د. تركي العازمي / وجع الحروف / قمة الرياض الاقتصادية...!

1 يناير 1970 11:38 ص
| د. تركي العازمي |

انعقدت القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في الرياض يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وكان جدول أعمالها متضمنا مشاريع تنموية من شأنها توفير العيش الكريم ومعالجة الفقر والبطالة وغيرها من المشاريع وعرض نتائج أعمال منتدى القطاع الخاص العربي وتوصيات منتدى الشباب العربي!

وخلال المؤتمر تمت مناقشة مبادرة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه المتعلقة بانشاء صندوق لتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي والتي بلغت المساهمات فيه حتى آخر العام الماضي 1،203 مليار دولار، تم تخصيص 549،8 مليون دولار من تلك المساهمات لتمويل مشاريع تنموية في 15 دولة!

جاءت مبادرة سمو الأمير حفظه الله في 2009 بعد أعوام أشغلت الدول العربية في القضايا السياسية وهذا التحول من شأنه تحقيق الرفاهية والأمن الاجتماعي للمواطن العربي!

وبعيدا عن جدول أعمال القمة والمشاريع المنظورة، أعتقد أن التركيز على المستوى المعيشي يتطلب دراسات أخرى خاصة بتغذية المواطن العربي ثقافيا كي يتعايش بطريقة أفضل مع التحديات التي تعيشها المنطقة العربية بجانب تغذية الماء والطعام والكهرباء ووسائل النقل وتطوير التعليم وتطوير البنية التحتية!

الوطن العربي يواجه تحديات عدة... تحديات مرتبطة في مستوى المعيشة وكفاءة العمل المؤسسي كي يستطيع المستثمر من ايصال متطلبات الشارع العربي دون عوائق وبيروقراطية كما هو الحال حاليا!

اننا نعلم بطبيعة الشعوب العربية والمستثمر بحاجة لضمان استثماره والشعور بالأمان أثناء تنفيذ مشروعه الانساني وهذا التحدي يتطلب اعادة هيكلة الاقتصاد العربي والمنظومة الادارية في كل الدول العربية كي يتم تنفيذ المشاريع بكل يسر وفي وقت زمني قصير!

والثقافة العربية تحتاج إلى استراتيجية تحولية تتمثل في الآتي:

- معالجة شوائب الأنفس عند مناقشة أي قضية جدلية (معالجة تدني لغة الحوار).

- مراجعة مخرجات التعليم وما يتطلبه السوق العربي.

- التصدي للأمراض غير السارية كداء السكر ومستوى التشخيص وسبل الوقاية.

- تحفيز الشباب على الأخذ بزمام المبادرة للنهوض بالمجتمع العربي.

- تطوير الجهاز الاعلامي لايصال الرسالة الاجتماعية الهادفة التي من شأنها ازالة الحواجز بينها وبين الأنظمة وبين فئات المجتمع العربي.

- رفع حجم التجارة العربية البينية كانشاء سوق حرة برأسمال عربي.

- رصد السلع العربية وانشاء المصانع التي من خلالها تستطيع الدول العربية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتكوين كيان اقتصادي متين يوصلهم إلى حيز المنافسة العالمية.

ان القمة العربية بدأت تسلك الطريق الأصح عبر تركيزها على متطلبات الشارع العربي والاقتصاد عندما ينهض فانه يمنح الدول العربية قوة تفاوض تسخر القرار السياسي لصالحها... ويبقى السؤال: هل تنوي الدول العربية تحقيق اكتفاء ذاتي توفره الدول العربية مجتمعة؟

اننا نبسط رؤيتنا بعيدة عن التجاذبات السياسية التي أشغلتنا منذ عقود ولم نتمكن من معرفة ما يريده المواطن العربي، خصوصا اننا نملك المال والأيدي العاملة والكفاءات كثر ولله الحمد... ومتى ما تم توفير معالجة القصور الثقافي الذي يعاني منه المواطن العربي نستطيع أن نقول اننا سنجني الثمار ان شاء الله... والله المستعان!



Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]