طبيب القلوب فتح قلبه ساعتين لقراء «الراي» ولم يبخل بوصفة أو نصيحة أو تحذير

إبراهيم الرشدان: أمراض القلب تتصدّر أسباب الوفيات في الكويت... والعجز الجنسي من نتائجها

1 يناير 1970 04:28 ص
| كتب فهاد الفحيمان |

بعيدا عن غرفة العمليات، وبلا «مريوله» الأخضر... وبتبادل للأدوار احتضنت ديوانية «الراي» استشاري أمراض القلب الدكتور ابراهيم الرشدان** ليفتح لنا قلبه بالحب والمودة، وهو المعتاد على مداواة قلوب المرضى حاملا اليها الشفاء والسلامة.

هنا في «الراي» بلا مبضع وبلا جروح... وبكل الود والمحبة سبحنا إلى أعماق قلب الرشدان بإرادته ومن دون تخدير، بل قابل سبرنا والقراء لأغوار ذلك القلب بالترحاب والتجوال معنا في أركانه، فعرفنا غير ما كنا نعرفه عن ابراهيم الرشدان الطبيب الذي يضع بين يديه المرضى مصائرهم وهم يضعون لله أولا وبين يديه أمل الشفاء مما ألم بهم، فاكتشفنا سعة الصدر والشفافية والصبر، فلم يكل ولم يمل من كثرة الاتصالات، ولم يبخل على سائل بمعلومة أو استشارة أو وصفة علاج على مدى ساعتين من الوقت لم يعرف فيهما جرس الهاتف توقفا. أعطى الوصفة حين رأى الحالة واضحة، وحذر عندما استشعر بأمر يحتاج إلى مزيد تشخيص ووقوف على الحالة شخصيا، ونبه من كل ما قد يسمعه مريض القلب من إشاعات تبث الرعب في نفسه وهي في حقيقتها غير صحيحة.

وبقدر ما كان شفافا وصريحا مع المرضى، كان كذلك في تشخيص الوضع الصحي في الكويت واصفا العلاج الناجع للارتقاء بخدماتها، الذي وجده في «استقلال المحافظات» ماليا وإداريا عن الوزارة حتى تتمكن كل محافظة من تلمس حاجة مستشفياتها ومستوصفاتها وتلبيتها بسرعة وبلا دخول في إجراءات روتينية طويلة.

ولم يغفل الدكتور الرشدان أن يعبر عن الفخر بما حققه أطباء بلده من إنجازات طبية أصبحت معلما مهنيا، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الأفلام التي تحتوي على العمليات التي أجراها الأطباء الكويتيون تدرس في الجامعات التركية وتنقل عبر الأقمار الاصطناعية إلى أميركا واليابان وكندا وأوروبا وذلك بفضل تميز هذه الكفاءات الوطنية ورغبة العالم بالاستفادة منها.

وعرج الدكتور الرشدان على أبرز الأمراض التي يعاني منها المواطن الكويتي، مشيرا إلى أن ثلث الكويتيين معهم مرض السكر، فيما يشكل المدخنون نسبة 37 في المئة منهم، و83 في المئة لا يمارسون الرياضة، ما يضاعف أعداد المصابين بالسمنة، مشيرا في هذا الإطار إلى ان المستشفيات تشهد 30 عملية جراحية لتخفيف الوزن يوميا، فيما تشكل أمراض القلب السبب الأول للوفيات بين المواطنين. واستعرض الدكتور الرشدان خلال ردوده على الاتصالات كثيرا من القضايا الطبية نتابعها في السطور التالية:



• ما التعريف العلمي لعضلة القلب؟

- القلب هو عبارة عن عضلة تضخ الدم الى جميع اجزاء جسم الانسان وتقوم بعملية الانبساط والانقباض، ويبدأ القلب بالاثار الجانبية والاوجاع بسبب الشرايين التي تصاب بالترسبات الناجمة عن الكوليسترول او انماط الحياة كارتفاع السكر او التدخين بشكل مفرط، او العوامل الوراثية او السمنة، والتي قد تقود المريض الى التجلطات في نهاية المطاف.

