ندوات بلا موائد ... هل راحت أيام «الحاشي» و «المفطح»؟

1 يناير 1970 07:05 ص
| كتب ناصر الفرحان |

مقابل العيش ولامقابلة الترشيح «هذه المقولة السائدة في كل المقرات الانتخابية حيث يتوافد الكثيرون من الناخبين إلى المرشح عن افتتاح مقره الانتخابي والذي لايخلو من وليمة بعد الندوة يجدون فيها ما لذ وطاب من صنوف الطعام، الا انهم لايدرون كيف اعدت هذه الوليمة، فوراءها طاقم من الخدم يمضي الساعات لاعدادها، وغالبا ما يضطر صاحب الوليمة لشراء مستلزمات لها غير متوافرة في المعتاد في اماكن المنزل، حيث تتطلب صحونا واواني بمقاسات واحجام مختلفة.

«الراي» تجولت في سوق السلاح في منطقة المباركية حيث المحلات التي تبيع هذه الاواني واستطلعنا اراء اصحاب المحلات عن حجم بيع هذه الاواني في ايام الانتخابات في الحاضر والماضي.

الحاج عبدالحميد علي جمعة مواطن يعمل في سوق السلاح منذ ستين سنة اكد ان «الجدور» و«الصحون» كانت مطلبا ايام الانتخابات في الماضي وكنا نفرح كثيرا عندما تكون هناك انتخابات سواء مجلس الامة او المجلس البلدي حيث يكثر الطلب على شراء «الجدور» بمقاساتها المختلفة والصحون باحجامها المختلفة وكذلك الدلال والمواقد وقوارير الشاي والفناجين والبيالات وغيرها ويزدهر السوق بشكل جيد اما الان فلا فرق بين الايام سواء هناك انتخابات  ام لا لان المرشحين يعتمدون على المطاعم ومحلات تجهيز الاعراس والمناسبات فقل الطلب كثيرا واذا نظرت الان إلى السوق فسوف تلاحظ هذا الكساد مع اننا في ايام انتخابات ولكن كما ترى السوق «يصفر» و «الجدور» معلقة!؟

من جانبه اكد جاسم عبدالنبي بان كثرة الاسواق وتنوعها اثرت على البيع مع اهمية وجود هذه الاواني عند اعداد اي وليمة سواء في الافراح او العزاء او اي فعاليات وانتخابات مع ضعف الاقبال عليها هذا العام ولعل قرارات الحكومة في عدم وجود اكثر من مقرين للمرشح وعدم اقامة ولائم في المدارس اثر على حركة البيع بخلاف ما كان يحدث في الماضي عندما كانت الولائم حاضره في كل مقر انتخابي وكلما زاد المرشح في كرمه زادت الاصوات الممنوحة له ولكن للاسف هذه الانتخابات «ناشفة» فلا ولائم في المقرات الانتخابية فقط كلام وهذا «مايوكل خبز» من نظري وستكون اعداد الناخبين قليلة لان الوليمة بعد الكلام والانتظار تعطي جوا جميلا وسيرى الناخبون في هذه الانتخابات ان الفرق واضح بينها وبين ما كانت المقرات الانتخابية عليه في الماضي حيث الاعراس الانتخابية يوميا حتى يوم الاقتراع.

اما الحاج عبدالكريم النصار فقد ذكر ان المرشحين هذه الايام يعتمدون على المطاعم وشركات التجهيزات الغذائية في اعداد الولائم وكذلك مكاتب الافراح حيث يكون الطلب على الجدور والصحون وقوارير الشاي وغيرها من مستلزمات تقتصر على هذه المطاعم والمكاتب اضافة إلى الحسينيات كذلك يزدهر سوقها في موسم الشتاء وطلعات البر حيث يكثر الطلب على قوارير الشاي والفناجين والبيالات وغيرها مؤكدا ان نوابا قبل كانوا اكثر كرما من الان حيث كانت ولائم المرشحين تمتاز بالكرم الطائي وخاصة النائب المضمون نجاحه ولديه مال يمكنه من اقامة الولائم لضيوفه بشكل يومي حتى بعد ايام من يوم الاقتراع وخاصة اذا حالفه الفوز وآثر الطلب على الجدور الكبيرة مقاس 20 حيث يمكن ان يطبخ بها 4 ذبائح وتكفي لكيس عيش كامل 50 كيلو وكذلك صحن «بوكرس» حيث يكون مرتفعا من مستوى الارض تقريبا 30سنتميترا وهذا الصحن لايقدم الا لكبار الضيوف حيث توضع به عادة الذبيحة كاملة او مايذكر «بمفطح» وكان الطلب على هذه الاواني كثيرا ولكن اليوم قل الطلب عليها كثيرا بسبب التقشف وعدم الاسراف والناس «شبعانة ما تاكل مثل اول» لذا يعتمدون الان على الصحون الوسط او البوفيهات.

وبعد هذه الجولة الميدانية في سوق السلاح وتفقدنا لحالة في ايام الانتخابات ومدى الاقبال على شراء اواني الولائم في المقرات الانتخابية اتضح بان «البطينية» من الناخبين ليس لهم حظ في هذه الانتخابات خاصة ان قرار الحكومة بعدم وجود اكثر من مقرين للمرشح وعدم وجود ولائم في صالات المدارس التي تؤجر للندوات الانتخابية خيب الظن واعطى عذرا للمرشح «الناشف» ان يوزع سنوديشات اثناء خروج الناخبين من الندوة ويأخذونها  وهم يتمتئون «وعزاه على ايام الحاشي والمفطح».