مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / لماذا الهلع من المصالحة؟
1 يناير 1970
04:36 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |
إن من يتابع - قراءة أو استماعاً - لتصريحات بعض النواب أو بعض الكتاب من مؤيديهم يحس بهالة من الهلع تصيبهم عند سماعهم لكلمة مصالحة، مع أنهم اعطوا ومن أعلى السلطات ضمانات بعدم حل مجلسهم ما لم يصدر حكم من المحكمة الدستورية بعدم دستورية مرسوم الضرورة الذي تمت على أساسه انتخابات المجلس.
بل إن هناك من صور المصالحة بأنها نهاية للدولة، وانفضاض من يوالي الحكومة من حولها إن هي بادرت بالدعوة لهذا الحوار، أو قبلت به.
بل وأي عقوبة في قضايا تنظرها المحاكم ضد المغردين والنواب لا يجب أن تتم إلا بعد صدور أحكام نهائية بالإدانة، وروجوا وصدقوا ما روجوه لمقولة إن الناس ابتعدت عن قوى المعارضة، ونسوا أو تناسوا أن من انضم للمعارضين أكثر ممن ابتعد عنهم، بعد محاولة مجلس الأمة الحالي العبث بالثروة الوطنية عبر هبات وعطايا وإسقاط للقروض وفوائدها بكلفة مليارية، والدعوة لتجنيس كل من هب ودبَّ وادّعى أنه من فئة البدون، أو أنه موجود في الكويت منذ فترة من الزمن، ويرغب بالجنسية الكويتية لما بها من مزايا مع أنه يحمل جنسية أخرى، حتى بتنا نخاف من إفلاس الدولة بسبب هذا الهدر غير المبرر أو المبرمج، والعيش غرباء على أرض أجدادنا مع هذا العدد الهائل المرغوب في تجنيسه سنوياً.
نعم نحن نرفض أي شروط تسبق أي حوار من المعارضة، ولكننا أيضاً لا نقبل أن يكون هذا الحوار بين منتصر ومهزوم، بل بين فئتين تسعيان لحوار يؤدي إلى المصالحة ثم لعفو عام.
إن ما قاله وعمل به بعض المعارضين في الكويت جريمة مرفوضة بحق البلد ورموزه الوطنية، ولكن ما فعله لوردات الحرب الأهلية اللبنانية مما تشيب له رؤوس الولدان، يفوق ذلك بآلاف الأضعاف، ولكن عندما اقتضت مصلحة لبنان وعودة السلم الأهلي تم العفو عن جميع هذه الأعمال.
إن العفو عن بعض التغريدات والأخطاء بحق البلد ورموزه لا يقلل من قدرهم وجلالهم بل «يرفي» شقاً بدأ يزداد اتساعاً.