• كيف يمكن تفادي الاصابة بالتجلطات؟

- يمكن تفادي هذه الاصابة من خلال الوقاية والعناية والاهتمام بأمراض القلب والمتمثلة في التوقف عن التدخين وتخفيف الاوزان الزائدة وزيادة القدرة في السيطرة على مرض السكر والضغط، بالاضافة الى الحرص على الرياضة الدائمة.

اما من يصاب بمثل هذه الجلطات فهناك العديد من العلاجات الطبية التي يمكن استخدامها لعلاج المصابين كالأدوية التي تقدم اثناء الجلطات الحادة او العلاج عن طريق البالون او القسطرة العلاجية.



الهجرة إلى... الخاص

• شهدت الأعوام الأخيرة هجرة الكوادر الطبية الكويتية عن مستشفيات وزارة الصحة؟

- ان الطبيب شخص مهني يسعد بأداء العمل على أكمل وجه ولهذا يحتاج لان تتضافر الجهود في تهيئة الاجواء والظروف امامه لكي يتمكن من اداء مهام عمله، فالطبيب لا يريد خوض التفكير بالامور الادارية والسياسية، وطالما باتت هذه الاجواء غير متوافرة في المستشفيات الحكومية يبدأ يبحث عنها في الخاصة التي شهدت نجاح العديد من الاسماء الكويتية وتميزها.

• كيف تقيم المستشفيات اداء الاطباء العاملين لديها؟

- تقييم اداء الاطباء في القطاع الحكومي غير منصف، لان جميع الاطباء يحصلون على تقدير امتياز، وهذا مع الاسف امر غير معقول لانه يهضم حق من يريد ان يعمل ويتميز في خدمة المرضى، بينما يكون تقييم اداء الاطباء في المستشفيات الخاصة على المردود المادي في نهاية السنة، وان لم يكن الاداء متميزا.

• كيف تصف اجواء العمل في مستشفيات وزارة الصحة؟

- وزارة الصحة كبيرة جدا وتضم 46 الف موظف 13 في المئة منهم اطباء، وهذا يكشف ان الاطباء هم الجزء الاصغر من بين طواقم وزارة الصحة في حين كان من الاولى على الوزارة ان تكون شريحة الاطباء هي الاكبر، لا كما هو الحال الذي جعل اكثر من 20 في المئة من العاملين في وزارة الصحة هم من الاداريين الذين لا يقومون بالعمل المطلوب منهم، وهو تسهيل عملية دخول المرضى للعيادات الخارجية او الحوادث، إلا ان غياب هذه الرقابة جعل الطبيب يعاني من اوضاع غير مشجعة للعمل، فالفوضى وغياب المسؤولية يفقد العمل اهميته وتميزه، خصوصا ان الواجب على كل طبيب فحص لا يقل عن 50 حالة يوميا ما ضيع الهدف الرئيسي لعمل المستشفيات، والذي ابتعد عن ضرورة راحة المريض ولهذا فالنظام الذي تدار به آلية العمل بات يحتاج الى غربلة وترميم لتصحيح الاوضاع وتفادي الاخطاء.

• إذاً ما ابرز المشاكل التي يعاني منها الطبيب في التعامل مع مرضى المستشفيات الحكومية؟

- ان اهم المشاكل التي تواجه الطبيب المعالج هو وجود العديد من المرضى في غرفة الفحص ما يصعب معه على الحالة الشرح بإسهاب عن اسباب ومسببات المرض الذي يعاني منه، وهو ما يجعل الطبيب غير قادر على التشخيص الدقيق بسبب اخفاء المريض لبعض المعلومات حرجا من المراجعين.



