«الصريح» فتح ذراعيه للمواهب الشبابية من خلال شركة «هاب»

الراحل صباح الناصر الصباح ... اسم يستحق التكريم وطنياً وإعلامياً

1 يناير 1970 11:08 ص
| كتب صالح الدويخ |

للقدر حكمه في فراق الأحبّة والمبدعين ممن قدموا للكويت والفن الكويتي تحديداً الكثير من الأعمال الغنائية التي ما زلنا نستمتع بسماعها** بين فترة وأخرى، ولا شك أن رحيل الشاعر الشيخ صباح الناصر الصباح رحمه الله والذي عُرف بـ«الصريح»، سيترك فراغاً كبيرا، وهو من أفنى عمره ووقته في مجال الأغنية ليكون شاعراً متمكّناً من أدواته، يعرف جيداً كيف يواكب ما يروق لهذا الجيل من كلمات وأغنيات ترضي أذواقهم.

أكثر من أسوع مضى على من حرص على إعادة إحياء المفردة الكويتية، وأخذ بيد الكثير من المواهب الشابة من خلال شركته «هاب» التي انطلقت في منتصف التسعينات من القرن الماضي، ففتح ذراعيه لهم في الوقت الذي أدارت بعض الشركات المحلية والخليجية ظهرها عنهم، منهم عصام كمال، إبراهيم التميمي، عبد العزيز الضويحي، طارق سليمان، مساعد البلوشي، علي عبدالله وسواهم.

كان «صريحاً» في تعامله مع الآخرين، لا يتردد في قول ما يجول في خاطره أبداً... صريح في تصريحاته الإعلامية رغم قلّتها والتي كانت محل جدل في صحافتنا، حاضر بقوة في المناسبات الوطنية بأغان وأوبريتات عبّرت عما في داخله من حب لهذا الوطن، ولذلك لم يكن اللقب وحده يضيف إلى شخصه بقدر ما أضاف هو إلى اللقب الصريح بموضوعيته وشفافيته التي تستهوينا كإعلام عادة، باحثين عن «المانشيتات» النارية البعيدة عن التجريح.

للراحل الشاعر صباح الناصر تعاونات كثيرة مع العديد من الملحنين في الساحة المحلية، منهم مشعل العروج وعبدالله القعود وفواز المرزوق وفهد الناصر وآخرون، إلا أن من كان أقربهم إلى قلبه وينسجم معه كثيراً ويعرف تماماً ما يفكر به الملحن الدكتور يعقوب الخبيزي الذي رافقه أخيراً في الكثير من الأعمال الغنائية لمجموعة من الشباب. أما من خارج الكويت، فقد تعاون مع الملحنين حسن أبو السعود ووليد سعد وسمير صفير وحمدي صديق. وعلى صعيد الأغنية، شدا بكلماته كل من نوال وعبدالله الرويشد والراحلة ذكرى وهند البحرينية ومعين شريف وصابر الرباعي وهادية وغيرهم.

يذكر أن الراحل صباح الناصر قد حصل على «وسام أم كلثوم» من الدرجة الأولى من قبل رئاسة نقابة الموسيقيين من القاهرة في العام 2003، وكان كتب كلمات أوبريت «أسماء الله الحسنى» الذي قدمته الأوركسترا السمفونية في مصر ولحّنه الموسيقار حسن أبو السعود.

ولأن الوفاء عملة نادرة والقلوب هي المصارف، وقليلة هي المصارف التي تتعامل بهذا النوع من العملات، نتمنى ألا تنسى الجهات الإعلامية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تكريم الراحل الشاعر صباح الناصر الصباح في المناسبات القادمة كنوع من العرفان وعدم إنكار ما قدمه في حايته الفنية.