سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / نعمتان

1 يناير 1970 08:00 ص
| سلطان حمود المتروك |

النعم هي خير ينزلهُ الكريم على عباده ليتلمسوا آثار نعمتهِ ويشكروه على ما أفاض عليهم من خير، وذلك بالعمل الصالح وإسداء الخير للآخرين، وهناك من النعم نعمتان مجهولتان لا يحس بهما الإنسان إلا إذا فقدهما وهما، الصحة في الأبدان والأمان في الأوطان، ولعل جلسة البرلمان الأخيرة أعطت ملامح كثيرة عن هاتين النعمتين المجهولتين، ففي تفنيد التوصيات الخمس والثلاثين من وزارة الداخلية تبين الكم الهائل مما ينوء به المجتمع من حقائق لابد وأن توضع لها الحلول الشافية، فالسلاح وتناثره يعمل على إثارة القلق وبث الرعب والمخافر ومدى فاعليتها في نشر الأمن واستقراره اثر في بث روح الطمأنينة والمخالفات المرورية وكثرتها ومدى تفعيل القانون في الحد منها وإعطاء مقترفيها جزاءهم بالقسطاس المستقيم له أثره الايجابي في نفوس الناس.

ولعل الحملات الأمنية لبعض الأماكن والأسواق والمناطق وضبط الكثير من متجاوزي القانون لهو دليل على تفاقم هذه المشكلة وتطاول الأيام عليها، فإذا كانت هذه الحملات ضبطت في مدة محدودة 17824 وافداً هو أكبر الأدلة على تناثر أعداد كبيرة من متجاوزي القانون والذين يعملون في أعمال ليس لكفلائهم علم بها إنما البعض أتى بهم وزجهم في الشوارع من دون النظر إلى المشاكل التي قد تحدث جراء هذه القضية، فعسى أن تشمر سواعد الجد في تنفيذ القانون وتنظيف الشوارع ممن يعملون على إثارة الفوضى، ولعل المشرع يقوم بإصدار القوانين الأمنية التي تعمل على معاقبة العامل و رب العمل الذي يجلبه ويتركه وشأنه.

وعسى أن توضع الخطط للقضاء على الشركات الوهمية وتنظيف المجتمع من آثارها.

عزيزي القارئ، أما النعمة الثانية فهي نعمة الصحة ولابد من توفير المناخ النظيف الذي يعمل على تهيئة الوقاية لتسير جنباً إلى جنب مع توفير المستلزمات الطبية وجلب الخبرات والامكانات والعناية ببيئة المرضى.

وهذه الأمور الوقائية تتلخص في استصدار قوانين مشددة للذين يعملون على الاتجار بالأغذية الفاسدة وكشفهم وتبيان أسمائهم حتى يتعرف المجتمع على المتسببين في نشر الأمراض، والثاني النظر في مناطق سكن العمال وما يجري فيها من خلل يعمل على نشر المرض في مجالات متعددة.

والأمر الثالث، الاهتمام بالتغذية وطهي الطعام داخل المنازل حتى يأكل الجميع من أياد نظيفة وطاهرة.

أماه قد دلفت ليالِ دون أن

أهوى إلى التفكير فيك وأغرقُ

سلمت يداكِ فما طعام هزني

ولغير طباخكِ لم أكن أتذوقُ