| سالم خضر الشطي |
«يعجبني في إيران وقوفها مع من تُحالف حتى الرمق الأخير، بينما أصدقاؤنا العرب لا يقفون معنا إلا عندما يبدأ عدوّنا بالتقاط أنفاسه الأخيرة». هيثم المالح
***
دعم الخليج لمصر «مبارك» كان غير محدود الكم ولا الكيف، دعم مباشر وغير مباشر، حتى وصل الأمر لكفالتها في شراء الأسلحة أو اقتراض القروض العالمية! وكان مبارك يأخذ منها النفط ومشتقاته على أن يسدد لاحقا... فيسقط الثمن مع الوقت بلا تسديد!!
هذا الدعم كان مقابل موقف مصر تجاه أزمة الخليج وتحركاتها ومواقفها العامة التي لم تكن تخالف هواهم ولا تعليمات «ماما أميركا» غير السامية!
انقلب هذا الدعم رأساً على عقب بعد ثورة مصر وفوز الاخوان المسلمين في مقاعد البرلمان «المبطل» ومن ثم الرئاسة! فأصبح أول شرط يواجه مصر حين تطلب النفط ومشتقاته -مثلا- أن يكون الدفع «كاش»! بتعمد واضح لاستغلال الظروف غير الطبيعية التي تمر بها مصر «مرسي»!
دول الخليج التي لم تلبِ لمصر اليوم 10 في المئة من احتياجاتها؛ تضغط عليها لتسجيل مواقف معينة أو اتجاه معين بلا مقابل يذكر، حتى أن الرئيس مرسي رجع من زيارته للخليج خالي الوفاض بعد أن طلب مساعدتهم في دعم العمود الفقري للعروبة والإسلام.. مصر.
أمرهم غريب، يرفضون اتفاقيات مصر مع إيران، ويكشفون للأخيرة بطنهم لتدوسها بكل بطء وبخترة!
خوف الخليج من الثورات وفزاعة الإخوان المسلمين جعلهم يتناسون الخطر الإيراني الذي ترجمته على أرض الواقع التهديدات المتكررة من مسؤوليهم على مختلف الأصعدة، وأنستهم أن الخليج محاصر من شماله وشرقه وجنوبه، وأن متنفسهم الوحيد هو جهة الغرب.. مصر.
فدفعوا بأبواقهم الإعلامية لنشر سيل الاتهامات غير الموضوعية، ونفخ فقاعات «الشبكات الإخوانية»، في مقابل غض الطرف عن شبكات التجسس «الواقعية» لصالح الشرق الإيراني!
الخوف أثر على السياسات الخليجية داخلياً وخارجياً، فأضاعت البوصلة، ونسيت الجزر الإماراتية المحتلة، ومحاولات اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، ومحاولات تفجير الحرم المكي، والدعم المباشر لثورات البحرين، وشبكات التجسس المتعددة لديها، والتهديدات المتكررة الصريحة التي لا تحتمل أي لبسٍ أو خطأ! وجعلت بين عينيها خطر الإخوان المسلمين في الثورات ومحاولة الوصول للحكم، كالذي كذب الكذبة وصدقها!
دول الخليج تحتاج إلى من يرش الماء البارد عليها ليوقظها من رقادها وأحلامها فتنتبه إلى واقعها، وأن عليها دعم مصر، لا أقول مصر «مبارك» أو «مرسي» بل مصر العروبة والإسلام، التي تمر بمنعطف تاريخي خطير قد يؤثر على خريطة العالم العربي والإسلامي كله! بدلاً من دعم كل ناعق بالإعلام ضد النظام، أو الدعم غير المباشر للبلطجة هناك بمختلف أنواعها، وليتقوا الله في أنفسهم، وأوطانهم، وأمتهم.
***
برودكاست 1:
فخامة الرئيس محمد مرسي، انتبه لخطر إيران التي لا تهرول عبثاً أبداً، فهي لن تقدم لك مساعداتها الاقتصادية وسيّاحها لسواد عيون مصر العربية المسلمة! بل لتصدير ثورتها ولمصالح أخرى. فأرجو ألا تضحي بمصر من أجل الاقتصاد! ولا تكن بوابة الدخول، فالمناصب لن تدوم، ولا تعلم من سيأتي بعدك، ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك، وتذكر يا فخامة الرئيس.. إنها مصر القاهرة!
اقرأوا التاريخ إذ فيه العبر ** ضل قوم ليس يدرون الخبر.
***
[email protected]
Twitter: @slm_alshatti