استقلالية المحافظات

• ما سبل علاج هذه المشاكل من وجهة نظرك؟

- إن جميع هذه المشاكل ستجد طريق الحل إذا وضعت وزارة الصحة احترام حق المريض وضرورة توفير العلاج المناسب له، فمن غير المعقول ان جميع المستشفيات والمراكز الصحية والمختبرات تتبع إدارة واحدة، ولهذا فإن الاستقلالية الذاتية هي الحل لأن الكوادر والطواقم العاملة في المستشفيات هم وحدهم الأعلم بما يحتاجه المستشفى.

• ماذا تقصد باستقلالية المناطق الصحية؟

- ان هذه الفكرة يجب أن تأخذ طريقها للتطبيق، خاصة إذا ما نظرنا الى المملكة العربية السعودية التي منحت وزارة الصحة فيها استقلالية إدارية ومالية لمديري المستشفيات، بالاضافة الى حق تقدير احتياجات المستشفى ولهذا فإننا نريد تشكيل مجالس في المستشفيات تعمل وفق استقلالية إدارية ومالية تعمل تحت مظلة المناطق الصحية المستقلة عن روتين العمل الطويل في الوزارات. واستقلال بعض الهيئات في الكويت أثبت جدواه وخير مثال هيئة المعلومات المدنية التي برهنت حقاً دقة العمل وسرعة الانجاز، فلهذا أرى ان استقلال المناطق الصحية هو الحل الأمثل في القضاء على جميع مشاكل المرضى، لأنه من غير المعقول ان يعجز مدير منطقة عن تأثيث مكتب صغير يراه هو مناسباً لحاجة المرضى إلا بعد روتين طويل من المراسلات التي قد لا تسمح في نهاية المطاف.

هذا بالنسبة لأثاث مكتب فكيف لو كان الحال حاجة المنطقة لتخصص نادر من الاطباء ويمنع من قبل الوزارة بسبب الروتين أو ارتفاع الأجور، لأنه قد يحتاج الى 15 ألف دينار في الشهر أو أكثر، في حين لا يتم استقدام هذا المتميز بسبب الميزانية، ولاسيما ان وزارة الصحة حددت كحد أعلى لراتب الدكتور 5 آلاف دينار وهذا الراتب لا يمكن ان يقبله أي دكتور متميز في عمله، ومن يقبل تكون لديه اسباب اجتماعية او اعتبارات أخرى.

ولهذا يجب أن يعطى الحق والثقة لمدير المستشفى للتعاقد مع الاطباء المتميزين دون الخضوع لسقف راتب وزارة الصحة، فالاستقلالية المالية والادارية هي الحل المناسب للمشكلة الصحية في أي بلد.

• هل وزارة الصحة تقدم الامتيازات اللازمة للطبيب الكويتي؟

- الطبيب الكويتي يسعى الى علاج المرضى بالصورة السليمة لأن هناك الكثير من الاطباء الكويتيين المتميزين الذين تخرجوا في أكبر الجامعات الأميركية أو الكندية أو الاوروبية، وجاؤوا الى بلدهم لترجمة هذا العلم الذي اكتسبوه على أرض الواقع حتى يستفيد المجتمع من خبراتهم، ولهذا السبب فإن من أسعد اللحظات عند الطبيب الكويتي هو تيسير وتسهيل سبل أدائه لعمله، وهنا تكمن أهمية دور وزارة الصحة التي يجب عليها تذليل كل العقبات التي تعترض طريق نجاح العمل وتوفير الأجهزة الطبية الحديثة والكوادر الإدارية اللازمة لتنظيم عملية دخول المرضى الى غرف العيادات الخارجية.



الطبيب الكويتي وثقة المريض

• كيف استطاع الطبيب الكويتي أن يكسب ثقة المريض؟

- فترة عملي بالمستشفى الصدري مكنتني من زرع الثقة في نفس المريض بقدرات الطبيب الكويتي، ولكن علينا ألا ننكر عقدة الطبيب الأجنبي لدى الكثير من الناس، لكن الأيام والتجارب أثبتت قدرة الكوادر الكويتية على نيل ثقة المرضى.

