سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / وقفة

| سلطان حمود المتروك |

الحياة مواقف، والمواقف تختلف في لونها وشكلها واتجاهاتها وغاياتها واهدافها ولعل جل الوقفات في الآونة الاخيرة هي وقفات سياسية لان الأمة بأسرها اصبحت تتحرك في مضمار السياسة وطغت السياسة على كل الوقفات في معظم المجالات، حتى اصبح الناس كلهم يتحركون في هذا المجال وتكاد ان تكون ايامهم جلها في خضم السياسة، فأين نحن من المواقف الانسانية والاجتماعية والنفسية والصحية والرياضية؟ كلها مواقف تحتاج منا الى وقفات كي نتعرف على مضامين القضايا في شتى المجالات.

وقفتنا اليوم عزيزي القارئ مع ذوي الاحتياجات الخاصة هذا المجال الممتلئ بالعطاء مشاربه عديدة وأفقه واسع وطرقه طيبة تهدف الى الخير وتعمل على ارساء النور امام فئة من المجتمع تحتاج الى مزيد من التوجيه والرعاية والتهيئة والتنشئة والثقافة والتعليم والاعداد والتأهيل كثيرة هي احتياجات اصحاب الحاجات الخاصة.

سررت كثيراً عندما حضرت ندوة عنوانها «وقفة مع ذوي الاحتياجات الخاصة» بدعوة من الاستاذة/ منى المسباح نائب مدير عام مكتب الانماء الاجتماعي بديوان سمو رئيس مجلس الوزراء حيث سلطت الاضواء على تطور التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة والمراحل التي مر بها هذا التطور لجميع الاعاقات الذهنية والحركية والبصرية والتأهيل المهني وعارضة داون والسلوك التوحدي.

انواع من التعليم وطرق كثيرة يستغلها المربون في توصيل الحقائق لاذهان التلاميذ ووسائل متنوعة للنهوض بمستوى هذا النوع من التعليم ومن اهم القضايا التي ابرزت في هذه الندوة التربوية الانسانية هي دمج ذوي الاعاقة في المجتمع، حيث سلطت الضوء الاستاذة/ سعاد ابراهيم الفارس رئيسة الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين على ماهية الدمج واهميته وانواعه وضرورة تطبيقه في مجال تربية ذوي الاحتياجات الخاصة وانتهى المجتمعون الى اقرار مجموعة من التوصيات لابد وان يؤخذ بها من اجل الارتقاء بعملية تربية ذوي الاحتياجات الخاصة وهي:

- ضرورة الاهتمام بعملية الدمج وعدم ترك ذوي الاحتياجات الخاصة في عزلة عن المجتمع.

- الاهتمام بمناهج وكتب جميع الاعاقات كي تتناسب وقدراتهم واستعداداتهم ومواهبهم.

- تسكين التلاميذ في مدارس تتوافر فيها متطلباتهم ومستلزماتهم وحاجاتهم وعدم تركهم في شتات دون الدراسة لاوضاعهم التربوية.

- ضرورة تشكيل لجنة لعناية ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بتطور مناهجهم ومتابعة كتبهم وقضاياهم الثقافية والدراسية.

- ضرورة اهتمام اللجنة التعليمية بمجلس الامة بتطور تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة كاهتمامها بأقرانهم من افراد المجتمع.

فالشكر لمكتب الانماء الاجتماعي على اقامة هذه الندوة بمناسبة اليوم العالمي للمعاق، والشكر للاستاذة منى المسباح الداعية لهذه الندوة والعاملين في هذا المكتب الموقر على هذا الجهد الطيب والشكر ايضاً للاستاذة/ سعاد ابراهيم الفارس على تفسير ماهية الدمج واهميته.

وعسى ان تكون لدى وزارة التربية خطة واضحة المعالم بينة الاهداف لتعليم وتربية ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على نموهم وتطورهم من اجل تحقيق هدف التربية الاسمى في دولة الكويت وهو تكوين المواطن الصالح.