القيادي المنشق عن «الإخوان» أكد أن مرسي «سبب انقسام الشارع المصري»
هيثم أبوخليل لـ «الراي»: الدستور صناعة مكتب الإرشاد
1 يناير 1970
07:47 ص
| القاهرة - من هيثم سلامة |
اكد القيادي المنشق عن جماعة «الاخوان المسلمين» هيثم أبوخليل، إن الدستور المصري الذي تمت الموافقة عليه «مرفوض لأنه غير توافقي وأحدث انقساما في الشارع، خصوصا أنه تم تمريره بضغوط من مكتب إرشاد جماعة الإخوان وبمعاونة القوى الإسلامية الأخرى».
وأشار في حوار مع «الراي» إلى أن «ما يحدث في محيط قصر الاتحادية وعدد من المدن المصرية، خصوصا الإسكندرية اخيرا من معارك وقت لى ودماء هو مهزلة بكل المقاييس، والسبب فيه قرارات الرئيس الصادرة من الجماعة».
ودان تظاهرات ووقفات الإسلاميين والمدنيين، وقال إن غرضها الأساسي «استعراض للقوة بين الأطراف المتناحرة على الساحة المصرية، والوطن ضحية بين هذه القوى». وقال إن بلاده «لن تتقدم إلا بالتوافق بين القوى والفصائل والأحزاب السياسية، وهو أمر بات مطلوبا في الفترة المقبلة، رغم تخوفه من تداعيات إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور».
وفي ما يلي نص الحوار:
• ماذا عن الاستفتاء على الدستور بعد الموافقة عليه؟
- أرى أن الدستور كان يجب أن يكون عليه توافق وهذا لم يحدث وبات الدستور مرفوضا وطالبت الرئيس محمد مرسي من قبل بتأجيل الاستفتاء على الدستور حتى تكون هناك شفافية في السياسة المصرية، وستكون النتيجة انقسام يتزايد بين القوى السياسة وتناحرا سيؤثر على الانتخابات البرلمانية المرتقبة وخلافات تتسع دائرتها، خصوصا مع قناعة القوى السياسية أن الأمور تدار من خلال مكتب الإرشاد، والذي عمل على تمرير الدستور بسرعة، وبمعاونة من القوى الإسلامية الأخرى، والتي لها حسابات انتخابية.
• ماذا عن التصعيد ما بين القوى السياسية المدنية والدينية، الذي تحول إلى حرب شوارع كان آخرها في الإسكندرية وقبلها الهجوم على مقر حزب «الوفد»؟
- أزعم أنه مبالغ فيه جدا، وأين كان هذا الاتفاق والتنسيق بين محمد البرادعي وحمدين صبحي وعمرو موسى في الانتخابات الرئاسية؟، ولماذا لم يظهر هذا التنسيق إلا الآن؟، ولماذا لم نر انتفاضة للقوى المدنية الرافضة، والإسلامية المؤيدة من انتهاكات حدثت في الفترة الماضية بهذه الصورة الضخمة؟، وأعتقد أن في الأمر ثمة انتقاما وتصفية حسابات، بين القوى السياسية من مختلف الانتماءات وعليها أن تتوقف والضحية مصر للأسف.
• كيف ترى قرار إقالة النائب العام في محاولة ثانية بعد فشل المحاولة الأولى ثم استقالته ثم عدوله عنها؟
- قرار إقالة النائب العام السابق أراه متأخرا، ومهما كان الاختلاف على طريقة إقالته، فهذا مطلب ثوري، وأعتقد أن انحياز نادي القضاة له إساءة بالغة للقضاة والقضاء، إما استقالة النائب العام الجديد، ثم عودته، فهذا اهتزاز في مؤسسات الدولة.
• في رأيك من أين تنبع قرارات الرئيس محمد مرسي؟
- طبعا من مكتب الإرشاد، وهو حاليا في أسوأ حالاته بعدما أصبح في اتجاه واحد واختفى منه الرأي الآخر، وأعتقد أن مرسي ربما يأخذ قراراته منفردا أو عملا بنصيحة «الأخوين مكي» تحديدا فقط، ولكن الدستور تحديدا صدر من مكتب الإرشاد.
• كيف ترى التصعيد لنوادي القضاة وعدم الإشراف على الاستفتاء على الدستور بمرحلتيه؟
- تصعيد القضاة أرفضه وبشدة لأني ضد تسييس القضاء، والقضاء يعاني من فساد موجود فيه ولابد أن يتطهر، وتصريحات المستشار الخضيري كاشفة لهذا الأمر، وأريد أن أسأل، أين كان القضاة عندما داس مبارك على قرارات القضاء بالأحذية وعندما ضُرب زميل لهم في معركة استقلال القضاة أمام نادي القضاة من ضابط أمن دولة، بل أين كانوا من تزوير الانتخابات طوال العقود الماضية؟!
• كيف ترى مستقبل الحياة السياسية في ظل هذا التناحر بين القوى السياسية وبعد الاستفتاء؟
- مصر لن تتقدم إلا بالتوافق، ومهما خطب مرسي وتمنى ودعانا أن نستبشر، فكل هذا الكلام للتسكين وليس للإنتاج والإنجاز، وهذا أمر لابد أن تعرفه القوى السياسية.
• كيف ترى تبادل القوى السياسية الوقفات والاحتجاجات؟
- الكل يستعرض عضلاته، وكما قلت الوطن هو الضحية، بل إن استدعاء الشريعة كان خطأ كبيرا للإسلاميين زاد من الاستقطاب في الشارع المصري.
• كيف ترى حصار الإسلاميين للمحكمة الدستورية منذ فترة وعدم فضه حتى إعلان نتتيجة الاستفتاء؟
- لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي وجود حصار من أصله، وبيان وزارة الداخلية نفى حدوث حصار من أصله، وعموما هو عمل أرفضه لأنه تعطيل لمؤسسات الدولة.
• كيف ترى الدعوات إلى العصيان المدني؟
- العصيان المدني وسيلة احتجاج مشروعة وغير مجرمة طبقا لمواثيق الأمم المتحدة، ومن يريد أن يزحف للاتحادية فليزحف كما زحف الإسلاميون تأييدا لمرسي من قبل، ولكن المشكلة تكمن في وجود جميع الأطراف في محيط الاتحادية، وهو ما تخوفنا منه في البداية، وحدثت اشتباكات وسالت الدماء والمسؤول عنها هو الرئيس.
• كيف ترى موقف البرادعي بمطالبة جهات خارجية لاتخاذ موقف صارم ضد مرسي؟
- البرادعي قامة كنت أحترمها كثيرا، لكن الاستقواء بالغرب واستفزاز الصهاينة بإنكار التأسيسية للهلوكوست سقطة كبيرة خصمت من رصيده من الشباب الثوري الواعي.
• ما تعليقك على دعوات لإسقاط النظام؟
- دعوات مراهقة ومتعجلة، ولابد من إعطاء مرسي فرصته كاملة لكي نحاسبه محاسبة كاملة.< p>