• كيف يمكن لمرضى القلب تفادي العجز الجنسي؟

- مرض القلب هو مرض شرايين والعجز الجنسي يكون بسبب الشرايين وضعفها في تغذية منطقة الحوض، وبالتالي تضعف عملية الانتصاب عند الرجل ووجود العجز الجنسي يعد أمراً شائعاً عند مرضى القلب، ولهذا ننصح المرضى باستخدام المقويات الجنسية كالفياغرا إذا ما شعروا بالعجز عن أداء الوظائف الجنسية، وذلك وفق استشارة الطبيب حتى لا تتعارض هذه المنشطات الجنسية مع أدوية القلب وتسببها بأعراض جانبية.



إحصاءات وأرقام

• هل هناك إحصاءات لمرضى القلب؟

- ان انتشار أمراض القلب يعود إلى اختلاف نمط الحياة لدى الإنسان، ولهذا لدينا أعداد كبيرة تراجع عيادات أمراض القلب في الكويت ولدينا مشكلة كبيرة جداً تكمن في انتشار السكر بين مرضى القلب بعدما وصلت إلى 70 في المئة من مرضى القلب الكويتيين مصابين بمرض السكر، وهي النسبة التي تعد الأولى على مستوى العالم، ولدينا 37 في المئة من الشعب الكويتي مدخنون بالإضافة إلى وجود 83 في المئة من الشعب الكويتي لا يمارسون الرياضة، وهذه الأرقام تبين أن لدينا مشاكل تحتاج إلى حلول جذرية وفق أنماط صحية حتى يمكن توفير سياج صحي يمنع من خلاله زيادة أعداد مرضى القلب في الكويت.

• ما أهمية الرياضة بالنسبة لمرضى القلب؟

- ممارسة الرياضة من أهم الأسباب التي تحافظ على صحة الإنسان، لأن فيها ما يزيد على 600 فائدة تعود على جسم الإنسان، فهي تمنع السكر وتقي من الكوليسترول وتعالج الضغط والسمنة وهشاشة العظام ومشاكل الرئة وتمنع سرطان القولون والبروستاتا وتقوي عضلة القلب، وهذه الفوائد لا يمكن حصرها، ولهذا نوصي بها المرضى والأصحاء.

• ما أسباب انتشار السمنة في الكويت وتأثيرها على أمراض القلب؟

- ان انتشار السمنة في الكويت بات يشكل قلقا كبيرا بالنسبة للمتخصصين لأن هناك ما يزيد على 30 عملية لربط المعدة أو تغيير المسار أو تخفيض الوزن وهذا مؤشر خطير جدا، إلا اننا نفتقد إلى العمل الجاد وإلا كيف للدولة ترك ثلث الشعب الكويتي يعانون من أمراض السكر، ولا يوجد احصاءات دقيقة لمرضى القلب في الكويت، إلا ان هذه الأمراض تحصد أعلى نسبة من الأرواح سنوياً في الكويت حتى احتل عدد الوفيات بسبب أمراض القلب المرتبة الأولى بين أسباب الموت الأخرى.



صمامات القلب

• متى تم استخدام تقنية تبديل صمامات القلب عن طريق القسطرة؟

- تم استخدام تقنية تبديل صمامات القلب عن طريق القسطرة في عام 2004 وكانت حالات بحثية واستمرت الدراسات حتى عام 2007 والذي شهد العالم خلاله استخدام هذه التقنية، في حين كانت الكويت هي الأولى من بين دول المنطقة في استخدام هذا النمط العلمي الجديد وكان ذلك في عام 2009 وأصبحت اليوم أكثر تطوراً من ذي قبل، وفي مستشفى الصدري نجري العديد من هذا النوع من العمليات التي بلغت نسبة نجاحها أكثر من 95 في المئة.

