د. وائل الحساوي / نسمات / هذا سيفوه وهذي خلاجينه!!

1 يناير 1970 09:58 م
هل يجب علينا ان نكون من رافعي الاعلام البرتقالية او الزرقاء لكي نتفاعل مع ما يطرحه الآخرون عن الفساد في البلد؟! ندوة «الحقيقة الغائبة التي عقدها النائب السابق عبداللطيف العميري في ديوانه قبل أيام لامست جروحا غائرة في جسد الكويت المريض وكشفت اغطية لم تكن مغطاة في الاصل بل يعرفها القاصي والداني.

والسؤال الأهم هو عن سبب اهمال الغالبية من الحكومة والنواب لتلك الحقائق، وعن سكوت وسائل الاعلام عنها، بل وعن ردة الفعل الحكومية التي قبلت تلك الحقائق المعروضة بالتشكيك تارة وباتهام قائليها تارة اخرى ومحاولة تكميم افواه بعض وسائل الاعلام تارة اخرى ومطالبة الوزير السابق شعيب المويزري بالتوجه الى النيابة لكي يثبت ادعاءاته بتجاوزات المال العام المزعومة!! اهكذا نتعامل مع الحقائق التي يقدمها لنا الآخرون، حتى وان كان هؤلاء ممن كانوا على قمة هرم اتخاذ القرار ومن اصحاب الخبرة الطويلة!!

عندما يتكلم الخبراء عن فوائض مالية تناهز النصف تريليون دينار (500 ألف مليون) بينما آلاف الشباب الكويتي لايجدون وظائف ولا مساكن ولا مكان للدارسة!! هل نعتبر هذا الكلام عابرا لا يستحق الالتفات اليه وكأنما نتحدث عن اموال بلاد الواق واق؟! لو وزعتم هذه الاموال على الشعب (نصف مليون لكل مواطن) لاصبح الجميع اثرياء!!

وعندما يحدثنا الخبراء عن المليارات من اموال المتقاعدين، التي هي اموال كل مواطن دفعها من راتبه، كيف تبخرت وخسرت مؤسسة التأمينات تلك المليارات بسبب اخطاء او بسبب صفقات مشبوهة؟! كما تحدث الخبراء عن خسائر الأوبشن وفي شركة جلوبال بقيمة 1.3 مليار دينار وعن شطبها من البورصة.

اما تصريحات النواب عن مبالغ الرشاوى التي سموها بالايداعات النيابية والتي تجاوزت الـ30 مليون دينار، والتي اثبتوها بالوقائع والادلة على مجموعة من النواب السابقين واحالوها الى النيابة العامة، لكن لم يكن هنالك قوانين كافية لدى النيابة لادانة هؤلاء القبيضة، فنجوا من العقوبة، وفاز بعضهم في هذا المجلس لقد وعدتنا الحكومة في هذا المجلس بالمن والسلوى وانها ستقضي على جميع مظاهر الفساد وتحدث ثورة كبيرة في البلد.

ونحن مازلنا ننتظر تلك الوعود ونتابع ردات فعل الحكومة تجاه قضايا الفساد المثارة، واتوقع - والله العالم - اننا سنصاب بالاحباط عندما نكتشف بأن شيئا لم يتغير.

وهذا سيفوه وهذي خلاجينه) وهو مثل يطلق على بقاء الامور على ماهي عليه، ففاقد الشيء لا يعطيه.

اذا ما حصل ذلك فإن احباط المواطنين سيتضاعف اضعافا كثيرة وسيتحول كل من دعم الحكومة ودعم التغيير في المجلس الى معارض وعندها لن يوقف غضب الشعب شيء، نسأل الله تعالى اللطف بنا وأن يجنبنا الفتن.





د. وائل الحساوي

[email protected]