د. تركي العازمي / وجع الحروف / وزيرة الشؤون و«دهاليز الوزارة»...!

1 يناير 1970 09:57 ص
| د. تركي العازمي |

وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هي مجموعة من الوزارات مجتمعة في وزارة واحدة... وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة العمل، وقطاع التعاون... كل ركن من أركان الوزارة بحاجة الى وزير متفرغ يعمل ليلاً ونهاراً، والرابط الذي يجمع بينهما الآن هيكل لا يعين الوزير على أداء عمله على النحو المطلوب!

في الأمس القريب تحدثت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ذكرى الرشيدي عن قضية فساد في قطاع العمل وحولت الملف الى النيابة، وبالنظر فقط للتركيبة السكانية تستطيع أن تدرك أن هناك خطأ وتلاعباً مستمراً منذ عام 2003 عندما صاح النواب آنذاك في وجه تجار الاقامات وهذاك وجه الضيف... وكشف الاعوجاج يحتاج الى أياد مخلصة تعين وزيرة الشؤون في التغلغل داخل «دهاليز الوزارة» كي تستطيع تصحيح الأخطاء القاتلة في إدارات العمل تحديداً!

المراجع لإدارات العمل يلاحظ الآتي:

- المعاملة لا تنتهي بيسر وغالبا ما يعاني المندوبون من «مزاجية» بعض المسؤولين!

- الميكنة في واد وإدارات العمل في واد آخر ونستغرب عدم الربط بينهما فالمراجع بحاجة للذهاب الى الميكنة لاستخراج ورقة Print.

- تقدير الاحتياج غير مبني على أسس علمية وطبيعة وحجم نشاط الشركة/ المؤسسة.

- الكمبيوتر في معظم الإدارات غير منتظم العمل به وكثرة تعرضه للأعطال يتسبب في تأخير إجراء المعاملات.

- غالبا ما يحتاج المراجع الى تأشيرة لا مانع من المدير!

- يلاحظ قصور في عملية التفتيش حيث تمنح مواعيد طويلة.

- الواسطة هي السائدة.

لذلك، ننصح الوزيرة النشطة أن تقوم بزيارة ميدانية لإدارات العمل وتبادل الحديث مع المراجعين بكل شفافية وأن تدون الملاحظات وتطلب من المسؤولين العمل على حلها فوراً... أما الأهم وهو «مربط الفرس» كما يقولون هو الابقاء بطريقة العمل «الورقي» وكثرة التغييرات في النماذج والطلبات يعتبران من أهم المشاكل، بالإضافة الى غياب «الحكومة الالكترونية» عن المشهد الذي يعاني منه أرباب العمل!

ان الأماني لا يحققها إلا القيادي الذي يبحث عن الارتقاء بالعمل ومنح الصلاحيات للموظفين وفق حوكمة معينة كي لا يجلس المراجع من الساعة السادسة صباحا منتظرا حصوله على رقم لانهاء معاملته!

الحل يأتي من خلال تفعيل الحكومة الالكترونية و«حسب معرفتي» بأن الحكومة لديها توجه في بسط طريقة لإنهاء المعاملات الكترونيا عبر الشبكة العنكبوتية لكن السؤال الملح هو: متى؟

سألت أكثر من وزير من الوزراء الشباب ووجدت لديهم حماساً كبيراً في تغيير الإجراءات لتصبح الكترونية لكن بيروقراطية بعض العقول «المعششة» ستكون عائقا وتستدعي الضرورة الى «تجاوز العقبات المصطنعة» من خلال توفير نظم ولوائح محددة ومعروضة على موقع الوزارة يستطيع الموظف فور حضور المراجع من إنهاء المعاملة بـــــ «كبسة زر» بعيداً عن الميكنة والبحث في النواقص مع كل نموذج وطلبات جديدة تطرح بين الفينة والأخرى!

على أي حال تبقى وزارة الشؤون مجموعة من وزارات مجتمعة تحت مظلة وزارة واحدة وكان الله في عون الوزيرة ذكرى الرشيدي... والله المستعان!





Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]