• وأي الدول التي تراها مناسبة لإجراء مثل هذا النوع من القسطرة؟

- ان التقنيات الطبية في الكويت جعلتها من أفضل الدول التي تقدم هذا النوع من العمليات، وذلك بسبب قلة تكاليفها وتقدم تقنياتها مقارنة مع أرقى المستشفيات العالمية، ولهذا أدعو الجميع الى الاقدام لاجراء هذه العمليات دون خوف فالكوادر الكويتية أصبحت قادرة ومتمكنة لمثل هذه العمليات الدقيقة.

• هل ظهور الطفح الجلدي بسبب أدوية أمراض الضغط؟

- ضغط الدم يحتاج الى تغيير الأدوية حتى يقتنع الطبيب المعالح بملاءمة الدواء المستخدم لحالة المريض وسجلت الاحصائيات ان أكثر من 90 في المئة من مرضى الضغط يحتاجون الى أكثر من نوع واحد من العلاج، والطفح الجلدي يأتي عادة بسبب الأدوية الجديدة على جسم الإنسان.



ضربات القلب

• ما أسباب سرعة ضربات القلب؟

- ان ضربات القلب ترتفع وتنخفض لعدة أسباب، إلا أنها لا تشكل خطراً على حياة الإنسان ومن يعاني من سرعة ضربات القلب عليه بممارسة الرياضة المتدرجة شريطة ان تكون نصف ساعة في خمسة أيام بالأسبوع، والتي ستكون سبباً في تنظيم ضربات القلب، وعلى من يعانون من سرعة ضربات القلب عدم الخوف أو القلق لأنها بمثابة زيادة رفات العين التي عادة لا يهتم بها الإنسان.

• ما علاقة الغدة الدرقية بزيادة سرعة دقات القلب؟

- إن الشائع في الكويت إجراء تحليل الغدة الدرقية لمن يعاني سرعة ضربات القلب، وهذا غير مجد لأن الغدة الدرقية تتسبب في حالات نادرة جداً بسرعة ضربات القلب ولهذا يجب عدم التفكير بها والبحث عن الاسباب الحقيقية لزيادة هذه الضربات.

• هل هناك علاقة بين آلام الجهة اليمنى من القفص الصدري وأمراض القلب؟

- شعور الإنسان بالألم والتعب بعد ملء المعدة بسبب بذل أي مجهود يؤكد وجود مشكلة حقيقية بالقلب ولا علاقة للمعدة في هذه الآلام، ويجب على المريض إجراء الفحوصات اللازمة لعلاج المرض.

• ما أبرز مشاكل ارتفاع ضغط الدم؟

- ان ضغط الدم العالي يتسبب بخمس مشاكل قد تصيب المريض، كالجلطات الدماغية واختلال شبكية العين والفشل الكلوي وأمراض شرايين القلب والجسم، ولهذا يجب توفير العلاج المناسب له حتى يصبح لدى المريض كنترول وسيطرة على ضغط الدم يجب متابعته بشكل دقيق حتى لا تحدث أعراض سلبية أخرى والعلاج إما عن طريق الادوية واما بالقسطرة.

• كيف يمكن علاج ضغط الدم العالي بعمليات القسطرة؟

- عملية إجراء القسطرة لعلاج الضغط العالي فكرة حديثة وعلم متطور تمكن العلماء من اكتشافها والتي تكمن في العزل العصبي للكلى والتي لجأ إليها الاطباء للأشخاص الذين لم تتمكن أدوية الضغط من تنظيم درجاته في أجسامهم، فهي نوع خاص لفئة معينة، واستطاع الاطباء في الكويت اجراءها للحالات المستفيدة من هذه التقنية إلا أن نتائجها تتضح بعدما يقارب الشهر.

