| حسين الراوي |
تراجعت وانزوت معظم تلك الوجوه السياسية التي كانت تدعم بتواجدها وتصريحاتها الحراك المحتج على مرسوم الصوت الواحد بصفة واحدة، وكذلك غاب معظمها عن المشهد السياسي في مشاركتهم بما يسمونه مسيرة كرامة وطن وما يتعلق حولها من اجتماعات وتصريحات إعلامية.
ليس غريبا أن تخمد معظم تلك الأصوات التي كانت تؤجج النار السياسية في البلاد، حيث ان بصيص الأمل أُغلق أمام أعينها وماتت مصالح أصحابها نهائياً، بعد أن جرت الانتخابات وفق نظام الصوت الواحد ووصول عدد جديد من ممثلي الشعب للبرلمان وانعقاد جلسات عدة تم من خلالها تمرير أكثر من قانون مهم.
مسيرة كرامة وطن لا يزال من يُديرها مجهول الهوية، حتى الحساب الذي يتبعه عبر تويتر صاحبه لا يزال مختفيا ويديره من خارج البلاد، حتى المسجات التي كانت ترسل لتنظيم حركة المسيرة ونقاط تجمعها كانت تصل من خارج الكويت، ورغم كل هذا لا يزال بعض الشباب الكويتي ينقاد خلف هذا الشبح المجهول الذي يخفي نفسه على الرغم من أنه يزعم بأن عمله عمل وطني شريف ويفتخر به، ورغم أنه عمل وطني وشريف ويفتخر هو به لا يزال مختفياً!
الناظر والمتابع للمشهد السياسي الكويتي يدرك جيداً أن الحيوية والنشاط والاندفاع الذي كانت تتمتع فيه أجواء (مسيرة كرامة وطن) لم تعد كالسابق، بل ضعفت ودب بها الفتور وأخذت تبرد وتبرد شيئاً فشيئاً وذلك بسبب تعامل الحكومة الحازم معها، وبسبب انتخابات الصوت الواحد وانعقاد المجلس الجديد، وبسبب انزواء وتراجع معظم تلك الأصوات السياسية التي كانت ترجو مصالحها الشخصية قبل مصلحة المواطن.
كم أتمنى أن يعي شبابنا الكويتي المتحمس جداً لما يسمونه (مسيرة كرامة وطن) أن معظم تلك الوجوه السياسية التي تخلّت عنهم الآن... تخلت عنهم بسبب انقطاع مصالحها الشخصية بعد أن ماتت كل آمالهم، ولأنهم سياسيون ويعرفون حركة الموجة السياسية أكثر منكم يا شبابنا، فانتبهوا لهم جيداً، وفعلاً قد يكون عندكم حق ومطالبات مشروعة وفق الدستور لكن اجعلوا مطالبكم عبر الحكمة والقانون.
[email protected]alrawie @