« ساعة لقلبك مع عبدالناصر»... رصد لـ «الجانب الإنساني» من حياة الزعيم المصري الراحل
1 يناير 1970
12:18 ص
| القاهرة- الراي |
«إننا في أشد الحاجة إلى زعيم مثله له كاريزما وجاذبية يظهر في المحن لينتشل الوطن ويقود السفنية إلى بر الأمان»، هكذا وباختصار شديد يلخص** الكاتب ياسر قطامش، سبب قيامه بنشر أحدث كتبه « ساعة لقلبك مع عبدالناصر» الصادر عن مكتبة جزيرة الورد للنشر والتوزيع.
المؤلف، المولع بتوثيق تاريخ مصر من خلال الصور، سبق له تقديم مجموعة من الكتب التي تستعيد التاريخ المصري في فترات سابقة بطريقة ساخرة عبر الصور، مثل «حكاوي الولد الغلباوي»، و«فنجان قهوة مع أفندينا»، و«مصر... صور لها تاريخ»، و«عشرة طاولة مع الملك فاروق»، قرر أن يكون كتابه التالي حول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يقول: «كان لابد أن أكتب عن عبد الناصر لأحقق حلما قديما كان يراودني لسنوات طويلة، لقد قرأت عشرات الكتب عن عبدالناصر وطالعت مئات الصحف والمجلات التي كانت تصدر في عصره وأحتفظ ضمن مقتنيات مكتبتي بتسجيلات صوتية له وصور نادرة وطوابع بريد تذكارية صدرت عليها صورته، وعملات محفورة باسمه وصورته، كلما طالعتها أحسست بالمهابة والعذوبة».
قطامش يروي، في كتابه الجديد، المواقف الأولى التي جمعته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر قائلا: « في الستينات، وقتها كنت في السابعة من عمري، وكنا نسكن العمرانية في الجيزة، قبيل نكسة يونيو 67، إنها المرة الوحيدة التي رأيت فيها عبدالناصر بعيني طفل رأى فيه كل معاني البطولة تتجسد، كان عبدالناصر يمر وقتها إن لم تخطئ ذاكراتي- في شارع الهرم متجها إلى نفق ميدان الجيزة، حملني أبي- رحمه الله- وظللت مشرئبا برأسي أحملق وأدقق حتى ألمحه في سيارته وهو يحيي الجموع المحتشدة، استطعت لحسن حظي أن أخطف نظرة إليه وتمنيت ساعتها أن أحظى بقبلة أو وردة منه ».
وفي كتابه لا يقحم الكاتب نفسه في الحديث عن عبدالناصر الزعيم والرئيس والسياسي، والوطني، ولكنه اتخذ جانبا آخر مختلفا تماما للكتابة عنه، ذلك الجانب الإنساني لعبدالناصر الزعيم العملاق، والذي كان إنسانا بسيطًا، يوضح من خلال الصفحات ماذا كان يحب؟ وماذا كان يأكل، وماذا يلبس، وكيف يعامل زوجته، وأبناءه، وكيف يعيش يومه بين أسرته، ما كانت عاداته، وهواياته، جوانب كثيرة لا يعرفها الكثيرون، عن ذلك الصعيدي الحمش الذي كان يحب النكات، والقفشات، وسماع برنامج ساعة لقلبك الفكاهي على الراديو، ويهوى التصوير، ولعبة الشطرنج، ويلعب التنس، ويعشق قيادة سيارته بنفسه، ويميل إلى المشي والقراءة والتأمل، ويشاهد بعض لقطات الأفلام الكوميدية قبل النوم.
قطامش، قال إن عبدالناصر له شخصيتان، الأولى هي الزعيم المهيب الذي يراه الجميع، والثانية لم يكن الكثيرون يرونها لشخص رومانسي رقيق المشاعر، حالم، له قلب طفل، يحب المرح والبساطة والتواضع، والدليل أنه كان في صباه وشبابه يحب الأغاني العاطفية الرومانسية لأم كلثوم وعبدالوهاب ومنها: «رق الحبيب» و«جفنه علم الغزل» وكان يدندن بالأخيرة عندما يرى ابنة الجيران الجميلة الفاتنة، كان يهوى التردد على مسرح «الماجستيك» بعماد الدين، ليضحك من قلبه على الروايات الساذجة لعلي الكسار، وروايات «كشكش بيه» لنجيب الريحاني ويتردد على السينما في أوقات فراغه ليشاهد أفلام عبدالوهاب والريحاني، ويقرأ مجلة روزاليوسف، وتعجبه مقالات محمد التابعي السياسية اللاذعة الساخرة.