• كم تكون نــسبة انخـفــاض الضغط مع هذا الـــنوع مـــن العملــيــات؟

- ان الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت حول هذا النوع من القسطرة أكدت فعالية هذه العمليات وتمكنها من تنزيل الضغط الى ما يقارب 30 في المئة وهي نسبة ممتازة، خاصة ان تلك الأبحاث والدراسات أكدت ان 70 في المئة من المرضى الذين أجريت لهم هذه العمليات حققت نجاحات باهرة لديهم ولم يعودوا محتاجين لأنواع الأدوية التي لم تكن ذات فائدة معهم قبل إجراء العملية.



قسطرة القلب

• هل يمكن إجراء عمليات استبدال صمام القلب عن طريق القسطرة؟

- ان العلم الحديث تمكن من اجراء عمليات استبدال صمام القلب عن طريق القسطرة والتي تعد تقنية حديثة لا تستدعي الجراحة ما جعلها أكثر أمناً وراحة للحالات التي لا يمكن اخضاعهم للعمليات الجراحية ككبار السن وأصحاب الأمراض الأخرى، أما بالنسبة للشباب وأصحاب الاجسام والبنية السليمة فلا مانع من إجراء الجراحة لهم لتمكينهم من تركيب صمام للقلب.

• ومتى يشهد العالم تــوقف عمليات الجراحة بالـنــسبة للـــقـلـــب؟

- ان الأبحاث العلمية مستمرة ولن تتوقف، وقد يشهد العالم توقف جراحة القلب خلال الفترة القريبة المقبلة نتيجة لتطور العلم وتقنياته الطبية.

• ما أشهر أمراض القلب لدى الأطفال؟

- ان أشهر أمراض القلب عند الاطفال تكمن في ضمور في العضلة أو الصمامات أو الفتحات الناجمة من العيوب الخلقية ويمكن علاجها عن طريق القسطرة،بعكس الفترات السابقة التي كان خلالها الحل الوحيد هو العمليات الجراحية ولدينا أطباء قلب اطفال كويتيون متميزون في أداء عملهم.

• هل هناك اختلاف بين أمراض القلب لدى النساء أو الرجال؟

- ان المرأة معرضة للإصابة بأمراض القلب لكن ليس كالرجل، لأن أثناء فترة وجود الدورة لدى المرأة تفرز الهرمونات التي تساعد على حماية المرأة من هذه الاصابة، لكن بعد انقطاع الدورة يمكن اصابتها بأمراض القلب التي عادة ما تكون أكثر خطراً من تلك الأمراض التي تصيب الرجل، وهذا يعني ان اصابة المرأة عادة ما تكون متأخرة نوعاً ما في العمر مقارنة مع الرجل الذي قد يصاب في سن مبكرة، أما اذا كانت المرأة تعاني من أمراض السكر أو ضغط الدم أو شراهة التدخين فإنها قد تكون عرضة للاصابة بأمراض القلب في سن مبكرة وقبل انقطاع الدورة الشهرية لديها، ولـهـــذا عـــادة ما ينصح الاطباء بعدم اهــمـــال اي عارض يــعـــاني مـــنه الإنسان سواء كـان الـــرجل أو المرأة دون اللجوء الـــى استشارة الطبيب المختص.



حالات نادرة

• ما أكثر الحالات تعقيداً من بين الحالات التي عالجتها؟

- إن عمل الطبيب يتميز بمتعة كبيرة فكل حالة لدينا مختلفة، وبالتالي تحتاج شطارة كبيرة من الطبيب المعالج في التعامل مع كل حالة، فلا تشابه في وصفات العلاج لأن كل الحالات التي تراجعنا هي حالات نادرة نحرص على إرضائها وعلاجها وان كانت تعاني من تعقيدات مرضية، فالطب لا يعرف المستحيل والدليل علاج العديد من الحالات في الكويت والتي تلقينا عليها إشادات سواء كانت محلية أو خليجية أو عالمية.

