحيوانات والطيور في الكويت وقتلها بلغا مراحل خطيرة، ولم تعد هناك هيبة للقانون، حيث نشاهد أثناء رحلاتنا الاستكشافية قناصة ينتهكون البيئة ويقتلون الحيوانات النادرة من دون رادع.
وأفاد بأن الطيور وبرغم من قلتها يقوم البعض بقتل الطائر وقطع ذيله بدم بارد، وبات تتناقص بمعدل فادح في الجزيرة العربية، وفي حال استمرار قتلها سيكون مصيرها الانقراض، ولن يبقى لها وجود، وأضاف: نحن نصطدم خلال دفاعنا عن البيئة يوميا بالمتجاوزين الذين لا يحترمون القانون.
وزاد ان القوانيص يقتلون بطريقة وحشية تشعرنا بأننا في غابة وليس دولة قانون، لافتا إلى أن الفساد البيئي يؤدي إلى تحول المكونات المفيدة المحيطة بنا إلى مكونات ضارة، او أنها تفقد قيمتها، ودورها الطبيعي.
وطالب الحجي وزارة الداخلية وجميع مؤسسات الدولة بالتحرك لمواجهة التعديات على البيئة وقتل الحيوانات والطيور، مؤكدا ان الدولة مقصرة تجاه واجبها بالدفاع عن المكتسبات البيئية التي تشهد تعديا يوميا من المخالفين.
وأشار الحجي الى أن الحل بتكثيف الدوريات الأمنية على الطرق السريعة على مدار الساعة، في فترة موسم عبور الطيور ولمدة زمنية محددة، ووضع خطة محكمة للقبض على مخالفي استعمال السلاح المرخص وغير المرخص في المناطق الممنوع الصيد فيها، مثل الشاليهات والمزارع الخاصة والمحميات الطبيعية والحدود البرية والمناطق الحدودية.
وذكر أن المحافظة على الطيور المهاجرة، يتطلب تعاونا بشكل كبير وبحرص من وزارة الداخلية وتعاونها الإيجابي في خطط الجمعية للحد من مخالفي الصيد، أو مخالفي قوانين حمل السلاح للقضاء على ظاهرة الصيد الجائر الذي تتعرض له الطيور المهاجرة في الكويت.
قوانين للحماية
من جانبه، شدد راصد الطيور محمد خورشيد، على ضرورة سن قوانين لحماية الطيور المهاجرة من الصيد الجائر الذي تتعرض له الطيور يوميا من الصيادين، مشيرا إلى أن الكويت أرض مستقبلة للطيور المهاجرة التي تصلها على طول الطريق من سيبيريا و المحيط الهادي.
وأفاد خورشيد بان الحلول المطروحة كثيرة والحل الامثل لمشكلة الصيد الجائر الذي تتعرض له الطيور واختراق المحميات الطبيعية وإنهاء هذه المأساة التي تعيشها الكويت النشر المتكرر واليومي للمخالفات لعل هذا الامر يسهم في تحرك حكومي بعد الضغطيين الشعبي والإعلامي.
وأضاف أن الكويت تحتاج إلى قوانين أكثر تكيفا ومطورة تواكب البيئة الحديثة وهي الثغرة التي ينبغي شغلها كما في الدول الأخرى المجاورة على سبيل المثال قانون الصيد وعدم وجود قانون يحاسب غير المنضبطين الذين يسببون القتل السنوي في مواسم الصيد لطيور والحيوانات البرية في الكويت و عدم وجود قانون لحماية الحياة الطبيعية في الكويت يعطي الانطباع بان كل شي على ما يرام ولا شيء مهدد وعدم التوعية في اعتقادي من شانه أن يجعل المواطن يعتقد بان على الحكومة المحافظة على البيئة دائما أن يبذل هو مجهود لحمايتها من نفسه وهناك الكثير مما يجب فعله لهذه الأرض لحماية الحيوانات البرية و الموائل الطبيعية و التنوع النباتي فالجمال في الكويت في كل مكان. وأخيرا وليس آخرا سفينة الصحراء أو الجمال التي تعتبر مما لا شك بأنه متصل بثقافة البلد والجميع يعرف انه حيوان مدمر للغاية حيث ينعدم الغطاء النباتي أينما كان وهذا يؤدي إلى هلاك النظم الايكولوجية بأكلمها والتصحر للمناطق، اعتقد أن إبقاء الجمال في مناطق معينة يساعد النظام الايكولوجي على التعافي ويمنع التصحر.
