سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / تدوين
1 يناير 1970
07:59 ص
| سلطان حمود المتروك |
يقول العالم النفسي بورك إن الكتابة هي أفضل وسيلة لتفريغ شحناتك الانفعالية ومنحك سروراً داخلياً عجيباً وتخليصك من الأحزان والتوترات النفسية، وتقول الأبحاث في هذا الصدد إن الخلايا المناعية للأشخاص الذين يمارسون الكتابة تبدو نشيطة إذا فحصت تحت الميكروسكوب.
هذا ما جاء في دراسة زودتني بها الدكتورة نجمة الخرافي أستاذ علم النفس الاكلينيكي. صحيح بأن المرء يشعر بالراحة أثناء عملية الكتابة حيث يفرغ مافي نفسه من شحنات فكرية أو عاطفية أو إنسانية كي يحدث لبعض الحوادث والقضايا حلولاً أو تفسيراً للوصول إلى نتيجة قد ترمي إلى تحقيق حل لمشكلة أو رأي للمشاركة في تفسير حقيقة لبعض الأحداث والحوادث التي تعتري أحوال المجتمع، ولكن إذا كثرت هذه الحوادث وتوالت فهل تحدث عملية الكتابة تفريغاً للشحنات أو تضفي على النفس راحة؟
هل تستقر النفس ونجد أطفالاً جياعاً في أصقاع الدنيا ينهكهم المرض وتبليهم الفاقة ويلتهمهم الجوع ولم يجدوا حلاً وكثرت المؤسسات الإنسانية حولهم؟
هل تستقر النفس والربيع العربي تقصف رياحه الهوجاء بعض الأمصار فتدوي في ربوعها الانفجارات وتتلاطم في أوساطها المشاكل المختلفة فتقتل الأطفال وتثكل الأمهات وتتلاطم الآراء والأهواء السياسية والإنسان في حيرة وتشتت وبُعد ومآسٍ متعددة ومختلفة ومتباينة ويصير الحق باطلاً والباطل حقاً؟
هل تستقر النفس وألسن الناس تلتهم بعضهم بعضاً وأصواتهم تعلو وكأن بعضهم يقول لنفسه عندما يرى صورته في المرآة قول الأديب:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً
بسوء فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجهاً قبح الله شكلهُ
فقبح من وجه وقبح حامله
عواصف اجتماعية ونفسية وإنسانية تلطم بأنحاء الدنيا والإنسان يفكر في حيرة من أمره فعسى أن تشرق شمس ذلك اليوم لإيجاد حلول ناجعة لمشاكل متعددة وأن تفعل المؤسسات الدولية أيامها المختلفة التي تصدرها للبشر فتكون أياماً فاعلة تدل على الخير وتشير إلى معانيه وتعمل على تأكيد العمل المستمر الذي يبعد الحرمان عن أصقاع الدنيا لتنعم البشرية بالطمأنينة ويحس المرء بالاستقرار في مسيرة الحياة
وطريقي ما طريقي
أقريب أم بعيد
أأنا قائد دربي في مسيري
أم مقود
أأنا أصعد فيه أم أهبط
أم أغور
أتمنى إنني أدري
ولكن لست أدري