• هل تختلف وصفات العلاج من بلد لآخر؟

- ان وصفات العلاج في الكويت تختلف عنها في بريطانيا أو أميركا أو كندا، لأن الواجب على الطبيب إدراك أبعاد سلوكيات وطبيعة المجتمع، فلابد أن يكون لدى الدكتور وعي بأسباب المرضى لكي يتمكن من التشخيص السليم وبالتالي من العلاج الصحيح الذي تحتاجه الحالة المستهدفة.

• ما الهدف من النقل المباشر لعدد من العمليات التي أجريتها لبعض الحالات؟

- إن عمليات النقل المباشر التي حدثت لبعض العمليات التي أجريتها كانت ذات أصداء كبيرة وذلك بشهادة المحافل الدولية التي تابعت معي إجراء العمليات، ومنها اليابان ولبنان وفرنسا وأميركا وباريس، بالإضافة إلى حضور ومتابعة قرابة 14 ألف طبيب متخصص في القسطرة لعدد من العمليات التي أجريتها في المستشفى الصدري، وحصلنا على شهادات إشادة كبيرة من هذه المحافل الدولية، كما لا يفوتني أن أذكر الزيارة التي قام بها وفد من الأطباء الفرنسيين الذين قاموا بتوثيق عمليات القسطرة التي أجريناها في مستشفى الصدري بأفلام وثائقية تم عرضها في مؤتمر أطباء القلب بتركيا التي كانت تدرس كوادرها على فيلم أطباء كويتيين تم تصويره في المستشفى الصدري، فهناك كثير من الأطباء سيتلقون تعليمهم على هذه الأفلام التي تم تصويرها في الكويت.

• هل هناك سن معينة لدى الإنسان تضعف معه عضلة القلب؟

- ان هذا خطأ شائع، فعضلة القلب تبقى قادرة على العمل دون كلل أو ملل فلا تضعف عضلة القلب مهما طال عمر الإنسان إن لم يكن هناك أمراض تتسبب بما يعيق هذه العضلة عن عملها.

• رتب لنا مسببات أمراض القلب حسب الأولوية بالنسبة للرجل والمرأة؟

- مسببات أمراض القلب لا تختلف بين الرجل والمرأة ويأتي ترتيبها وفقاً لما يلي: التدخين والسمنة وأمراض السكر والكوليسترول والأمراض الوراثية وضغط الدم والتوتر العصبي.





إبراهيم الرشدان... إنجاز وتميز

 

في لمحة عن رحلته مع الطب وأبرز إنجازاته قال الدكتور إبراهيم الرشدان: إن رحلة تعليمي وتخصصي في مجال الطب استغرقت 17 سنة دراسية، ولهذا لا أفكر في المكاتب والديكورات بل أريد من يقول لي «هذا الميدان يا حميدان»، لكي أواصل العمل بالليل والنهار بحثاً عن خدمة المجتمع وتعميم الفائدة.

وأضاف: ان هناك الكثير من الأعمال التي قدمناها لخدمة المرضى وهو ما نراه واجباً علينا كأطباء تجاه المجتمع، والتميز يأتي عندما يحب الإنسان عمله، وهذا الحب جعل لدي براءة اختراع لصناعة عدد من الأجهزة الخاصة بعمليات القسطرة القلبية لحل بعض المشاكل التي لم يفكر بها الآخرون، وهنا لا يفوتني إلا أن أذكر أسرة مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع بقيادة الدكتور عمر البناي الذي قام بعمل جبار لرعاية المخترعين وتحويل أفكارهم إلى منتج يمكن استغلاله والاستفادة منه ما جعل لدينا منتجات طبية كويتية.





الطبيب الناجح... وقلب الحامل



حول مواصفات الطبيب الناجح ومدى قدرته على مراعاة الجانب النفسي للمريض قال الرشدان: إن الطبيب الناجح هو الذي يستطيع أن يخرج المريض من حالته النفسية السيئة وحثه على تحدي المرض والتغلب على مشاكله، ولأن الجانب النفسي مهم جداً بالنسبة لعمل الطبيب أوصت قبل فترة وجيزة الجمعية الأميركية للقلب بإيجاد تخصص نفسي لأطباء القلب حتى يتم تطوير قدرات الأطباء في التعامل مع المرض.

