قد تتغير التوجهات لدى قاعدة الناخبين بعد رصد حالات شراء الأصوات من قبل رجال الداخلية، ولربما تشهد التشكيلة النيابية تغييراً قد يصل إلى 62 في المئة بعد بلوغها فعليا 24 في المئة (بعد خروج 6 نواب من التصفيات وعدم ترشيح 6 نواب) وهذه النسبة بنيت على احتمال خروج 19 نائباً سابقاً من الدوائر الخمس، حسب القراءة الأولية لوضع المرشحين.
يعتبر الأمر مرهوناً في نسبة الحضور ليوم الامتحان المشهود في 17 مايو، والتي قد تصل إلى ما بين 65 في المئة و70 في المئة وفي حال توافر حالتي الفزعة والرغبة في دعم نواب المواقف ومساندة الأقارب والإصلاحيين قد تقفز إلى 75 في المئة.
نقول: انتبه للمشاركة النسائية؟ فمشاركتها في انتخابات 2006 ليست بمقياس، لأنها وفق نظام الدوائر الخمس وتقدم بعض المرشحات من أصحاب العلاقات الطيبة سنجد مشاركة المرأة مختلفة وبنسبة أكثر بكثير من العام 2006. إن المشاركة النسائية ستحدد هوية نواب مجلس أمة 2008، وقد يختلط الأمر لدى البعض بين الفزعة والرغبة.. وهنا تقع المشكلة؟
إن الفزعة تجد طريقها في الناخبين أنفسهم من الجنسين، عندما يكون مرشحوهم من الأقرباء في وضع غير مطمئن، خصوصاً في الدائرتين الأولى والخامسة، وهي فزعة قبلية وفئوية تقابلها فزعة الأقليات التي تبحث عن من يمثلها.
أما الرغبة فهي شعور يحرك ما تختزله الأنفس اتجاه المرشحين وتحديدا أصحاب المواقف، وهي دافع إلى الوقوف بدعوى المساندة لمن يعتقد بأنهم مؤهلون لتمثيلهم بغض النظر عن انتماءاتهم، وإننا من منظور عادل ومن منطلق الشعور الوطني الصرف نجد أن الرغبة يجب أن تكون سيدة الموقف في توجيه الأصوات للكفاءات كي يكونوا عوناً لنا في دعم الهوية الإصلاحية التي افتقدناها بعدما احتكرها بعض نواب مجلس الأمة السابقين.
الكويت بحاجة إلى انتفاضة فكرية، نقلة نوعية في طريقة الاختيار، تغيير في ثقافة المجتمع الكويتي وطبيعة تعاطيه مع تداعيات الحملة الانتخابية.
إن الاحتمالات ستكون مفتوحة، والتحالفات قد تغير بعض النتائج المتوقعة بعد الإعلانات الأخيرة وازدياد عدد المرشحين. نعم... التحالفات ستغير الخارطة ونعتقد أنها ستشكل عامل تغيير في نسبة النواب الجدد ولن يكون بالإمكان التكهن باحتمالات فوز البعض إلا في الأسبوع الأخير في العاشر من مايو، وربما بيومين قبل الموعد المحدد للاقتراع!
الذي نطالب به واضح الحرص على حسن الاختيار لأن الصوت أمانة ولا يجب أن ننساق وراء كثرة الإعلانات والأحاديث التنظيرية، فالسؤال عن تاريخ المرشح وسلوكه الشخصي ونزاهته ومؤهلاته وصحبته ومفاتيحة إنما هو المطلوب لتكوين القناعة الشخصية، والتي ستحدد هوية نواب 2008. والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]