عواد السعيدي / رؤية شرعية / رؤية شرعية لن ننساك يا شيخ سالم

1 يناير 1970 09:09 ص

من بعد تحرير بلدنا الحبيب من الاحتلال البعثي البغيض الى حرب تحرير العراق، وأهل الكويت يرددون دائما «لن ننساكم» ذلك الشعار الذي رفعه الكويتيون للمطالبة والافراج عن أسراهم، وكان الشيخ سالم الصباح رحمه الله لا يهدأ له بال، ولا يقر له قرار حتى يتحقق له ذلك. كل يوم في بلد، تجده حاضرا المؤتمرات العالمية ينادي بشعار أهل الكويت «لن ننساكم» وذلك أثناء رئاسته «اللجنة الوطنية للمطالبة بالأسرى والمفقودين».

بعد هذه الأعوام رجع القليل منهم، ونسأل الله ان يرحم الباقين برحمته، ويدخلهم فسيح جناته، ولا نزال نقول لجميع أمواتنا لن ننساكم.

ان الحياة الدنيا ليست نهاية المطاف في حماية المسلم، فعمله مرتبط بالآخرة وأمله يسمو اليها، وعلاقته بالآخرين لا تنتهي بنهاية علاقته بهم بالموت، بل وحتى بعد الموت.

(جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله: هل بقي من بِرِّ أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وقضاء دينهما، وصلة الرحم التي لا تصل إلا بهما، وتوقير صديقهما، وانفاذ عهدهما).

وجاء في الحديث الشريف (يؤتى بالرجل وأيضا المرأة فيرى حسناته كالجبال، فيقول رب اني لم اعمل أعمالا بهذا الحجم، فيقول الله تعالى له: إنه من استغفار ابنك لك).

سبحان الله... ما أعظم هذا الدين يسمو بالعلاقة بين الرجل وأبيه، وأمه، أو صديقه، أو شيخه، أو جاره، أو قريبه، فتستمر علاقتهما حتى بعد الموت بل وحتى بعد دخول أهل الجنة للجنة يشفعون لاخوانهم ممن أدخلتهم ذنوبهم النار فيخرجونهم بإذن الله تعالى، ما أعظم هذا الوفاء!

ليس منا من أحد إلا وقد فقد عزيزاً من والد رحيم، أو أخ مشفق، أو معلم فاضل، وأصبحوا الآن في أول منازل الآخرة، فلا نبخل عليهم بدعاء او استغفار أو صدقة، ومن ذكره أمواته ذكر أحياؤه إذا صار هو من أصحاب القبور، والجزاء من جنس العمل.

أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد قد مرّغ جبهته لله العلي الكبير، فليجعل في دعائه ذكر أحبائه، فلن ننسى آباءنا واخواننا واحباءنا بإذن الله، ولن ننساكم يا شيخ سالم.




عواد السعيدي

[email protected]