وفي ما يتعلق بالمرأة الحامل ومدى إصابتها بأمراض قلبية قال: إن إصابة المرأة الحامل بأمراض القلب نادرة جداً، لكن هناك حالات يمنع الحمل معها، ولهذا على المرأة المصابة بأمراض القلب التوجه إلى الاستشاري المختص قبل الحمل لتلقي النصائح اللازمة بهذا الشأن، لأن هناك حالات يجب أن تُجهض من حملها لوجود خطر كبير على حياتها إذا ما استمر هذا الحمل.





راحة المريض الكويتي... في تايلند!



أكد الدكتور إبراهيم الرشدان أن المريض الكويتي يشعر بالرضا التام عند زيارة مستشفيات تايلند لأنه يجد فيها الالتزام بالنظام والسرية التامة في التعامل مع الحالة بالرغم من قلة الإمكانات لديهم، ما جعل المريض يعود مبتسماً فرحاً بما حظي به من رعاية واهتمام.

بالمقابل انتقد الرشدان ما تعانيه مرافق وزارة الصحة في الكويت، لاسيما العيادات الخارجية التي تعاني من سوء تنظيم وإدارة، فلا خصوصية ولا سرية ولا آلية واضحة تنظم طبيعة عمل الطواقم الطبية، ولا الإدارية ما جعل الأمر فوضى في فوضى ما بات يتطلب قرع ناقوس الخطر.





عائلة الصقر ومركز إعادة تأهيل المرضى



حول مشاريع التبرعات الكويتية للمباني الطبية قال الدكتور إبراهيم الرشدان: إن هناك توجهاً لدى عائلة الصقر لبناء مركز لإعادة تأهيل مرضى القلب بعدما تم الانتهاء من المرحلة الأولى والتي شملت الخرائط والكروكيات اللازمة للمشروع، الذي سيكون في منطقة الصباح الصحية بجانب مستشفى الصدري.

وفي إطار العمل بوزارة الصحة قال: انه بالرغم من القصور الذي تعانيه مستشفيات وزارة الصحة إلا انني أفتخر بالعمل ضمن طواقمها في مستشفى الصدري، ولهذا أرى من الضروري إحداث تغيير جذري لحل جميع المشاكل العالقة في أروقة العيادات الخارجية والحوادث. حرص كبير وشرح مستفيض

• حرص الدكتور إبراهيم الرشدان على تقديم النصائح الطبية للمتصلين بشكل دقيق وبإسهاب كبير إيماناً منه بضرورة تــــوعية المـــريــض بـــالــحــالــــة المرضية الــــتي يعاني منها.

كما شرح بإسهام أي حالة استفسر عنها المتصلون، ومنها فحوصات إنزيمات القلب حيث قال إن الطبيب قد يضطر إلى إجراء فحص أنزيمات القلب إذا اعتقد وجود أزمة قلبية حادة وتكون نتيجتها بعد نصف ساعة، وحينها يقرر الطبيب وجود الأزمة القلبية من عدمها استناداً لنتيجة التحليل الأنزيمي.





متعة الرشدان... متابعة كل حالة



قال الدكتور الرشدان: إن كثيراً من الأطباء يضعون مرضى القلب في حال صحية ونفسية سيئة بسبب التعليمات والتحذيرات والتنبيهات الخاطئة ما قد يفقده ممارسة حياته بشكل طبيعي بالرغم من قدرته على ذلك.

وشدد الرشدان على أنه يجب ايجاد الحلول المناسبة لجميع المشاكل الطبية التي تواجه المرضى وفق مجالات التخصص، ولهذا أجد المتعة في متابعة كل حالة تبحث عن العلاج.