سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / حواش

1 يناير 1970 08:01 ص
| سلطان حمود المتروك |

يقول أحدهم للآخر «دونك فلان طق له حواش» يعني صدهُ او اقطع طريقه او لا تجعله يمر، والحياة ممتلئة بحالات كثيرة ومختلفة ومتنوعة ومتباينة من الضروري لأمن المجتمع وطمأنينته واستقراره ان يطق لها حواش وتمنع وتصد ويمسك بها ويقطع سبيلها ويضيق طريقها حتى يسعد الجميع بالأمن ويطمئن الى الأمان ويهيئ له الاستقرار الذي يبعث على التفكير في سبيل التنمية وطرق النمو.

ومن هذه الحالات التي لابد وأن تصد تلك الدراجات النارية التي تجوب الشوارع بأصواتها المزعجة واستهتار سائقيها وتسبب الضرر لمستخدمي الطريق وللشباب الذين أعمارهم هي أعمار الورود يكونون ضحية ممارساتهم الخاطئة والمميتة.

والحالة الاخرى هي تلك السيارات الفارهة التي تجوب الطرقات وأصحابها يرفعون أصوات المذياع ويترنحون على مفردات الاغاني السخيفة مزعجين أسماع الناس ومقززين أنظارهم ومدمين قلوبهم بالحسرة على تصرفات هؤلاء الناس الذين يعطون انطباعا سيئا عن هذه الديرة المزدهرة بالخير والآثار الطيبة.

حقا:

لن تنتهي الأنفس عن غيها

إن لم يكن منها لها زاجرُ

وثالث هذه الحالات هي عصابة المجرمين الاربعة التي اكتشفت أخيرا، المجرمون أصحاب الوظائف المرموقة الذين يعيشون في بحبوحة من العيش والمنوط اليهم الدفاع عن حقوق الآخرين وقطع الطريق امام المجرمين والامساك بهم هم الذين يطق لهم الحواش نظرا لأنهم تخلوا عن عمل الخير وجاءوا بعمل الظلم فهاهم أصحاب الخير والنبلاء الذين يبتغون للامة الاستقرار يمسكون بهم ويوجهونهم الى العدالة.

فالتحية لمباحث القادسية على هذا العمل الطيب المشرف والتحية لجميع الساهرين على استقرار الوطن وأمنه.

عزيزي القارئ أما الحواش الرابع فهو لمجرمي الطعن والقتل والاعتداء.

جميع هذه الحالات وغيرها لابد ان تنال جزاءها السريع ويطبق عليها القصاص العادل حتى يستشعر الناس الاطمئنان ويرى من تسول له نفسه صرامة القانون وقوته وسرعة تنفيذه حتى يرتدع ويصد عن اقتراف جرائمه.

وأتذكر في هذا الصدد خلال الستينات من القرن الماضي اعتدى احد على احد بالقتل فبعد محاكمة الجاني قرر بأن يعدم وأعدم بالفعل في قصر نايف فهب الناس لمشاهدة هذا النوع من القصاص وأصدرت بعض الصحف إصدارا مسائيا يبين للناس تنفيذ هذا الحكم وأجريت مقابلة في تلفزيون الكويت مع العشماوي الذي أجرى عملية الاعدام فكانت صورة تعمل على اطمئنان الناس ووثوقهم بأن المجرم لابد وأن يأخذ جزاءه وحتى تستقر الامة لابد وأن يأخذ كل مجرم نصيبه عن طريق القانون ولابد أن ينفض الغبار عن المشنقة حتى يستشعر الناس الأمن والأمان ويأخذ كل مجرم نصيبه من الجزاء.

عزيزي القارئ لنفكر في قول الأديب:

ومن لم يذد عن حوضهِ بسلاحه

يهدم ومن لم يتق الشتم يشتمِ

يؤجل فيوضع في كتاب فيدخر

ليوم الحساب أو يعجل فينقمِ