كان سيد أحمد متولي
أقل الأصدقاء حظاً
وأوفرهم في الجنون
كان صديقاً للكلاب والفراشات
والنساء اللائي ينجبن أطفالاً
من دمٍ وطين
كنت أعرفه... شهماً في الخرافة
وأميراً للأساطير
الوحيد الذي كان له القدرة
على أن يتسلق شجرة الكافور
بجذعها الأملس المنزلق
كأن لرجليه خطافين
ولأصابعه مخالب قطٍ جسور
حدثني... في وقت لم يكن فيه القمر
خاضعاً لمداره السرمدي
عن البنت التي كان يسير معها
طوال الليل... على الجسر
وعن قبلتها التي أوصلته إلى حد الخفوق
وعن الشجر الذي كان يراه خاشعاً
كلما انسحب الصمت
وارتبك الكلام على الشفاه
وانه لم يعد بعد ثلاثين سنة
صديقاً لأحد
فالكلاب... لم تعد كلاباً
والفراشات التصقت في بتلات الزهور
والنساء يلدن الآن
أصناماً تكبر على قارعة الانتظار
وفوق الأرصفة الباردة!
مدحت علام
[email protected]