سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / من أحاديث الوقت

1 يناير 1970 07:59 ص
| سلطان حمود المتروك |

الحياة تذخر بالأيام وتتخلل الأيام أزمنة وأوقات وأثناء هذه الأوقات تجري حوادث وأحداث وقصص وذكريات تتداول بين الناس فتكون مشاهد لمناقشاتهم وأحاديث يتداولونها في ما بينهم، ومن أحاديث الوقت قضية إسقاط القروض التي أشبعت بحثاً ودراسة ومناقشة وتحليلا، ولم تزل تتأرجح يسرى ويمنى وكأنها تدور في حلقة مفرغة والكل يطمح بعدالة، والكل مقتنع بأن العدالة عند رب العالمين، فعسى أن تطوى هذه القضية ويظل البرلمان في بحبوحة من التفكير في وضع مشاريع لها فائدتها وأهميتها وماهيتها في مجال التنمية المتكاملة والشاملة ولا نفكر في بوادر لحل البرلمان وكأننا نعيش في فترة موقتة يعمل البعض على تخليص ما وعد به ناخبيه وهو على تخوف من حل المجلس، لأن التنمية تحتاج إلى استقرار في التفكير وهدوء في التمحيص دون النظر إلى تأجيج بعض القضايا التي هناك أهم منها ضرورة، فما أهمية الوصفة المرورية التي تضم في توصياتها بعض القضايا التي لا تمت للقضية المرورية بصلة.

فلنجعل القانون يراعي الجميع ولا نكل أسباب القضية المرورية إلى أسباب ما أنزل الله بها من سلطان إنما تحل هذه القضية في التفكير المنطقي السليم في تخطيط الشوارع وإقامة الجسور وتطبيق القانون على الجميع ورفض التدخل والواسطة في تنفيذ القانون وتطبيقه.

ومن أحاديث الوقت التفكير بإلغاء قانون عدم الاختلاط في الجامعة ما سبب أولوية هذا المشروع؟

هل اكتملت مشاريعنا الإنسانية والتعليمية والاقتصادية حتى نفكر في إثارة بعض المواقف وتأجيج الساحة دون الالتفات إلى مشاكلنا الحقيقية وقضايانا الأساسية التي تحتاج إلى اشباع من البحث والتفكير تمهيداً للوصول لحلول تفيد المجتمع وتعمل على تقدمه وتطوره وازدهاره.

ولعل آخر أحاديث الوقت هو احتفال الوسط الأدبي في الأسبوع الماضي باليوم العالمي للشعر، فمن القصائد التي اطلعت عليها في هذه المناسبة هي قصيدة «سنفونية البحر» للأديب العم علي يوسف المتروك، مقطوعة جميلة تراكيبها عذبة ومفرداتها فصيحة، وهي تعبر عن ماضٍ تليد وقصص في مجال الغوص والسفر وصناعة السفن والعلاقات الاجتماعية التي تربط بين أفراد هذه الأرض الطيبة، ولكن حبذا لو كان عنوان هذه القصيدة الرائعة هو عنوان عربي فصيح حيث تستبدل كلمة سنفونية بمفردة أنشودة حتى تكون جميع مفردات القصيدة عربية تحية للأديب المتألق العم أبي يوسف على هذا الجهد الرائع ودعنا عزيزي القارئ نقرأ بعضاً مما جاء في هذه القصيدة:

لولاك يا بحر لم يطلع لنا قمرٌ

بضوئه طالما استهوى المحبينا

لولاك يا بحر لم يورق لنا شجرٌ

وما ترنم طيرٌ في مغانينا

فأنت يا بحر والصحراء توأمةٌ

من أين جئنا كما جئنا ملبينا

أبوامنا لمغاني الأهل مشرعةٌ

فخراً نتيهُ بها من صنع أيدينا

يلا للقلاليف شادوا في عمائرهم

سفائناً أبدعت فناً وتزيينا

تلك التجارةُ من أسفارنا عظمت

وأسست مورداً يغني وكيفينا

في موسم الغوص كم كانت لنا قصصٌ

رغم المصاعب كان الغوص يغرينا

سل المواويل إذ راحت تودعنا

وللهلاهل بشرى في تلاقينا

عطر العبادة في إنشادنا نغمٌ

والحب ينبض شوقاً في أغانينا

تلك الأهازيج والجيمازُ ينشدها

وما يرددهُ النهام يشجينا