د. تركي العازمي / وجع الحروف / وزارة الكهرباء و«لا مياه»...!

1 يناير 1970 11:39 ص
| د. تركي العازمي |

كنا نتخوف من انقطاع الكهرباء في الصيف... ولم نتوقع انقطاع المياه لكن تحذير الوزارة في عام 2010 تحقق مع بداية 2013 حيث انقطعت المياه عن مناطق عدة... ولا عزاء لأطفال الكويت ولا رد من بدالة 152!

مشكلتنا لا أساس لها لسبب بسيط وهو أننا نمنح الدول الأخرى ونتناسى الكويت، فهم يشربون ويستحمون ويغسلون من المياه التي دفعتها الكويت ونحن نعيش لساعات بلا مياه...، والواجب أن يحاسب كل مسؤول عن هذا الانقطاع!

وزارة حرمتنا من الكهرباء في الأمس واليوم تحرمنا من المياه وقد يقول قائل بأن الحل في خصخصتها ومن المؤكد أن الخصخصة لن تحل أزمة المياه ولا الكهرباء لوجود خلل في المنظومة الإدارية وبعض «الهفوات الإدارية» يقصد منها توفير غطاء/ مبرر لتمرير مشروع أو مصلحة معينة كما حصل في أزمة طوارئ 2007! لا يجب أن يحزن ويخاف الأطفال من انقطاع الكهرباء أو المياه ولا كبار السن مطلوب منهم البحث عن «تنكر مياه»... فالحكومة يجب أن توفر لكل منزل مولد كهرباء وخزان مياه للطوارئ... فكل شيء يحدث من حولنا يأخذ طابع الطوائ ولا حول ولا قوة إلا بالله!

يغادر وزير ويأتي وزير جديد... وأول التغيير في التدوير ويبقى الفكر هو الفكر والنمط القيادي هو ذاته لا تغيير و«الله لا يغير علينا»، وإن أتى وزير «مفتح باللبن» وحاول إقصاء قيادي معين فسيتلقى السهام من كل صوب وحدب فمعظم من «عشعشوا» في مناصبهم القيادية هم من أصحاب النفوذ ومن يتمتعون بـ «واسطة» لأن تعيينهم بالأساس كان عبر الثقل الاجتماعي أو السياسي إلا ما ندر!

لتعلم الحكومة مجتمعة أن الكويت لا يجوز أن تعاني من أي أزمة فهي من جانب المساحة الجغرافية صغيرة جدا ولو أن معدل الاستهلاك عالٍ لكن هذا لا يعتبر مبررا فالوفرة المالية تمنح الكويت القدرة على توفير طاقة كهربائية من دون انقطاع ومياه دفعها عالٍ وغير منقطع... والحل واضح!

لذلك، لا تجددوا لمعظم الوكلاء والوكلاء المساعدين لأكثر من أربع سنوات ولتنشئ كل وزارة مكتبا استراتيجيا مختصا و«بخشم الدينار» يقوم بتقييم الوضع الحالي ويرفع تقريرا شاملا حول طبيعة العمل ومستوى القياديين ليتمكن الوزراء من اختيار الأمثل ممن يرى المكتب وجوب تنصيبهم في المناصب القيادية!

القيادي هو صاحب الفكر والرؤية ولا «يجزع» من نقد الجهات الإعلامية وتواصله مع العاملين أمر مطلوب ولا أعني هنا التواصل عن طريق «كبسات» في زيارات ميدانية مفاجئة بل من خلال الالتقاء مع الجميع وحثهم على الحديث حول وضع إداراتهم وعرض تصوراتهم... ولا أظن هذه النوعية من القياديين متوافرة في مؤسساتنا الحكومية والخاصة كذلك!

أعيدوا لنا المياه ولا تقطعوها عن الأطفال وكبار السن... واحرصوا على توفير جميع متطلبات العيش الكريم ولا «تحبسوننا» فحرية التعبير عن الرأي في صالح الجميع إن كانت الآراء المطروحة وجهها أصحابها من باب النصيحة في إطار أخلاقي محترم... والله المستعان!

 

Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]