«القوانيص» لـ «الراي»: «ليش ناشبتنا»؟
طالب بعض القوانيص محرر «الراي» بالكف بالكتابة عن القوانيص بالكويت والتحذير منهم، وقالوا إن الطيور ستخرج من الكويت إلى بلد آخر وصيدها أولى لنا نحن من الغير ولا نستطيع أن نرى الطيور تحلق ولا نرميها بالشوزن فكنا من مطالبك ترى «ناشبتنا»
ومن جهة أخرى حاولت «الراي» أخذ آراء أصحاب محال بيع ولكن المهمة لم تتم، بعد ان عرف البائع أن السائل محرر في جريدة «الراي».
كما طلبنا إجراء لقاء مع صاحب المحل ولكن الطلب قوبل بالرفض، وكان البائع الهندي حذرا جدا في الاجابة، ويصمت أحيانا عند بعض التساؤلات ويكتفي بهز رأسه.
«أم صجمة»... القاتل الصامت
طلبت جمعية حماية البيئة اجتماعا عاجلا مع وزارة التجارة لبحث مسألة بيع سلاح أم صجمة الذي يشكل خطرا كبيرا على الطيور كونها لاتصدر صوتا مدويا وتخدع الطيور وتسهم في قتلها بشكل كبير كما أنها خطر على الانسان وتسمى القاتل الصامت.
قوانين و خطط توعية بطرق الصيد
الناشطة في مجال الطيور كانزنلا كريستين طالبت بسن قوانين جديدة لضبط الصيد وتنظيم وتحديد وقت ومكان الصيد وأنواع الطيور التي يمكن صيدها، وتحديد عدد معين من الطيور التي يمكن للشخص الواحد أن يصطادها ويجب أن تمنح الرخص لحيازة الأسلحة للناس الذين يحققون الشروط وتدريب خاص في المسؤوليات الأخلاقية في الصيد والتوقيع على التعهد باستعمالهم لأسلحتهم بالمسؤولية وقفاً للتعليمات الإسلامية.
كما طالبت بوضع خطة تربوية وتعليمية وتثقيفية للتوعية والتنشئة على أهمية حماية الطيور، وتدريس القضايا البيئية في المدارس. والتركيز على التعليم الإسلامي المتعلق بمعاملة الحيوانات والذبح بطريقة الحلال فقط. ولقد بينت بوضوح الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة أن علينا مسؤولية تجاه كل مخلوقات الله في الأرض ومن الواجب علينا معاملتهم كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. مثلاً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قتل عصفورًا عبثًا عج (صاح بالشكوى) إلى الله يوم القيامة، يقول: يارب إن فلانًا قتلني عبثًا ولم يقتلني منفعة». كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً (أي هدفاً للرمي).
كما ذكرا انه يمكن استخدام الإعلام كالدعايات التلفزيونية والمقالات في الصحف المحلية لتوعية الناس بمشكلة إطلاق النار من أجل المتعة أقامة والندوات في المدارس والمعاهد والجامعات والعروض في المجمعات والنوادي الصحية والمركز العلمي وأماكن عامة أخرى توزيع الكتيبات وتعليق اللوحات.
تجفيف الأهوار... انقراض وازدهار
أسهم تجفيف الأهوار في العراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية بانقراض أنواع عديدة من الطيور وزادت أعداد أخرى من الطيور توافدت على أراضي الكويت خصوصا في مزارع العبدلي بسبب قربها من الحدود العراقية وتوافر الأشجار والمياه والغذاء، فمثلاً طائر البلبل «الخد الأبيض» وطائر الهازجة «الطنيفة أو النمنمة» وكذلك طائر الزقزاق الهندي وهذا الطائر يعشعش بكثرة في مزارع العبدلي الآن وأيضا طائر الثرثار الأفغاني وهو طائر اجتماعي يعيش بشكل مجموعات وهو يعشعش ويفرخ في مزارع العبدلي.
حليمة... غاضبة
عبرت راصدة الطيور حليمة بوغيث عن سخطها الشديد بسبب انتشار القوانيص في الكويت وقالت: أنني قمت بعمل معرض للصور يبين مدى الكارثة التي حلت في الطيور والصيد الجائر ونتائجه السلبية على البيئة في الكويت ومع الاسف وجدت تجاهلا من البعض وعدم اهتمام وفي بعض الاحيان سخرية.< p>< p>