| منى فهد عبدالرزاق الوهيب |
إن طلبنا من كل مواطن كويتي عزل بنيته الشعورية عن بعض الذكريات والأحداث التي تكون مصدراً كبيراً للأفكار السلبية، والتي تؤكد له عدم أهليته للقيام بأعمال عظيمة وتغييرات حاسمة، هل يستطيع؟!
برأيي نعم نستطيع إن عملنا جاهدين على التخلص من الارتباك الذي تعاني منه عقولنا في التعامل مع الخبرات ومع المعطيات والمعلومات الواردة إلينا، وللحد من حجم ذلك الارتباك لابد أن نسعى جاهدين لإيجاد أطر مرجعية نستند إليها في فهم الواقع وفي بلورة المواقف المناسبة تجاه ما نراه ونسمعه ونعانيه، وكما نعلم أن الإطار المرجعي هو مفهوم كبير ننظر إليه على أنه مسلَّمة من المسلَّمات ثم نفسّر في ضوئه كل ما يتصل به من أقوال وأفعال وأحداث.
إن هذه الأطر أو المسلّمات كثيرا ما تكون خاطئة أو قاصرة أو عاطفية ونرفض في العادة إخضاعها للنقاش والتمحيص، سوف نسقط تنظيرنا هذا على تجربة الحراك الشعبي الشبابي، لنضع أيدينا على الجرح حتى لا ينزف أكثر، في بداية الحراك تحمسنا وشجعنا ودفعنا الشعب بما فيهم الشباب إلى فتح آفاق جديدة للتغيير والإصلاح، ورفض الاستمرار في المياه الراكدة من دون التقدم إلى الإمام.
ولكن ما حدث هو أن بعض الشباب تناسوا بل تجاهلوا أن للتغيير والارتقاء أدوات وأساليب هي القنوات الأساسية التي علينا المرور من خلالها حتى نصل للهدف المنشود، هل من قام بالحراك كان على علم ودراية بأن كل من يؤيده بالخروج للشارع يمتلك ثقافة التغيير ووسائله وأساليبه؟! هل كان يؤمن بأن قضية التغيير ليست بتافهة أو محدودة التأثير؟! بل هي حاسمة وفعّالة، إن استطعنا فك الاشتباك الغامض عند الناس للقناعات الفكرية بالمشاعر والأحاسيس والانطباعات، بالإضافة إلى الاشتباك مع المعطيات والتأثيرات البيئية، لا أشك بأن بعض من شارك بالحراك الشعبي الشبابي لديه أساليب ووسائل ذات تأثير في نجاح التغيير والتجديد.
إن كنا حقا مثابرين وجادين في ظفر ونجاح الحراك للوصول إلى نقطة الهدف، على كل مواطن شارك أو أيد الحراك أن يتولد لديه ويمتلك شعورا هو شعور الامتنان لله جل وعلا- على ما أفاضه من خير ونعم، وكيف نوظفها لتكون لنا طاقة وقدرة على العمل من أجل التغيير، والتخلص من الفساد والمفسدين، فهذه النعم هي الأدوات والإمكانات التي تساعدنا على عملية تغيير الواقع واستبداله بواقع فيه العمل دؤوب لا يكل ولا يمل إلى أن نرقى بالبلاد والعباد.
فنحن أمة تاريخها القريب يشهد لها، لدينا فائض في القدرات ونقص في الإرادات الصلبة الجازمة والإدارة الجيدة، لذا وجب علينا ألا نسّوف ونتردد أو ننكص عن تحقيق أهدافنا، وإن نكصنا وهفونا سيكون النكوص دافعا لنا لتجديد المحاولة والنهوض بعد الكبوة، ولكن بشرط تغيير وتبديل الأداة التي استخدمت واستهلكت من قبل، لنرى أهدافنا تتحقق واحدا تلو الآخر، ومطالبنا تُشّرع، لنّيْل المراد، يبقى أن نقول لكل من شارك أو أيّد الحراك لابد أن تكون لديك رؤية واضحة وميسّرة للتغيير، حتى لا تقيد نفسك وتؤطرها فقط بالنزول للشارع، فهو ليست الأداة الوحيدة والفريدة.
[email protected]
twitter: @mona_alwohaib