سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / القليمية
1 يناير 1970
08:00 ص
| سلطان المتروك |
مفردة من مفردات لهجتنا الجميلة وتعني السكين الصغيرة التي توضع بالجيب مصفطة وهي تشبه القلم. وللسكين منافع كثيرة إذ تهيء للإنسان مبتغاه عن طريق تطويع الأشياء وتهيئتها من أجل استغلالها فهي تعينه على أن يحقق هدفه ويصل إلى ما يريده في شتى الحاجات.
وإذا ما استغلت استغلالاً سيئاً فهي تعمل على الإدماء والإيذاء والوقوع في مشاكل شتى وصعوبات جمة كوسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة والمتنوعة والتي تتطور تطوراً مذهلاً حيث جعلت الدنيا بأسرها أصغر من قرية، فقربت المترامي الأطراف وأصبح الإنسان يسمع ويرى أي حادث في أي بقعة من أصقاع الدنيا بأقل من لحظات، وأصبح أيضاً يقتنص الحقيقة ويصل إلى الهدف ويحصل على المعلومة بلحظات بسيطة، ولكن هل جميع الأشخاص الذين يستغلون هذه الأجهزة يستغلونها استغلالاً طيباً؟
وهل تأثيرها على السلوك دائماً يكون حسناً؟
عزيزي القارئ، كثير من النعم حققتها هذه الوسائل المتطورة في شتى المجالات العلمية والاجتماعية والفنية والتقنية حتى أصبح الإنسان الراغب في العلم والثقافة طالباً لها في جميع الأوقات هو وجهازه ينقب ويفكر ويستنبط لحلها حقائق جميلة، ولكن يبقى الوتساب وتويتر وفيس بوك وسائل لنقل بعض الحقائق والنعوت والخصائص والصور غير الحسنة، وأصبح بعض الناس يستغلون هذه الوسائل لقضاء الوقت بالضحك والاتجاهات غير المرغوبة، وإذا كان البعض يستخدم كذبة ابريل يوماً في السنة، فإنه عن طريق هذه الوسائل يمكن أن يستخدمها شهرياً، وإذا ما ذهبت إلى ديوانية أو مجلس فتراهم يمسكون بأجهزتهم وكل يكلم نفسه وكأنه لم يجد أحداً جالساً معه.
عجيب هذا النعت الذي أطلق على هذه الوسائل كيف يكون التواصل الاجتماعي والناس مبتعدون عن بعضهم وهم يجلسون جنباً إلى جنب.
نطمح بأن تستغل هذه الوسائل استغلالاً طيباً فتكون روافد للعلم ومصادر للثقافة ومواطن لزيادة الخبرات والحصول على المعلومات التي تعمل على إثراء الحصيلة الإنسانية وإرساء قواعد التقدم الإنساني المبني على التفكير المنطقي السليم الذي لا تعتريه شائبة حتى يكون الإنسان هو لبنة البناء نحو مجتمع يرغب التطور والازدهار.
لا نطيق الوجود والدهر يمشي
حولنا بالمنى يسرى ويمنى